قمّة إيذاء المواطنين

محمود نويد

في الأيام الأخيرة تداول الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورًا بشعة عن جرائم الإدارة العميلة، وعن معاملتها القاسية بالشعب والمواطنين المضطهدين، يمقتها الوجدان وتحزن المرء، فالإدارة العميلة بدل أن تهيّأ للمواطنين أسباب الراحة والأمن والاستقرار، تؤذيهم وترهقهم أشدّ الإرهاق، مع أنّ الشرطة والإدارة الأمنية إنّما وجدتا للدفاع عن المواطنين لا لقتلهم وإزهاق أرواحهم البريئة.

ويكأنّ في أفغانستان كل شيء ممكن، وفي هذه البلاد المحتلة لا فرق بين المحتلّ وعميله كلهم أمروا بأن يؤذوا هذا الشعب المضطهد، ويعذبوهم ويجلبوا عليهم الكوارث والويلات.

وقد وصلت مظالم الشرطة ومعاملتها السيئة في الأماكن المختلفة مع الشعب ذروتها، ويكأنّ الإدارة العميلة حلفت بإيذاء الشعب واضطهاده، ويملي عليه القساوة بكل نحو ممكن.

وعلاوة على الضرب المبرّح، ثمة أخبار عن تحريش أفراد العدوّ بالنساء والأطفال، ونهب الأموال وحرق ممتلكات المواطنين وأموالهم أثناء المداهمة، والفتك بالشعب وقتل المواطنين وزرع الهلع والرعب فيهم، وهي أخبار روتينية تقترف يوميا، وجرائم الشرطة والأمن على قائمة الأخبار.

وعندما يقترب زوال نظام منخور بالفساد، يهيء الله سبحانه وتعالى أسباب زواله أيضا، حيث يشتدّ ظلمهم ووحشيتهم ولا يرحمون شعبهم لا صغيرًا ولا كبيرًا ولا طفلا رضيعًا، ومن مقدمات زوال هذه الحكومة العميلة مظالمهم الفائقة على الشعب الأفغاني المضطهد حيث تفاقمت وحشيتها وبلغت ذروتها، وليس على الله ببعيد أن يطوي بساط هؤلاء الظالمين.

ومن حقق حول معاملة الإدارة العميلة مع المواطنين ليرى بأنّها لا ترعى لهم أية حقوق مدنية أو إنسانية، والمدن الكبيرة مليئة من نقاط التفتيش، ويفتشون المواطنين ويؤذونهم ويسبونهم ببذيء القول، وفي مداخل بعض المدن يعاملون الشيوخ والعلماء والطلبة والملتزمين من المسلمين، بمعاملة سخيفة كأنّهم أعداؤهم الأول، وهكذا يصبّون جام غضبهم على هؤلاء المضطهدين.

نسأل الله تعالى بأن يزيل هؤلاء الظالمين ويردعهم بأيدي المجاهدين أبناء هذا الوطن الأصليين، كي ينعم الشعب بالحرية والعزة والفخار، ولا يظلم أحد من المواطنين، وينتشر العدل، ويُقمع الظالم القاسي.