وقفات مع عمود “كلمة اليوم” – الوقفة 3

سعدالله البلوشي

 

ندخل في صلب هذه الحلقة من حلقات وقفات مع عمود “كلمة اليوم” مباشرة بدون سرد مقدّمة عريضة لأننا نخال بأنّ القارئ الحصيف قد أدرك أهمية هذا الموضوع ممّا قرأه في الحلقات الماضية، فكل كلمة تنشر في هذا العمود تبحث عن موضوع هامّ.

ويطيب لنا أن نبدأ باعترافات الأعداء -رؤساءهم، وضبّاطهم، وجنرالاتهم- بالهزيمة في أفغانستان. وقبل أن نشير إلى اعترافات الجنرالات، حريٌ أن نذكر أولاً اعتراف أوباماً الرئيس المهزوم، فقبل أيام اعترف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته “أوباما” بأنّ الولايات المتحدة عاجزة عن القضاء على طالبان. وبعد ذلك اعترف البنتاغون في تقرير أصدره مؤخراً بأن الجيش الأفغاني عاجز عن أن يصمد أمام الطالبان أو يحافظ على المناطق التي مشطت من وجود طالبان سابقاً. ثمة حقيقة ماثلة للعيان بأنّ جنرالات أميركا المحتلين لم يخطر ببالهم أنّهم سيفشلون ويلاقون يوماً كالحاً أسوداً كما هي حالهم اليوم، ولم يكونوا يحسبون أنهم سيُلعنون ويُلمزون من قبل ضباطهم ومقاتليهم وقاداتهم قبل الآخرين.

فالقوّاد الروس أيضاً عندما رأوا نعوش جنودهم تقبر في أفغانستان، بكوا على حالهم حين لم ينفعهم ذلك، فالقائد العام لقوات السوفييت هتف أثناء هروبهم من أفغانستان: لقد كنّا حمقى عندما أطعنا سادتنا الحمقى للهجوم على أفغانستان.

وأخيراً نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية اعترافات ضابط من قوات المشاة الأمريكية (وهو جيسيون الديمبسي) حيث قال: إن زعماءنا كانت رؤاهم قاصرة تجاه الحرب، فهم زعموا بأنّ أفغانستان مكان سياحة لا ميدان الحرب؛ لأنهم ما اتخذوا استراتيجية حربية وقتالية حاسمة لأفغانستان بل كانوا يزعمون بأن أفغانستان ستكون مركز تفرجهم وسياحتهم، فانهزمت استراتيجية أمريكا العسكرية وسبب هذه الهزائم هم جنرالات أميركا وقيادتها العسكرية.

وهذه الاعترافات الأخيرة خير شاهد على هرطقات الأمريكان الإعلامية عن النجاحات والانتصارات التي تغنوا بها من قبل، حيث لا أساس لها من الصحة، بل إن أمريكا والنيتو قد انهزموا تماماً أمام المجاهدين في السنوات العشر الماضية، وقد باءت جميع جهوداتهم واستراتيجياتهم بالفشل، إلا أن وسائل الإعلام في قبضة الأمريكان، ومعظم المحللين هم أذناب الأمريكان ومرتزقتهم، والجنرالات الأمريكيين وضباطهم لم يألوا جهداً في تكتيم الحقائق وتعتيمها.

وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لاعترافات الأمريكان بهزيمتهم في أفغانستان، مع أنّ أرض أفغانستان وسماءها تشهد يومياً مجازر الأمريكان، والأمريكان اعترفوا قبل ذلك مراراً بهزيمتهم في أفغانستان وأهم هذه الاعترافات هو اعتراف الرئيس الأسود الذي قال منذ أيام: بأنه لايمكن لنا أن نهزم الطالبان.

