مجزرة بكتيكا

بقلم: عبد الله

كلما تكبّد المحتلون الأقزام خسائر مادية وبشرية في صفوفهم، وكلما كانت الخيبة والخسران من نصيبهم جراء هجمات المجاهدين الموفّقة، فإنهم يعمدون إلى صبّ جام غضبهم على المدنيين الأبرياء والمواطنين الذين لا ذنب لهم ولاجريرة، فخلال سنوات الاحتلال استشهد الآلاف من عوام المسلمين نتيجة الحرب الشعواء والثأر العشوائي.

فالمحتلون الأجانب برفقة أذنابهم العملاء يداهمون بيوت الناس، فيدنسون أعراضهم، وينهبون ثرواتهم، ولا يرحمون الشيوخ الركّع، ولا الأطفال الرضّع، ولا البهائم الرتّع، وقد حدث مراراً وتكراراً أنهم يحرقون الحرث والنسل بعد مداهماتهم.

وفي إحدى المجازر الجديدة بحق الشعب من قبل الصليبيين والمحتلين الأجانب، قصفت طائرات درونز الأمريكية بتاريخ 8 من الشهر الجاري سيارات لمدنيين في منطقة “نوي ادى” بمديرية جومل بولاية بكتيكا.

بحسب المعلومات الواصلة، كان وجهاء من قبيلة كاكرزي يستقلّون تلك السيارات وهم في طريقهم لحل منازعة داخلية حين استهدفتهم طائرات أمريكية بلا طيار.

وقد أعلن مجاهدو الإمارة الإسلامية قائمة كاملة بأسماء الشهداء المدنيين الـ 18 في وسائلهم الإعلامية.

وقال قائد الشرطة الأفغاني في الولاية إن القتلى بالعملية التي نفذت في منطقة (غومل) يوم الخميس من عناصر طالبان وليسوا من المدنيين.

هذا وقد أكد الشهود وسكان المنطقة أن الضحايا من عامة المدنيين. وخلافاً لتصريحات المسؤولين الحكوميين؛ قال نائب المجلس المحلي المدعو نعمت الله بابري إن جميع ضحايا الغارتين الأمريكيتين المنفصلتين في المنطقة من عامة المدنيين.

ولنا أن نسأل “يوناما”، أو بتعبير أصحّ “بوق الاحتلال”، لِمَ تتعامى عن مثل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال؟ هل الغرض من ذلك أن لا تثقل عبء الاحتلال في الإحصائيات التي تعدّها بعد الفينة والفينة لتلقي بلائمة قتل الأبرياء والمدنيين على المجاهدين؟ أم تبرير قصف الاحتلال لعوام المسلمين والمدنيين بزعم أن القتلى هم من الطالبان، كذباً، وزوراً، وافتراء؟!

ولكن الشعب الأفغاني أكثر وعياً بكثير ممّا يفتري هؤلاء، ولهذا فهو يناصر المجاهدين، وخير شاهد على ما نقول احتضانهم المجاهدين بعد كل انتصار لهم في الميادين والمعارك.

ثم أنكى وأسوأ من هذا وذاك، سكوت الرئيس الجمهوري لأفغانستان “أشرف غني” عن مجزرة بكتيكا ومواساته للهنود الذين قتلوا في مشاهدة عرض ألعاب نارية احتفالاً ببداية السنة الهندوسية الجديدة وذلك عندما أشعلت شرارات متطايرة من الألعاب النارية مخزونات منها داخل المعبد.

وجاء في بيان صدر من القصر الرئاسي بكابول أن رئيس الجمهورية أعرب عن بالغ أسفه للحريق، وأعلن مواساته أصالة عن نفسه ونيابة عن الشعب الأفغاني لذوي ضحايا الحريق.

تأتي رسالة مواساة رئيس الحكومة الأفغانية للهنود في الوقت الذي لا يزال فيه أخرساً عن مقتل 18 مدنياً بغارتين أمريكيتين في ولاية بكتيكا بالجنوب الأفغاني، الأمر الذي أثار ردود فعل وانتقادات داخل وخارج البلاد.

وليس لنا إلا أن نقول تباً لمثل هذا الرئيس المتمّلق الذي يذوب كمداً على قتلى الكفار، ولا يلقي بالاً لشعبه المؤمن، فسحقاً ثم سحقاً، وحسبنا الله ونعم الوكيل.