كرزاي في دوامة اليأس والأسى

1-gh lnd thumb lnd thumb

1-gh lnd thumb lnd thumbاطلق حامد كرزاي كبير الإدارة العميلة الهشة في كابل في يومي الأحد والثلاثاء الماضيين (10- 12/ 3/ 2013) سلسلة من تصريحات جوفاء، وكان يظهر عليه التوتر واليأس بشكل واضح، ادعى المذكور: “أمريكا و الإمارة الإسلامية (طالبان) في الظاهر تتحاربان لكن من وراء الكواليس كل يوم في الدول الخليجية والأوربية تتفاوضان من أجل التوصل إلى معاملات…” المذكور من أجل صحة كلامه أضاف قائلاً: الأجانب وكذلك العناصر المحبة للوطن من طالبان بعثوا إليه رسالة التحذير بهذا الخصوص.

يبدو أن هذه الأيام أحيط بكرزاي إحساس الدونية بشكل قوي جدا، وصار ذليلا ومسفر الوجه أمام رفاقه من الأفغان والدوليين أيضاً، تلك الرئاسة الشكلية ومجرد مسمى الحاكمية الوطنية التي يتحدث عنها من حين لآخر صارت الآن تحت السؤال والاستفهام، الأمريكيون يطلقون كلاماً متناقضا حول تسليم سجن سجناء بغرام، اعتبروا تحديد المهلة المحددة بالخروج من ولاية ميدان وردك مجرد مسرحية! استقبلوا إنذار وتحذير الرئيس العميل بشأن العمليات الليلية وتفتيش المنازل من تلقاء انفسهم بالفكاهة والضحك.

يعلم الجميع بأن كرزاي كيف أُتي به إلى كابل، كيف أُجلس مثل شاه شجاع على أريكة الحكم بلا صلاحية، سلم له جزء من القصر الجمهوري فقط! وأهدي له لقب رئيس  الجمهورية! فليس من العجب أن يسخر منه العساكر الأمريكيون، ويسعفوه على وجهه؛ لأن هذا من فلسفة الاحتلال بأن في النهاية يهين عملاؤه إلى درجة لا ينظر إليه كإنسان! وبهذا الطريقة يذوقونه نوعا من جزاء العمالة.

ما أن يزجر كرزاي من التعامل الأمريكي المهين له او يلوم المحتلين فهذا في محله؛ لأن المذكور مظلوم، أسير لا يسمح له أن يشتكي، أو أن يطلق تصريحات عصبانية ضد الأمريكيين أو أن ينتحر، كل ذلك طبيعي وفي محله؛ لكن من الحيرة بالمكان أن يلصق التهم بأولئك المجاهدين الأبطال الشجعان الذين هدفهم تحرير الشعب بمن فيه هو أيضاً واستعادة استقلال أفغانستان حيث هذا مطلب وأمنية كل أفغاني، لأننا جميعا نعلم بأن بلادنا تعرضت لاعتداء سافر من قبل الأجانب، وأثبتت التجارب التاريخية بأن الاستقلال والحرية لن يعيدا بالترجي والبكاء أو التهور والعصبانية بل يستردان بالتضحيات الفعلية الحقيقية والعمل الميداني الدأب.

وما يقوله كرزاي بأن “أمريكا وطالبان من وراء الكواليس كل يوم تتفاوضان في الدول الخليجية والأوربية من أجل التوصل إلى معاملات …” ليس له أي حقيقة، منذ مارس من عام 2012 م المنصرم حين أعلنت الإمارة الإسلامية وقف المفاوضات مع أمريكا ، منذ ذلك الحين حتى اليوم لم يتم أي نوع من التفاوض مع الأمريكيين، كما أن المسئولون الأمريكيون نفوا كلام كرزاي بشكل صريح بأنه لم يتم التفاوض، فما دام لم يتم التفاوض إذن لا مكان للمعاملات أصلا، كما أن الإمارة الإسلامية ليست لها سوابق المعاملات من وراء الكواليس. يصدق على كرزاي قول القائل: ما تراه في نفسك تراه في الآخرين.

إن الإمارة الإسلامية منذ أول يوم للغزو الأمريكي إلى يومنا هذا صامدة على موقفها الثابت والقوي لم ولن تتراجع عن موقفها، لن ترضى لقبول الاحتلال أبدا، بل تواصل الجهاد المقدس إلا أن ينتهي الاحتلال وأن يقام النظام الإسلامي المستقل في الوطن الحبيب وفق آمال الشعب.

وجدير بالذكر بأن الإمارة الإسلامية حقيقة مقبولة على المستوى الدولي، وتطلب العلاقات المتساوية مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية المستقلة في ضوء الأصول الإسلامية على أساس المصالح الوطنية لبلادنا وفي اطار الاحترام المتبادل، ولها العلاقات ويجب أن تكون.