وأمّا بالنّسبة إلى دعايات العدوّ الزائفة فجاءت كلمة شافية بعنوان “دعايات العدوّ الزائفة لا تقلّب الحقائق”، نقرأ فيها: ادعى متحدثوا الإدارة العميلة  في 20 من نوفمبر الحالي عن انطلاق عملية جديدة أسموها بعملية “الشفق” الثانية، وأنّ العدوّ استردّ من خلالها مراكز مهمة في كثير من الولايات، ولكنّ المجاهدين الأبطال لايرون ذرّة مصداقية على أرض الواقع عمّا يدّعيه العدوّ.

فالمسلّحون من جنود العدوّ يتركون صفوف العملاء زرافاتٍ ووحداناً فإما يستسلمون أو ينضمون لصفوف المجاهدين أو يهربون، والعدوّ الجبان إنما يريد بهذه الدعايات الخاوية أن يرفع معنويات جنوده المنهارة، وينقص شيئاً من حدّة فرار جنوده واستسلامهم، إلا أن الحقيقة الماثلة للعيان أنّ المسلّحين لايقدرون أن يقاتلوا المجاهدين أو يهجموا عليهم، بل يقضون أيامهم بين القلق والهلع والرعب والحصار في القواعد والحصون والقلاع.

 

ثم أُشبِع هذا الموضوع في كلمة أخرى بعنوان:”عنتريات إدارة كابول العميلة“، وفيها: ادعت وزارة الدفاع العميلة في إحدى بياناتها بأننا (أي مليشيا الحكومة) بإمكاننا الآن أن ننسق الهجمات ضد مجاهدي طالبان.

ويضيف البيان: بأننا أسمينا العملية الجديدة بالشفق الثانية في شتى بقاع أفغانستان، ونقتل يومياً زهاء 50 من أفراد الطالبان.

وهذه الادعاءات الكاذبة لا يمكن تصديقها أبداً، بل هي أساطير وعنتريات يتشدق بها الأعداء، لأنّه لم يسمع أحدٌ عن عملية ما في أي بقعة من البلاد ناهيك عن تنسيق عمليات منظمة في طول البلاد وعرضها ضد المجاهدين.

وقد ردّ المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية هذه الهرطقات الإعلامية التي تذاع من قبل الإدارة العميلة في إحدى البيانات، وجاء في البيان: (أظهرت التجارب بأنه كلما يئس العدو في ميدان المعركة ومني بالخسائر والهزائم، قام بتسكين نفسه بمثل هذه الادعاءات الكاذبة والتبليغات ضد المجاهدين، لجبران خسائره في الميدان إلى حد ما، ورفع معنويات جنوده، وإغفال سادتهم الأجانب عن حقيقة الوضع كونهم دائما لهم انتقاد على أدائهم.

نحن لم نحس على أية عمليات باسم “شفق 2” من قبل العدو في أي جزء من البلاد، جميع المناطق التي حررناها لا زالت في سيطرتنا، مؤشر خسائر العدو في حالة الصعود كالسابق، والخسائر التي تلحق بالمجاهدين قليلة جدا.

لم نرى أية نتيجة لعملية شفق 1 للعدو في أي مكان، ولا أي تقدم لعمليات قهر ميوند، ولم نحس حتى الآن عمليات العدو الشتوية الجديدة باسم شفق 2.)

وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النّهار بأنّ الأعداء لمّا يئسوا من القتال، وتكبدوا خسائر فادحة في جميع المجالات بدأوا يكيدون مكائد جديدة، منها إرسال 300 من الجنود المارينز ولكن بلا جدوى. كما أشير إليه في الكلمة التي جاءت بعنوان: ” هل تندمل جراح العملاء النازفة بإرسال 300 أمريكياً إضافياً“، وفيها: أعلنت الإدارة العميلة بأنّ أميركا تقوم بإرسال 300 جندي أمريكي إلى ولاية هلمند الربيع المقبل لمساعدة عملائهم هناك.

