أجبن رئيس أمريكي

صلاح الدين

 

يُقال بأنّ فاقد الشيء كثيراً ما يتحدث عن الشيء الذي يفقده سداً للنقص الذي يعاني منه، وهذه الحقيقة تنطبق على ترامب، فهو منذ أن تولى الرئاسة في أميركا يحاول أن يقدم نفسه كرجل باسل وشجاع، يخوض المعارك، ويحبّ أن يدحر أعداءه بقوّة السلاح.

فهدّد كوريا الشمالية وهدّد إيران، وتكلّم في استراتيجيته الجديدة عن دوام الحرب في أفغانستان، مع أنه أجبن رئيس أمريكي دخل البيت الأبيض، فقد كشفت وسائل إعلام أمريكية وبعض المسؤولين الأمريكيين عن محاولات ترامب المتكررة للتهرب من الخدمة العسكرية، خوفا من المشاركة في الحرب التي كانت تفرضها بلاده على الشعب الفيتنامي.

فقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أيام تقريراً على موقعها الإلكتروني، كشفت فيه أن ترامب تهرب  5 مرات من الخدمة  العسكرية أثناء حرب فيتنام، 4 منها بذريعة الدراسة والخامسة بذريعة وجود نتوء في قدمه.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب في عام 1968م، وله من العمر حينئذ 22 عاماً، بدا بصحة جيدة، بطول 188 سانتيمتر وبنية رياضية، حيث كان يلعب كرة القدم، والتنس، والإسكواش، وبدأ لعب الجولف، ولا يوجد في سجله الطبي أي شائبة، باستثناء جراحة روتينية لاستئصال الزائدة الدودية عندما كان في العاشرة، غير أنه تهرب خلال الدراسة الجامعية 4 مرات من التجنيد، وبعد تخرجه من الجامعة في ربيع عام 1968 تهرب أيضا من الخدمة العسكرية بذريعة ظهور بروز في عظام كعبيه.

وارتأت الصحيفة أن التصريحات العلنية لترامب حول تجربته في التجنيد تتناقض أحيانًا مع سجلات الخدمة الانتقائية، كما أنه في كثير من الأحيان يكون غامضا بشأن ذكر التفاصيل.

ما جاء في صحيفة «نيويورك تايمز» حول تهرب ترامب من الخدمة العسكرية، أيده السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي اتهم ترامب بدفع رشوة لتجنب الإلتحاق بالخدمة العسكرية، أثناء احتدام الحرب في فيتنام.

فهذا الجبان الذي هرب من الخدمة العسكرية أنى له أن يخوض المعارك، لا سيما الحرب الأفغانية الضروس، التي خاضها أشجع جنرالات الشرق والغرب وأمهرهم وأذكاهم على الإطلاق ولكن في نهاية المطاف لم يحصدوا سوى الهزيمة النكراء والفشل الذريع والمكعّب.

معروف فيما بين النّاس أن الأثرياء أكثر الناس خوفاً من الحرب والموت؛ لأنهم منهمكون في دنياهم، ولا يريدون أن يفارقوا لذيذ العيش وهانئ الحياة بهذه السرعة، فهذا الرجل الغارق في الشهوات، والذي له رصيد طويل في التحرّشات والاغتصابات، والذي لم يعرف من الحرب إلا اسمها ولا من القتال إلا رسمه أنى له أن يصمد أو يستمرّ في القتال الدائر في أفغانستان الذي يتمنى أشجع أعداء الله -إن كان فيهم شجاع- أن ينتهي في أسرع وقتٍ ممكن.

فينبغي على المجاهدين الأبطال أن يسعّروا لهیب قتالهم، ويضيقوا الحصار على الأعداء من كلّ جانب، ويقتنصوا العلوج الصليبية التي تتبختر على ترابهم بالمصفحات والمجنزرات أو الطائرات، ويلهبوا الأرض من تحت أقدامهم، ومن كلّ الجهات حتى يهرب هؤلاء الجبناء من ديار الإسلام عاجلاً غير آجل، وما ذلك على الله ببعيد.