كن جندياً إعلامياً

8315897768 603a0c0dbc o

8315897768 603a0c0dbc o

الحمد لله معز الإسلاموالمسلمین ومذل الشرك والمشركین، والصلاة والسلام علی محمد وعلی آله وصحبهأجمعین.

أما بعد! أخي المجاهد! إن ما نراه من إعلام العدو المكثف، وقدراتهالفنیة، وتقنیاته المتطورة، واهتمامهالبالغ بهذا الأمر، كل ذلك ساهم في نجاح العدو على صعيد الحرب النفسیة إلى حدّ ما، حتى بتنا نرى المنتسبین للعلم بعمائم ولحی ـ فضلاً عن العوام ـ ینكرون علی المجاهدین جهادهم ضد أمریكا وحلفائها وسدنتها، ویتصدون للذود عن حمی الجیش الأفغاني العمیل؛ لكن إن سألتهم دلیلاً علی تعدّيهم القولي السافر علی المجاهدین، تراهم یستدلون بما ینشره إعلام العدوّ وقنواته الفضائیة من الأباطیل والأكاذیب وبما سمعوه من الأعداء أو حماة الأعداء.

والجواب المفحم لهذه الطائفة الجاهلة أو المتجاهلة هو قوله تعالی:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)} وقوله صلی الله علیه وسلم: كفی بالمرء كذباً أن یحدث بكل ما سمع.

هذا أولاً، وأما ثانیاً فیلزم أن نقارع العدوّ بنفس السّلاح الذي یستخدمه ضدّنا ولتشویه سمعتنا؛ لأن ذلك أشدّ تأثیراً علی العدوّ من فوهة البندقیة في بعض الأحیان، فالصورة التي یصوّرها المجاهد الإعلامي أو المقطع الذي یسجله في ساحة الوغی قد يغني و يكون تأثيره أقوى من ألف كلمة.

وجدیر بالذكر أن دور الإعلام وأهمیته البالغة لیس من منتجات هذا العصر حیث التقنیات المتطورة والآلات المتقدمة، بل ترجع أهمیته إلی عصر النبوة علی صاحبها ألف صلاة وسلام، وكانت المنصة الإعلامیة آنذاك هي إنشاد الشعر، فاستفاد النبي صلی الله علیه وسلم منها في جبهة الحرب النفسیة ضد العدو كما استفاد من الحروب العسكریة، وعین للجبهات الإعلامیة رجالاً.

یقول الدكتور الصلابي: «كان الإعلام في العهد النبوي يقوم على الشعر، وكان شعراء المشركين في بدر في موقف الدفاع والرثاء، وفي أحد حاول شعراء قريش أن يضخموا هذا النصر، فجعلوا من الحبة قبة، وأمام هذه الكبرياء المزيفة، انبرى حسان بن ثابت وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة للرد على حملات المشركين الإعلامية التي قادها شعراؤهم كـ “هبيرة بن أبي وهب”، و”عبد الله الزَّبَعْرَى” و”ضرار بن الخطاب” و”عمرو بن العاص” وكانت قصائد حسان كالقنابل على المشركين، وقد أشاد بشجاعة المسلمين.» [السیرة النبویة 3/216]

وقال علیه السلام دفاعاً عن ابن رواحة: خل عنه يا عمر فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل. وقال لحسان رضی الله عنه: «أهج المشركین فإن روح القدس معك.»

وقد رأینا أن النبي صلی الله علیه وسلم فاق المشركین في الجبهة الإعلامیة وأفحمهم، وهو یعلم دور الإعلام وما له من فوائد جمة.

أخي الإعلامي المجاهد! قد تسمع أحد المثبطین المتجاهلین أو السذج الجاهلین يقول أنّ تصویر المعارك وتوزیع إصدارات المجاهدین وبثها لتكون بمتناول الناس، إنما یعد من الریاء والسمعة المنهي عنهما واللتین عبّر عنهما الصادق المصدوق بالشرك!

فكیف تقومون بمهمة نهى رسول الله صلی الله علیه وسلم عن ارتكابها؟

والجواب عن هذه الشبهة الزائفة أن الله سبحانه وتعالی أمر المجاهدین بالجهاد ثم بتحریض الآخرین ومن المعلوم أن التحریض صنو الجهاد والباعث علیه؛ قال عز من قائل: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (النساء:84) } وقال صلی الله علیه وسلم: «جاهدوا المشركین بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم.» [رواه أحمد والنسائي وأبوداود]

فعلم أنه إن صحت النیة، فلا یكون هذا ریاء ولاسمعة بل یكون تحریضاً للآخرین.