والعملاء في الإدارة العميلة قد بكوا وطلبوا مراراً من أسيادهم الأجانب وقالوا لهم: لو لم تدركونا بالمساعدات العاجلة، لتقدّم المجاهدين أضعاف ما هم الآن عليه ولا اكتسبوا قلوب الشعب وحضانتهم أكثر.

فأعلن البنتاغون بأنّ أميركا لم تقطع رجاءها كاملاً من أفغانستان، بل هي تساعد العملاء ودليل ذلك إرسال 300 جندي أمريكي إلى أفغانستان.

فرسالتنا للإدارة العميلة بأنّ أمريكا قد بذلت قصارى جهوداتها الجبارة بجانب 49 دولٍ أخرى، وقاتل مالايقل 150 ألف مقاتل أجنبي في أفغانستان، وأنفقت زهاء 10 تريليون دولار، وعقدت مآت المؤتمرات الأممية لجلب المساندات السياسية والاقتصادية في العالم، ونفّذت استراتيجياتها البربرية والوحشية المختلفة في أفغانستان، ولكن نتيجة هذه المساعي الأمريكية كانت اعتراف أوباما الأخير بأنّ النيتو والأمريكان لم يستطيعوا أن يهزموا الطالبان أو يضعفوهم.

فعندما لم يقدر 150 ألف جندي من الأمريكان والنّيتو أن يستقروا الأوضاع في كابول فكيف بإمكان الإدارة العميلة أن تبسط الأمن في الولايات النائية والقاصية، وكيف يشفي غليلكم 300 جندي ولا سيماً في معقل الغزاة والمجاهدين ومقبرة المحتلين، فهل تتغررون بهؤلاء 300 وتظنّون بأنّ هؤلاء يرفعون معنوياتكم؟ إن هذا إلا حلمٌ وردي في منتهى الحماقة.

وكذلك الفبركة وتزوير الأخبار حيلة ومكيدة أخرى للأعداء، كشفت عنها اللثام أكثر في الكلمة التي جاءت بعنوان: “ويلزم لوسائل الإعلام أن تثبت حياديتها” عندما تقول: وإنّ إذاعة “آزادي” ( الحرية) تنشر بعد الفينة والأخرى بأمرٍ من المحتلين ولا سيما أميركا، تقارير مفبركة في زي تحليلات وحواراتٍ لا أساس لها من الصحة، حول الإمارة الإسلامية، ولا ينبغي تصديق أخبار هذه الإذاعة الدجالة وتحليلاتها ما لم يصدّقها متحدثو الإمارة الرسميين.

وقبل أيامٍ نشرت إذاعة “آزادي” (الحرية) الغربية تقارير مزيفة حول وجود (لا سمح الله) اختلافات عميقة في أمور مالية بين كبار مسئولي الإمارة الإسلامية، وردّ المتحدّث باسم الإمارة الإسلامية القاري محمد يوسف أحمدي حفظه الله هذه البروباغندا قائلاً: (نحن نرد هذه التقارير الاستخباراتية المغرضة بشدة، تتم هذه المحاولات في ميدان الدعاية والتبليغات من قبل حلقات مرتبطة باستخبارات دول الاحتلال، الهدف منها تشويش الرأي العام حول الإمارة الإسلامية، لله الحمد لا يوجد أي نوع من الاختلاف في صفوف الإمارة الإسلامية، كما لا توجد أية مشكلة في الأمور المالية.

لدى الإمارة الإسلامية هيكل إداري قوي ومنضبط، كبار وصغار المسئولين يطيعون زعيمهم أمير المؤمنين شيخ الحديث سماحة المولوي هبة الله آخند زادة بشكل كامل، ويحتاطون بشكل جاد وحساس في الأمور المالية، وهناك نظام منظم خاص لجمع وصرف بيت المال، ولا توجد أية مشكلة في هذا النظام.

