مسلمو بورما في لهيب النيران

1-gh lnd thumb

1-gh lnd thumbمنذ قرنين والظلم والعنف مستمر على مسلمي بورما المضطهدين، وسلسلة هذه المأساة والإضطهادات ترجع إلى عام 1784 م، وذلك حينما قامت بريطانيا بتفويض مقاليد الحكم في بروما إلى البوذيين، وها منذ الثالث من شهر يونيو من العام الماضي 2012 م بدأت سلسلة جديدة من القتل العام والإبادة الجماعية، وإحراق الناس أحياء، فأحرق الناس وهدمت المنازل والمراكز التجارية، واضطر مئات الآلاف من المسلمين لترك منازلهم وديارهم.

وفي يوم الأربعاء الماضي الموافق لـ 29 من شهر مايو 2013 م قام البوذيون مرة آخرى  بإضرام النيران في منازل المسلمين ومدارسهم ومساجدهم ومحلاتهم التجارية، ومن المؤسف! أن هذه الجرائم تُرتكب على مرأى من الحكومة والجيش والشرطة، وكأنهم يتلذذون بمشاهدتها، وقد ارتكبت قبل شهرين مجازر وحملات وحشية على المسلمين من قبل هؤلاء الوحوش الأنجاس، حيث استشهد فيها عدد كبير من الأبرياء والصغار.

يتراوح عدد المسلمين في بروما بين 10 ملايين و 15 مليون، حيث يسكن أربعة ملايين منهم في ولاية أركان، وأما الباقي فيسكنون في بقية الولايات، ويُشكِّل المسلمون ما يقارب 20 في المائة من مجموع سكان هذه الدولة البالغ عددهم (60) مليون نسمة، لكن من المؤسف أن بعض الدوائر في بورما لا تعد المسلمين سكان بروما الأصليين، بل وفق تخطيط القتل العام المخطط من قبل الرهبان البوذيين، والعناصر الشريرة والدوائر الحكومية يتم ذبح المسلمين وإبادتهم، وقتل أطفالهم ونسائهم، وهدم منازلهم ومساجدهم،  وإجبارهم على هجر ديارهم والرحيل عنها، وكل هذا بمرأى من العالم.

إننا لنعيش في عالم غريب التمدن! إذا أوذي فيه غير المسلم، أو لحق به ضرر يسير اهتزت الأرض والسماء وارتجفت من أجله، وتعالت صرخات مائة وستين منظمة حقوقية، وبدأت التنديدات الحكومية والحزبية، حتى العالم الاسلامي يقدم رسائل المواساة والتسلية، لكن في المقابل حينما يُلقى آلاف من المسلمين إلى نيرانٍ مسعرةٍ وهم على قيد الحياة، ويطردون من منازلهم وديارهم، فتختفي تلك المنظمات المدعية للحقوق الإنسان، وتضع الحكومات لجام الصمت في أفواهها، والأمة الإسلامية – كما هو المعهود – نائمة في غفلتها، فهي إنما تدب وتتحرك حينما تدق دفوف الغرب فقط.

إننا نند وبشدة جرائم البوذيين في بورما، ونطلب من منظمة الأمم المحتدة والمؤتمرات الإسلامية والحكومات المحبة للصلح، ومنظمات حقوق الإنسان الحقيقة والصادقة، والشخصيات المؤثرة والمقتدرة، والحكومات الاسلامية، أن تقف في هذه اللحظات العسيرة إلى جانب مسلمي بورما المضطهدين، ويمدوا لهم يد العون والمساعدة وأن يضغطوا على حكومة بورما أن تدافع عنهم، وأن تدع التفرج على القتل العام، كما نطالب بوذيي العالم بأن يصدوا وجه هذا الظلم والعدوان، وأن ينصحوا بوذيي بورما وفق المواساة الإنسانية أن يكفوا أيديهم عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، لأن ذلك يثير الظغينة والحقد والنفرة تجاه البوذيين على مستوى العالم، ويتسبب في التصادم بين البوذية والعالم الإسلامي، والذي سيكون له عواقب خطيرة وغير محمودة.