أخي المجاهد! إذا لم یكن بمتناولك تبلیغ رسالة الإسلام ورسالة المجاهدین الموحدین عن طریق القنوات الفضائیة والتلفاز، فلا ینبغي أن یكون هذا الأمر عائقاً لك في مجال عملك في الدعوة؛ فإن هناك جبهات أخری يمكن لك أن تقوم ببث نشاطاتك عبرها كالإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، وتستطیع أن تعمل بكل ما تملك من الوسائل المرئیة والمقروءة والمسموعة، ولتكن أكثر نشاطاتك مرتكزة حول المحاور التالیة:

1 ـ ترسیخ التوحید والعقیدة الصحیحة في قلوب المسلين بكل ماتعني الكلمة من التوحید في العبادة والألوهیة والحاكمیة وغیرذلك؛ فإن الناس قد یظنون أن الشرك بالله ینحصر في السجود لغیر الله، لكن لا یهتمون بالانحراف السیاسي، لا یهتمون بموالاة الكفار والمشركین ضد المسلمین؛ والله سبحانه وتعالی یقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو مشرك مثلهم. [تفسیر القرطبي 8/94]

لایهتمون بالقتال تحت الرایات الصهیوصلیبیة ضد المسلمین؛ یقول الشیخ حسین أحمد المدني رحمه الله: “إذا أعلن الصلیبیون أن حربهم ضد المسلمین هي حرب صلیبیة، ومع ذلك قاتل أحد المسلمین تحت رایتهم ضد باقي المسلمین، فقد خلع ربقة الإسلام عن عنقه”. فینبغي أخي الإعلامي أن تسجل بالكامیرا دروس العلماء البارعین حول حكم موالاة الیهود والنصاری، وحول التوحید في الحاكمیة وغیر ذلك من المسائل التي قد یتجاهلها المنتسبون للعلم قبل العوام.

2 ـ التصدي لحرب المصطلحات؛ فالعدوّ الغاشم الذي یهجم علی المسلمین بالأسلحة الفتاكة كذلك یهاجمهم بقلب المصطلحات عبر إعلامه الكاذب، ورأینا أثر هذه الحرب في العلماء والمثقفین قبل غیرهم، حیث سموا الجهاد تطرفاً وإرهاباً وعنفاً وخروجاً علی الحكام والشرعیه الدولیة، وسموا الوقیعة في عرض نبینا الكریم ـ فداه أبي وأمي ـ حریة الرأي والتعبیر، وسموا الزنا وشرب الخمر والعهر والفساد والربا بالحریات والحقوق الشخصیة و…

فعلیك أخي الإعلامي المجاهد أن تواجه الأعداء الألداء بالعودة إلی الكتاب والسنة والعلماء البارعین وتبین للناس أن الجهاد لیس إرهاباً ولاعنفاً ولاتطرفاً؛ بل هوذ روة سنام الإسلام وأنه لا یعدل الجهاد شيء آخر، وأن من لم یغز ولم یحدث به نفسه فقد مات علی شعبة من النفاق، وأن الخروج علی الحكام المرتدین الموالین للكفرة الفجرة من الیهود والنصاری والمشركین، لیس منهیاً عنه بل هو واجب شرعي وغیر ذلك من البیانات تصحیحاً للمفاهیم والمصطلحات.

3 ـ تصویر المعارك الدائرة بین جنود الرحمن وجنود الشیطان، ثم بث تلك الصور والمقاطع عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لیكون الناس علی علم بنشاطات المجاهدین ویكون ذلك شفاءً لصدور المؤمنین الموحدین وإغاظة لقلوب الكافرین الحاقدین وتحریضا للشباب الطامح الصامد.

وحذار حذار أیها الأخ أن تتحمس أثناء المعركة فتلقي الكامیرا وراء ظهرك وتطلق النیران علی صدورالكافرین؛ فإن صورة تصورها في المعركة أو مقطعاً تسجله فیها ستكونان أشد نكایة بالأعداء من رصاص بندقیتك، وصدق من قال: أن الإعلامي استشهادي بلا حزام.

وأخیراً أخي المجاهد، أوصیك بتقوی الله وإخلاص العمل لله تعالی، والتثبّت في نشر أخبار المجاهدین، وإیاك أن تنسب إلیهم قولاً لم یتفوهوا به أو عملاً لم یقوموا به، ولیكن الصدق والتثبّت من الأخبار سجیتنا نحن المجاهدین.