بما أن إذاعة “آزادي” تقوم بنشر تقارير ودعايات ضد الإمارة الإسلامية عن مصادر العدو، وعناصر استخباراتية ومصادر مجهولة من دون أن تسأل متحدثي الإمارة الإسلامية الرسميين حول القضية،  فلن تتمكن هذه الإذاعة سوى كشف هويتها أكثر، ولن تتمكن من الضرر لمكانة الإمارة الإسلامية ووحدتها واتفاقها. إن شاء الله).

وما آذانا في غضون الشهر المنصرم هو معاملة الإدارة العميلة السيئة مع الأسرى والمضطهدين، مع أنّ الإمارة الإسلامية تعامل الأسرى الذين يقعون في أيديها وفق الشريعة الإسلامية، ومعظمهم يُطلق سراحهم بعد أيام قليلة وذلك بعد أخذ الضمان من أوليائهم، أما الحكومة العميلة فلا تدخر جهداً لإيذاء الأسرى والمعتقلين، ولأجل ذلك نقرأ في كلمة: “معاملة الإدارة العميلة الوحشية والسيئة مع سجناء بلتشرخي“، مايلي: ووفق التقارير الموثوقة، يعامل حراس السجن مع الأسرى معاملة سيئة للغاية، ويشتمونهم أو يؤذونهم، لايطعمون الأسرى على الميعاد، ولا يفتحون الأبواب في الساعات المحدّدة لتشميس الأسرى، وبالجملة يطأون الكرامة الإنسانية تحت أقدامهم.

يقول الأسرى: قد قمنا قبل ذلك بإضراب عن الطعام جراء معاملات هؤلاء السيئة فوعدوا كي يقضوا مشاكلنا، فقالوا عينوا عنكم ممثلين، فطلبهم القائد عارف، ولكنّ هذا المجرم قد أخبر رجال الأمن من قبل فسلّمهم إليهم وحتى الآن مصير هؤلاء الممثلين من جانب الأسرى للتفاوض مجهول.

ولا ينسى بأنّ الأخبار أفادت في شهر مارس للعام الحالي بأنّ الضابط نجم الدين لا يسمح للأسرى في سجن بلتشرخي أن يدرّسوا القرآن والكتب الدينية الأخرى، ويقوم هذا الضابط المجرم بتعذيب كل من قام بتدريس المصحف الشريف أو الكتب الدينية الأخرى، وعذّب القائد كل من سعى لتدريس الكتب الدينية بنوعٍ ما وطالما ألقاهم في الزنزانات الانفرادية.

وقبل مدّة اعترفت مؤسسة يوناما في تقرير لها بعد زيارة وحوار 2000 من الأسرى بأنّ المعاملة مع السجناء سيئة للغاية في أفغانستان، بحيث يُجبر السجناء تحت التعذيب بالاعتراف، وقد ازداد إيذاء الأسرى أخيراً بمعدل 14% وكل هذه القضايا تناقض حقوق الإنسان.

يضطرّ السجناء جراء معاملة العملاء السيئة إلى الاضراب، وربما تؤدّي هذه المعاملة السيئة إلى موت السجناء أو شهادتهم أو إرهاق أعصابهم ووقع هذا الأمر مرات عديدة في سجن بلتشرخي، ففي العام الماضي قضى الشيخ عبد الرؤوف الضرير  ساكن مديرية قره باغ بولاية غزني نحبه في سبيل الله تحت التعذيبات المرهقة، وليس سجن بلتشرخي السجن الوحيد الذي تقترف فيه هذه المظالم بل ثمة سجون أخرى كسجن ولاية نيمروز، وشبرغان، وهلمند، ومزار، وقندهار، وغزني و… حدثت فيها أيضاً مظالم تقشر منها الجلود.

وفي قندهار قامت مليشيا الجنرال عبد الرازق باختطاف 80 تلميذاً، ثم قاموا بقتل البعض وكثير منهم حتى الآن مفقودون لا يعرف أحدٌ مصيرهم.

