لم العالم ساكت حول معتقلي غوانتانامو!

1 gh

1-ghيعلم الجميع بأن أساس معتقل غوانتانامو وضع على الظلم؛ لأنه لا يوجد على وجه الأرض قانون أن يوضع أشخاص لعدة أيام في سجن دون تحديد مصيرهم، فما بالكم أن يتركوا بلا تحديد مصير سنة أو سنتين أو ثلاث…. بل عشرة أو إحدى عشرة سنه بعيدين في جزيرة مجهورة وبعيدة عمران؛ فهذا ليس مخالف للقمم الانسانية وحقوق البشرية فحسب، بل صفعة على وجه الإنسانية!

في هذا المعتقل ليس فقط أن المعتقلين يعاملون معاملة غير إنسانية بل من حين إلى آخر بجانب التعذيب البدني يُعذبون روحياً، تهان مقدساتهم الدينية بل إن إهانة المقدسات الدينية بدأ من هذا المكان أصلاً، وصار الآن روتينا، إلى درجة أن المتربين على يد الاحتلال هنا في أفغانستان انتهجوا هذا العمل البغيض والغير الإنساني أيضا، وأوضح مثال على ذلك إهانة المصحف داخل مسجد من قبل جنود كرزاي قبل أيام في مديرية موسى قلعه بولاية هلمند، ومن ثم قتل المتظاهرين الابرياء بوحشية وقسوة الذين خرجوا في مسيرة احتجاجية ضد هذا العمل الدنيء ، وحصل حادث مشابه في ولاية فراه أيضا.

وها هو منذ قرابة شهرين قام معتقلوا غوانتانامو بالاضراب عن أكل الطعام بسبب اهانة الأمريكيين للمصحف الشريف، حيث أصبحت الحالة الصحية لعدد منهم في خطر؛ لكن إلى اليوم لا أحد قام بخطوات ملموسة وقابلة للاهتمام بهذا الخصوص وفق ما يتطلب التراحم الانساني وبالأخص أولئك المدافعون عن حقوق البشر ورافعي راياتها، فقط إدارة الصليب الأحمر بعد تأخير دام شهرين تقريباً أرسلت طبيباً ومندوبا إلى ذلك المعتقل لكي يقفا على حقيقة وضع المعتقلين.

ترى كيف يكون حال من لم يذق طعاما لمدة شهرين، ومن الحيرة بالمكان بأن هذه الغفلة وهذا الاهمال يحصل ممن يعتبر نفسه أكثر التزاما للقيم الإنسانية ويدعي مساواة التمدن والإنسانية!

مقتضى التراحم الإنساني ومراعاة الحقوق البشرية الحقة هو بألا يتم التلاعب أكثر من هذا على مصير هؤلاء المعتقلين المظلومين وكان يجب اغلاق هذا المعتقل عاجلاً مثلما صدر الوعد بإغلاقه كما يجب ان يتم احترام القيم الإنسانية والحقوق البشرية؛ لكن للأسف لم يحصل ذلك، ولاهم يفعلون بل ها هو من يوم إلى آخر تظهر دعاوى الدفاع عن حقوق البشر والتراحم الانساني معكوسة ومقلوبة، أليس هذا يبطل الدعاوي الجوفاء بشأن القيم الإنسانية ومساواة حقوق البشر والحياة المسالمة للجميع؟!

إن إمارة أفغانستان الإسلامية مرة أخرى تنادي العالم أجمع، وبشكل خاص حكومات الدول الإسلامية وشعوبها، ومنظمة الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي وبشكل أخص تنادي جمعيات حقوق البشر بألا تبقى صامته تجاه هذه الأزمة الإنسانية وأن تدرك مسئولياتها الإنسانية في سبيل نجاة هؤلاء المعتقلين المظلومين وتحريرهم وأن تتخذ إقدامات عاجلة تجاههم.