مسألة أفغانستان لا يحلها إلا العقل السليم والتدبير المعقول

1-flag

1-flagاتصل الرئيس الأمريكي بارك أوباما يوم الأربعاء الماضي 26- 6- 2013 بكبير إدارة كابل (كرزي) الذي أرعبته الهجمات الاستشهادية التي نفذت يوم الثلاثاء 25- 6- 2013 على القصر الرئاسي، وزارة الدفاع، ومركز الإستخبارات الأمريكية (CIA) المتواجد في فندق “أريانا”، وحسب ما نشرته وسائل الإعلام: فقد كرر كلا الجانبين عزم المفاوضات مع مندوبي إمارة أفغانستان الإسلامية وأيدا مكتبهم السياسي في مدينة دوحة بدولة قطر؟!

تكرر هذا العزم في حين تكلم وزير الخارجية الأمريكي (جان كيري) قبل يومين من تنفيذ هذه العمليات عن احتمال إغلاق المكتب، كما نشرت تصريحات متضاربة من البيت الأبيض تجاه هذا الموضوع، لكن في الثامن عشر من شهر جون اعتبر أوباما افتتاح هذا المكتب تطوراً مهماً.

والأسئلة التي تطرح نفسها الآن هي، لماذا المسؤلون الأمريكيون في تهور واضطراب؟ لمَ ليس لديهم موقف ثابت؟ هل حقاً أمريكا عازمة على التفاوض مع مندوبي الإمارة الإسلامية؟

إن الجانب الأمريكي يدس بأقدامه تلك الحقائق التي تضمن أمن أفغانستان وسلامها، وتحت ذريعة وأخرى يقضي الليالي والأيام عبثا دون سدى، فتارة يثير كرزاي، وتارة يعتبر نفسه حمامة الصلح البيضاء! ورغم قتل مئات الآلاف من الأفغان وتعذيبهم يقول: نحن لم نفعل أي شيء! وإنما هي أزمة داخلية بينكم أي (الأفغان) فتصالحوا فيما بينكم فقط!!

ومن جهة أخرى فذلك الكرزاي الذي كان يدعي في تصريحاته التفاوض مع الإمارة الإسلامية منذ زمن طويل، فها هو اليوم يُفتضح من يوم الآخر، وتُندد مواقفه الإنسحابية والمتذبذبة من قبل الشعب وجميع أطياف العالم، ويعلم حاكم العالم الغربي أن موظفي إدارة كابل لا يملكون قدرة المباشرة مع مندوبي الإمارة الإسلامية، وهذه هي العلة التي بسببها نظرت الصحف ووسائل الإعلام إلى الأفعال الأخيرة بنظرة الشك والنفرة، ونددوا حركاتهم المضادة للصلح والسلام، بل واعتبروا ذلك بداية لنهايتهم وزوالهم.

يبدوا أن الأعداء الأجانب والداخليين، قد أدركوا من جهة حقيقة البند الأساسي المشترط من قبل الإمارة الإسلامية للمفاوضات وهو (إنهاء الإحتلال وقيام نظام إسلامي)، ومن جهة أخرى أربكهم ثبات الإمارة الإسلامية وموقفها القوي، لأنه قد تبين لهم أن قيادتنا الجهادية نموذج مثالي في العزم الراسخ والإرادة القوية، ودفاعاً عن القيم الدينية والوطنية ونتيجة الجهاد المقدس تريد حلاً سياسياً لقضية أفغانستان، وتعتبر ذلك وجيبتها الدينية والوطنية.

هذه حقيقة مسلمة أن حل قضية أفغانستان يحتاج إلى عقل سليم وتدبير معقول ودبلوماسية حكيمة، ولا يمكن حلها بالعنف والتهديد والترويع والحماسة، ولا بأحلام استسلام المجاهدين أو إيجاد التفرقة بينهم، ولا بالترهات الجوفاء والوعود الكاذبة، فقد استعملت جميع هذه المحاولات طيلة السنوات إلاثني عشرة الماضية، إلا أن الموضوع يسوء من يوم لآخر، فعلى الأمريكيين أن يتركوا هذه السبل لمنحرفة، وكقيادة الإمارة الإسلامية عليهم أن يراجعوا أصحاب التجارب والعقول لأجل الحل الشامل لهذه المسألة، كي يقوم أولئك كالأطباء المهرة بتشخيص الداء أولا قبل الدواء، وأن يستطلعوا المشاكل الواقعة ثم يبحثوا عن حلول لها.