وبما أنه قد طرحت أسئلة من قبيل: هل الأمريكان يقاتلون في أفغانستان أم لا؟ فبعض الساذجين يظنون بأنّ الأمريكان لا يقاتلون في أفغانستان لأنهم أعلنوا عام 2010م بأنهم لا يتدّخلون في المعارك بأفغانستان بعد عام 2014م بل تنحصر وظيفتهم إلى الاستشارة للجنود الأفغان، ووفق هذا البرنامج هم وقّعوا مع الإدارة ثنائية الرأس اتفاقية أمنية وبتلك الاتفاقية استمروا في سبيل المساعدة ويكأن القوات الأمريكية لا تقاتل بعد ذلك بل وظيفتها ترشيد الجنود وتدريبهم والمساعدات اللوجستية.

ولكن عندما نقرأ الكلمة التي بعنوان: “الأمريكان يقاتلون في أفغانستان أم لا؟” يتضح تماماً هذا الموضوع، فنقرأ: إنّ المحتلين الغاصبين قد قصفوا خلال عام 2016م المواطنين الأفغان 700 مرة، وفي غضون 11 شهور المنصرمة قد بادروا بـ 370 مداهمة ليلية، وهذه الإحصائية قد قدّمت من قبل وسائل الإعلام الأمريكية نقلاً عن وكالة AP  وقد نقلتAP  هذا التقرير عن أفواه جنرالات الأمريكان.

وقد تساءلت الإدارة العميلة ووكالات الأنباء المرتزقة بكابول قائلين لمَ يقاتل معنا الطالبان مع أنّ الجنود الأمريكان يفيدوننا بالمشورة ولايحضرون في المعارك، إلا أنّ الشعب الأفغاني يرى الحقائق مع أمّ عينيه على أرض الواقع والحقيقة، ويدركون الحقائق وفي المعارك يرون صرخات الجنود واستغاثاتهم على المساعدات الجوية فوراً، والجنود المحتلّون يستنجدونهم فوراً بالمساعدات الجوية ويقصفون قصفاً عشوائياً عنيفاً يروح جراءه عشرات المواطنين قتلى وجرحى أو يعتقلونهم في المداهمات ويزجونهم في السجون ويعذبونهم أشد التعذيب والتنكيل.

وهذا الاعتراف يكشف اللثام عن وجه الاحتلال الكالح والغاشم ومن ناحية أخرى يثبت مشروعية مقاومة المجاهدين وجهادهم ونضالهم.

ومن أمتع كلمات اليوم، هي الكلمة التي تبشرنا بفتوحات المجاهدين وانتصاراتهم المتتالية والتي جاءت بعنوان:” راية الإمارة الإسلامية خفاقة على 41 مديرية في مختلف ولايات البلاد”، ونقرأ فيها: استطاع مجاهدو الإمارة الإسلامية البواسل خلال عام 2016م أن يطهروا مناطق عدّة من البلاد من لوث الأعداء ومع أنّ العدوّ العميل يتمتع بمساندة جوية وأرضية من قبل المحتلّين إلا أنهم لم يستطيعوا مع ذلك أن يسدّوا أمام تقدّم المجاهدين.

ففي العام المنصرم، فتحت مدينة قندوز ثانية، وتخندق المجاهدون على مقربة من مدينة لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند، وعلاوة على ذلك فتحوا مديريات كثيرة مثل مارجه ونادعلي وجرمسير وخانشين ودوشي، وطوّقوا حصارهم الخانق على مركز ولاية أروزجان ومركز ولاية فراه، وفتحوا مناطق واسعة من ولاية بغلان، وأرغموا الرجل الثاني في البلاد ونائب الرئاسة الجمهورية الجنرال دوستم للفرار مرات عدّة في ولاية فارياب وولاية جوزجان وسربل، وغنموا أسلحة العملاء والميليشيا، وفتحوا مناطق استراتيجية في كل من ولاية غزني وبكتيا ولغمان وكونر وبدخشان وقندهار و….

