رجل المبادئ!

الدكتور عبد الله المحيسني

 

في مثل هذا اليوم مضى طاهر الأردان مودعاً دنيا الهوان، الشيخ المجاهد الملا محمد عمر رحمه الله ..

مضى تاركاً وراءه درساً عظيماً لكل الأجيال

مضى كافراً بالبرغماتية والمصالح الضيقة في مقابل الأخلاق والقيم والثوابت ..

مضى بعد أن قام بأكبر مساومتين على وجه التاريخ في أعظم جولة مفاوضات وقف لها العالم مشدوها مذهولاً :

أما الأولى : حين قالوا له لاتهدم صنم بوذا ونحن نشتريه منك بوزن الجبال ذهباً فرفع رأسه بعزة وقال: (لا ها الله إذاً، لأن ينادى بي يوم القيامة قم ياهادم الأوثان أحب إلي من أنادى ببائع الأوثان) .

أما الثانية: فحين امتلأت سماء دولته بطائرات لاتحصى وأحاطت به بارجات لاتعد وحشد له العالم حشداً مهولاً ثم بُعِث إليه أن سلم رجلاً هاجر إليك اسمه (أسامة بن لادن) قال وإن لم أفعل ؟ قالوا يعدك بوش بهزيمة ساحقة!

 

قال فليكن إذاً (إن الله وعدني بالنصر ووعدني بوش بالهزيمة) وأكمل جهاده وضحى بدولته ومصالحه وحافظ على مبادئه وثوابته ..

فحفظه الله حتى عجز كل خصومه من قتله، وشاء الله أن لايموت قتلاً، إمعاناً في إذلال من حاربه وبيان عجزهم ..

فتقبل الله الشيخ المجاهد في جنات النعيم ..