لا يمكن اكتساب الحرب بالدعايات الزائفة والهرطقات الإعلامية

 

لم يتكلم  الجنرال هيربرت رايموند ماكماستر مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي بكلمة واضحة حول مستقبل أمريكا في أفغانستان وعلى ميول إدارة كابول العميلة، ولكنه غرّهم حيث تشدّق بأنّ أمريكا ستحمي عنهم و ستهزم قوات المجاهدين المسلّحة.
وإنّ هذا الموقف البارد من قبل ترامب حيال أفغانستان قد أقلق الإدارة العميلة، وهي تخاف من أن تترك القوات المحتلة من أفغانستان وتهرب وترفرف مرّة أخرى رأية الإمارة الإسلامية على ربوع كابول مثلما هي خفاقة في المناطق الأخرى، وقد سعت الإدارة العميلة سعياً حثيثاً كي تسترعي انتباه ترامب إلى أفغانستان وصرخوا لأجل ذلك بأنّ:
زهاء 20 جماعة إرهابية نشيطة في أفغانستان، وستنقلب أفغانستان تارةً أخرى إلى مركز وملجئ لللإرهابيين، فيُهدّد العالم من أفغانستان، وإنّ أفغانستان تملك ذخائر نفيسة وأحجار كريمة ومناجم ومعادن ثمينة وكذلك إنّ فيها النفط والغاز.
ولكن لم يتضح بعدُ موقف ترامب حيال أفغانستان رغم هذه الضوضاءات، فيلزم لإدارة ترامب أن تراعي الحقائق ولا تهرب منها، ولا توصم المقاومة الحقة والصمود أمام الاحتلال الأمريكية بوصمة الإرهاب، ولا تشيع الأكاذيب على أنّ المجاهدين شرذمة متناحرة أو متخاصمة فيما بينهم أو تنسب مفاخرهم إلى البلاد الأخرى؛ لأنّ الشعب الأفغاني قام وصمد وقاتل المحتلين وعملاءهم، والمواطنون يعانون من مظالم الدول المحتلة وإنهم سيستمرون جهادهم ونضالهم كي ينقذوا أنفسهم من براثن الاحتلال ويستردوا حقوقهم المهضومة.
وإنّ 15 الماضية لكانت خير دليل على هذه الحقيقة الساطعة، فقاتل زهاء 150 ألف جندي في آنٍ واحد في أفغانستان، ولكنّ ووصل الناس إلى هذه الحقيقة بأنّ حربهم ليست مع قلة قليلة أو بضعة مسلحين الذين أتو من بلاد مجاورة وإنما هم في قتال مع شعبٍ برمّته.
كما لايخفى على أحدٍ بأنّ الإدارة العميلة حازت الرتبة الأولى عالمياً في الفساد، وغصب أراضي المواطنين وإنها مستمرّة في مظالمها وجرائمها في ظلّ الحماية الأمريكية، والحقيقة الماثلة للعيان بأنّ مساعدة الإدارة العميلة لاتجني سوى الخزي والندامة، وهلاك الجنود والعتاد.
فينبغي لماكماستر أن يتجنّب عن أحاديثه الإحساسية، لإنّ مسلحي الإدارة العميلة هم أنبذ رجال المجتمع الأفغاني، يتعاطون المخدّرات، وأذيالهم مدنّسة بالرذيلة، لايعرفون الدساتير والقوانين ولا يراعونها، همّهم الوحيد امتلاء جيوبهم وأهواؤهم، فهم انهزموا كل مرّة أمام جنود الإمارة الإسلامية ولن يصمدوا أمامهم أصلاً، فالدعاية الخاوية أو الاستناد بهم هراء وخداع ولا غير.
فينبغي لأمريكا أن يبدأ مهمّة خروج قواته من أفغانستان من الآن، ولا يمكن اكتساب الحرب بالدعايات الزائفة، وكثير من الجنرالات تشدّقوا على ثرى الأبطال والليوث ولكن لم ينجحوا فحسب بل افتضحوا خائيبن خاسرين وهربوا من أفغانستان.