وفي غضون عام 2016م قد رفرفت راية الإمارة الإسلامية على 41 مديرية في مختلف ولايات البلاد، وقد سعت الإدارة المنخورة العميلة بمساعدة المحتلين أن يخرج المجاهدين من المناطق التي في قبضتهم إلا أنهم خابوا بالفشل في كل مرة ونكص العدوّ على أعقابه بعدما تكبّد خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

لم تكن انتصارات المجاهدين منحصرة في المجال العسكري فحسب، بل اكتسبت الإمارة الإسلامية وجاهة سياسية بجانب انتصاراتها الميدانية وهذا رمز نجاح المجاهدين، فنقرأ في الكلمة التي بعنوان: “وجاهة الإمارة الإسلامية السياسية قد أقلقت الأعداء” : وقد سعى العدوّ بكل إمكانياته أن يقدّم من الإمارة الإسلامية صورة شوهاء وإرهابية كي يخوّف العالم والبلاد المجاورة من المجاهدين ومن هذه الإمارة الفتية، وبهذا النمط يوغر عليهم العداوة كي يساعدوا أميركا في مهمتها الاحتلالية، إلا أن البلاد التي تتمتع من دبلوماسيا الحرة لا تصدّق دعايات المحتلين وأذنابهم في الإدارة العميلة ولهم مع الإمارة الإسلامية علائق وروابط حسنة.

وانعقد أخيراً مؤتمر ثلاثي لثلاث دول وهي الصين وباكستان وروسيا في مسكو بشأن أوضاع أفغانستان وطالبت الدول الثلاثة من الأمم المتحدة شطب أسماء قيادة الطالبان من القائمة السوداء، وقد رحبت الإمارة الإسلامية من هذا الاقتراح وتبيّن للأمم المتحدة بأنّ الإمارة الإسلامية تقود الثورة الشعبية ضدّ المحتلّين، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لبلاد ما، كما لاتسمح لأحد أن يجعل من أفغانستان مكاناً للتدخل في شؤون بلدٍ ما.

فلو تدخل أي أحد في شؤون أفغانستان الداخلية أو جنّد لنفسه مرتزقة وهاجم أفغانستان بحدّ السيف وبريق المال فإنّ الإمارة الإسلامية ستقوم مع الشعب الأفغاني أمامه، وتطهّر بلادها من رجس المحتلين ويهزم كل محتل غاصب بهزيمة نكراء بإذن الله.

وهدف الإمارة الإسلامية بأفغانستان هو الاستقلال والحرية وتحكيم الشرع الإسلامي، والإمارة الإسلامية بيت جميع الملل والنحل التي تسكن في أفغانستان لا فرق بين البشتو والفارسي أو الطاجيك والهزارة والأوزبك والبشه أي والبلوش، وتتعهد الإمارة الإسلامية بالقيم الإسلامية والمنافع الوطنية والعلم والإخلاص وتجربة مقاييس الإمارة الإسلامية بأفغانستان وهذه المقاييس تراع في العزل والنصب في الإدارات العسكرية وغير النظامية.

وعلى الإمارة الإسلامية أن توسّع دائرة نشاطات روابطها الدبلوماسية لدحض أباطيل وترهات المحتلين وأذنابهم في الإدارة العميلة، وتبيّن للعالم استراتيجيتها المقبلة وتوضحها بالكامل.

وإنّ انتصارات الإمارة العسكرية، ومكتسباتها السياسية والدبلوماسية قد أقلقت الأعداء، وقد سعى المحتلّون والعملاء إلى أن يعزلوا الإمارة الإسلامية عن الساحة إلا أنّ التزام الإمارة بمنافع الإسلام والوطن والفقه السياسي قد أبطل أهداف الأعداء ومطامعهم، وعرفت الإمارة الإسلامية كقوة عسكرية وسياسية في العالم والمنطقة يُحسب لها ألف حساب.