من أعلام بلاد الأفغان: محمد بن أبان البلخي الحافظ (من شيوخ البخاري ومسلم)

إعداد: أبو سعيد راشد

 

محمد بن أبان الحافظ الثبت أبو بكر البلخي.

مستملي وكيع.

سمع سفيان بن عيينة، وأبا خالد الأحمر، وعبد الله بن وهب وطبقتهم.

حدث عنه الجماعة: فمسلم في غير الصحيح، وابن خزيمة وأبو العباس السراج وخلق كثير.

وكان من الأئمة المصنفين في هذا الشأن، مشهورا بالعلم والحفظ.

توفي ببلخ في محرم سنة أربع وأربعين ومائتين.

 

أخبرنا أبو المعالي بن أبي عصرون بسنده عن محمد بن أبان البلخي، عن عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن مسلم عن يونس بن عبيد وثابت عن أنس بن مالك: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحده وخلفه امرأة حتى جاء الناس بعد.

أخبرنا عمر بن القواس بسنده: عن محمد بن أبان البلخي، عن شقيق البلخي، عن إسرائيل عن ثور، عن مجاهد، عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شرب من الخمر قليلا أو كثيرا سقاه الله من حميم جهنم يوم القيامة.

 

الدعوات/دعاء الحاجة: وأخبرنا أحمد بن هبة الله بسنده، عن محمد بن أبان، عن وكيع، عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي قال: “سبحي الله عشرا، واحمديه عشرا وكبريه عشرا، ثم سليه حاجتك يقول: نعم، نعم.

قال محمد بن أبان البلخي: عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه قال: بلغني أن في الهوى ملكا لو أذن له لجعل السماوات والأرض في نقرة إبهامه.

محمد بن أبان بن وزير البلخي، أبو بكر بن أبي إبراهيم المستملي، المعروف بحمدويه.

روى عن أبي أسامة وعن علية وابن عيينة ووكيع وخلق.

وعنه البخاري، والأربعة، ومسلم خارج الصحيح، وأبو حاتم، وخلق.

قال ابن حبان: كان حسن المذاكرة، جمع وصنف، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. تذكرة الحفاظ (2/ 64)

حدث عنه محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه الصحيح.

أخبرنا يوسف بن رباح البصري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قال: حدثني الحسن بن أبي الربيع، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا ياسين عن محمد بن المنكدر، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قطُّ إلَّا آبتِ الشَّمسُ بذنوبِهِ).

قال: أبو عبد الله أحمد محمد بن حنبل: كان محمد بن أبان يستملي لنا عند وكيع.

قال أبو بكر المروزي، قال: قلت لأبي عبد الله: فأبو بكر مستملي وكيع تعرفه؟ قال: نعم، قد كان معنا يكتب الحديث، كتب لي كتابا بخطه، أظنه قال: الطلاق، قلت: إنه حدث بحديث أنكروه ما أقل من هو عنده عن عبد الرزاق، هو عندك؟ وكان عند خلف.

قال: قد كان معنا تلك السنة.

 

أصول الحديث/تفسير الجرح: قرأت في أصل كتاب محمد بن أبي الفوارس الذي سمعه من محمد بن عبد الرحمن الطلقي بجرجان، قال: حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: قدم علينا رجل من بلخ يقال له محمد بن أبان، فسألت أبي عنه فعرفه وذكر أنه كان معهم عند عبد الرزاق فكتبنا عنه، وكان قد حدثنا عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أظنه قال راكبا وتحته أو قال عليه قطيفة من أرض الجزيرة، فأنكره أبي فقلت له: تراه وهم؟ فقال: ينبغي أن يكون كذلك.

فلما كان بعد، قال: علمت أني قد تفكرت في ذلك الحديث وقد كان الثقفي حدثناه، عن أيوب، يقول الثقفي: وكان البتي يفعل كذا، ويقول: كذا رأي البتي، وكنت أنا أكتبه، فكان ينظر إلي إذا كتبته فكان يعجبه ذلك، فأظن أن هذا كتب هذا الإسناد.

وقال الثقفي في أثر هذا الإسناد: رأيت البتي عليه قطيفة من أرض الجزيرة فإذا كان في الحديث رأيت النبي أراد أن يقول رأيت البتي، فأخطأ فقال النبي.

قال: فأخبرت محمد بن أبان بهذا فرجع عن الحديث، وقال: اضربوا عليه.

قال أبو نعيم: ولهذا مخرج يوقف عليه، وذلك أن الثقفي قد رواه، عن أيوب، عن أبي قلابة، أن عمران بن حصين، قال: أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل، فأوثقوه وتركوه في الحرة، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه، أو قال أتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار وتحته قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة، فناداه يا محمد فذكر الحديث بطوله، فلم يغلط محمد بن أبان من الجهة التي ذكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل، أنه لعله غلظ فما بين النبي والبتي، وذلك أن الحديث ذكر فيه قطيفة في بعض أرض الحرة أو الجزيرة.

حدثنا بهذا الحديث عمر بن شبة البصري، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، بإسناده بطوله ليس فيه أبو المهلب.

قال عمرو بن حماد بن فرافصة -وكان يختلف إلى محمد بن أبان المستملي-: قدمت الكوفة فأتيت أبا بكر بن أبي شيبة، فسألني عن محمد بن أبان فقلت: خلفته على أنه يقدم فإنه كان أزمع على الخروج، قال: ليته قدم حتى ينتفع به.

قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن أبان البلخي ببلخ سنة أربع وأربعين، يعني ومائتين، وكذلك قال موسى بن هارون، وزاد: في المحرم. تاريخ بغداد (1 / 382).