لماذا ينشغل مسئولي الإدارة العميلة في الصراع فيما بينهم ؟

يعلم المواطنون الأعزاء بأن مسئولي إدارة كابل الحالية ذات الرأسين الغير مؤهلين أقاموا مأساة إنسانية كبيرة إبان حكومة المجاهدين في العقد الأخير من القرن الماضي وقسموا كل ولاية وكل مديرية إلى عدة أجزاء، كل قائد كان حاكما على منطقته، وشاهد الجميع بأن عاصمة بلادنا الجميلة كابل تحولت إلى حطام ودمار نتيجة معاركهم الداخلية، وقتل عشرات الآلاف من المواطنين، كما أجبر الكثيرون بالنزوح من البلاد، لم يكن نفس ومال وشرف أحد في مأمن وعمت المآسي والفوضى والحروب في البلاد.
لقد دخل الشعب الأفغاني المجاهد إلى ساحة الجهاد المقدس ضد احتلال الاتحاد السوفيتي السابق وقاتل لأكثر من عقد من الزمن ضد المحتلين وعملاؤهم، وضحوا بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى مرضاة لله عز وجل، كما هاجر أكثر من خمسة ملايين شخص إلى بلدان أخرى، ولحقت خسائر مالية واقتصادية كبيرة، كل هذه التضحيات كانت من أجل هدف عظيم وهو استقلال البلاد من الاحتلال والنظام الشيوعي وقيام نظام إسلامي.
ولكن للأسف بعض الأشخاص المشئومين ضحوا بتضحيات الشعب العظيمة لمصالحهم الخاصة، وبدؤوا بالحروب والقتال من أجل السلطة والحكم، وبتصرفاتهم لم ييأس الشعب الأفغاني فقط بل جميع مسلمي العالم، وتسبب في خيبة أمل من قيام حكومة إسلامية قوية، كما حولوا فرحة تحرير البلاد من الاحتلال إلى مأساة وحزن.
وقد أعادت إلى الأذهان المواجهات والمعارك بين مسئولي الإدارة العميلة الأسبوع الماضي في ولاية بلخ صورة تكرار المآسي والحروب السابقة البلا هوادة مرة أخرى، والشعب متوجس على مستوى عال إزاء أن لا تتحول بلادنا مرة ثانية للحروب الحزبية والطائفية وأن لا يكتوي الشعب بنيران تلك الحروب الأهلية. وملفت للنظر بأن إزالة صور زعيم حرب سابق من عدد من الشوارع العامة تسبب في اندلاع اشتباكات مسلحة شديدة، حيث قتل شخص فيها وجرح 5 آخرين، فماذا عسى أن يفعلوا إذا واجهت مصالحهم المادية للخطر؟! وليست هي ولاية بلخ فقط التي يشتبك فيها المسئولون العملاء فيما بينهم، بل هناك صراع بين موظفي إدارة كابل ذات الرأسين في عموم البلاد.
هذه هي نتيجة الاحتلال الأمريكي وتدخلاتهم السافرة ، الإمارة الإسلامية كقوة منجية للشعب حاولت دائما ولا تزال تحاول إنقاذ الشعب العزيز من مثل هذه المآسي، ولن تسمح بأي حال من الأحوال بأن يصبح الشعب والوطن ضحية مصالح وأهداف عدد من الأوباش الأنانيين، وتكرار هرج ومرج العقد الأخير من القرن الماضي في البلاد، وتطمئن الإمارة الإسلامية شعبها بأن المجاهدين في أهبة الاستعداد لمنع اشتعال الحروب الأهلية. والله الموفق.