لماذا الجنرال الأمريكي يائس؟

1-flag lnd thumb

1-flag lnd thumbأظهر الجنرال الأمريكي (جوزيف دنفورد) يأسه تجاه أوضاع أفغانستان في حواره الأخير، فهو أثناء حواره الذي يشبه معجون الطب اليواني جمع بين الرطب واليابس، والبارد والحار في وقت واحد وبشكل غير موازن، وأشار بشكل غير شعوري إلى الزوال السريع لإدارة كابل الفاسدة والسقيمة، فقد صرح الجنرال المذكور في حواره قائلاً: “تم هناك تقدم مهم لكنه غير قابل للإستمرار” وهذا واضح وضوح الشمس بأن تقدم وزوال هذا الكاذب مرتبط بزوال وبقاء إدارة كابل، بل ويوجد بينهما تلازم منطقي.

يبدو أن عمليات خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ  البطولية قد استأصلت الروح القتالي من جنود قوات حلف الناتو، حتى أنها تسببت في إنهيار معنويات قائدهم الأمريكي، لذلك كانت تصريحاته متناقضة غير متوازنة، ومتصادمة مع الوقائع الأرضية، ووفقاً للمثل المشهور عند البشتون “إذا لا تريد الحرب فمد يدك إلى صخرة كبيرة” فقد كان الجنرال يشدد ويركز على عام 2018 بدلاً من ارتكازه على عام 2014.

ياترى! ماهو التقدم المهم الذي كان يشير إليه الجنرال المذكور؟ فإن الإحتلال الأمريكي في دورته الحالكة الظلماء التي استمرت 12 عاما، إلى جانب المآسي الكثيرة، فإنه أهدى للشعب الأفغاني الهدم الدمار، والقتل والقتال، والنهب والإغتصاب، والفحش والفساد، وعدم السلم والأمان، وتعصبات القوم واللسان!! ولعل المذكور يعتبر إيجاد إدارة كابل المخالفة لمطامع الشعب تقدما مهماً، لأنهم بواسطة آلاف الجنود الأمريكيين وصرف ملايين الدولارات، تمكنوا من إيجاد إدارة امتيازية استطاعت أفغانستان بفضلها أن تحصل على المرتبة الأولى على مستوى العالم مرتين:

الأولى: في الفساد الإداري والرشوة والإفلاس.

والثانية: في التزعزع والاضطراب وعدم القانون وإصدار المواد المخدرة.

استخدم الجنرال جوزيف خلال تصريحاته عبارات متناقضة، فمن جهة كان يائسا حيث قال: “لو لم تواصل المنظمة الدولية ضغوطها، ستُفقد المكاسب الديمقراطية في أفغانستان” وهذه إشارة صريحة بأنه عند عدم وجود القوات المحتلة سرعان ما ستسقط إدارة كابل، وهذا صحيح لأن الإدارة المذكورة محرومة تماماً عن مؤازرة الشعب ومساندته، ومن جهة أخرى يعتبر المذكور ما يسمون بجيش وشرطة إدارة كابل أنهم أقوياء مستأهلون حيث يقول: ” أنا مطمئن بأهلية الجنود الأفغانيين، وأنهم قادرون على تأمين الأوضاع لإجراء الإنتخابات الرئاسية في عام 2014″ وهذا يعني أن كلامه الأول سهو وخطأ.

كما نصح القائد الأعلى للمحتلين، الأفغانَ في نهاية حواره قائلا: “على المواطنين الأفغان أن يتصالحوا مع جميع الأفغانيين الذين يريدون العودة إلى هنا” لكن المسكين لايعلم أن الأفغان لايستمعون إلى كلام العدو فحسب، بل هم عازمون على طرد الأجانب من موطن أباءهم وأجدادهم.