مؤتمر تسليم الحساب أم تضييع الحساب؟

انعقد في الثامن من شهر يوليو عام 2012 م مؤتمرا عالميا لدعم أفغانستان على حد زعم المحتلين، في طوكيو عاصمة يابان، وأعلن فيه عن مساعدة أفغانستان بعد عام 2014  بـ 16 مليار دولار في أربع سنوات، لكن بشرط قيام إدارة كرزاي بالقضاء على الفساد، وتحسين وضع الحكومة، وفي يوم الأربعاء الماضي الموافق لـ 3  يوليو 2013 انعقد مؤتمر في كابل لتسليم الحسابات لأجل تنفيذ الوعود التي تمت في مؤتمر طوكيو، ولندع الحديث عن الخطة التي سار لها المشاركون في المؤتمر، وما وصلوا إليه من النتائج وما أدلوا به من تصريحات في النهاية؟

لكن الأصل الذي هو أوضح من الشمس هو أن نسبة الفساد  في إداة كابل قد زاد أضعاف مما كان عليه في السابق.

كان معلوما من اليوم الأول أن إدارة كابل لاتقدر أن تفي بشروط مؤتمر طوكيو، فالإدارة التي أسسها الأجانب، وتكون أصولها فاسدة وبنى أجزاءها المحتلون وتكون خرقها الدولارات، كيف لها أن تخرج نفسها من دوامة الفساد، بل هم أصل الفساد ومنبعه ولاحل إلا بقطع جذور الفساد هذه.

إن إدارة كابل قد انغمصت في الفساد، والمشكلة اليوم ليست فقط في الرشاوي والاختلاسات البنكية، والمتاجرة بالكراسي والمناصب الحكومية، وسرقة الدولارات ونهبها بل هؤلاء المفسدون ابتلعوا تأسيسات بأكملها، وفاقوا جميع معايير إلى جانب المأساة الإقتصادية والإدارية فإن إدارة كابل قد فشلت في إدارة الحكومة وتأمين مطالب الشعب واحتلت المرتبة الأولى في ذلك فلا أمن ولاعدالة ولاقانون ولا فرض ولا عمل أضف إلى ذلك تعرض أموال الناس وأرواحهم للخطر وتحول الأراضي الحكومية إلى ميادين الصراع، وطرد ولاة إدارة كرزاي وحكام المديريات من مناصبهم بالقوة، و … و… حتى أن حقوق المرأة وحريتها التي يعتبرها المحتلون وإدارة كرزاي أهم إنجاز لهم تسوء من يوم لآخر، إلى أن بلغ الأمر إلى تسمم البنات في المدارس، أما المعاكسات في الطرق والأزقة فهي أحداث تقع بشكل يومي، وبسبب تخطيطاتهم المشؤمة انحطت مكانة المرأة واحترامها التقليدي في المجتمع إلى درجة أن الشباب الضائعين أصبحوا يتحرشون عليها وهذا الضيع يعد في جميع المجتمعات الإسلامية وخاصة في المجتمع الأفغاني الغاية في الدناءة والا تحطط الأخلاقي، ووفقا للتقارير الأخيرة فقد رفعت نساء كابل العفيفات شكاوى تجاه هذا الموضوع وأدانوه بشدة واعتبروه أمرا غير قابل للتحمل لكن إدارة كابل لم تلق لها بالا ولم تحرك من أجلها ساكنا.