أفغانستان في شهر مارس 2016م

إعداد: أحمد الفارسي

ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

حوى شهر مارس في طياته مكتسبات جهادية عظيمة، تكبد العدو الأجنبي والعميل جراءها خسائر فادحة للغاية، واشتدت ضرامة القتال والمعارك، واعترف الأعداء بقدرات المجاهدين، وفيما يلي تفصيل ذلك:

خسائر المحتلين الأجانب:
دلت شواهد كثيرة على أنّ المحتلين تكبّدوا خسائر في شهر مارس، خاصة أنّ المجاهدين الأبطال استطاعوا أن يسقطوا بعض الطائرات للأعداء، إلا أنّ المحتلين لم يعترفوا بشيء. فيبقى عدد قتلى المحتلين في العام الحالي 3 قتلى، كانوا قد قُتلوا في شهر يناير.

الخسائر في صفوف العملاء:
يبدو من الإحصائيات أنّ خسائر الأعداء في ازدياد، وليس بوسعنا في هذه العجالة أن نأتي على جميع الخسائر التي تكبدها العدوّ العميل من قبل المجاهدين، غير أنا سنذكر بعض هذه الخسائر بإيجاز:
في 1 من مارس، قام مجاهد متسلل لصفوف العدوّ في مديرية شاه وليكوت بولاية قندهار بقتل 5 من أفراد الشرطة، ثم التحق بصفوف مجاهدي الإمارة الإسلامية. وبتاريخ 24 من هذا الشهر أيضاً قام مجاهد مخترق لصفوف العملاء في مديرية أرغنداب في نفس الولاية المذكورة بقتل 7 من مليشيا الصحوات.
وفي يوم الأربعاء 2 من مارس، قُتل 32 من المليشيا في مديرية بهارك بولاية بدخشان. وبعد يومين من هذه الحادثة قُتل موظف في وزارة الداخلية بالسكاكين من قبل رجل مجهول. وفي يوم الأحد 6 من هذا الشهر، قتل نائب منطقة 12 وموظف إدارة الاستخبارات في مدينة قندهار.
وفي اليوم السابع من هذا الشهر وحتى اليوم العاشر قُتل ما لا يقل عن 4 قادة للصحوات في مديرية أندر بولاية غزني و5 قادة للشرطة في مديرية جريشك بولاية هلمند بالإضافة إلى عشرات الجنود جراء هجمات المجاهدين على قواعدهم وثكناتهم.
في يوم الثلاثاء 15 من مارس، قتل القائد الأمني لمديرية دواب بولاية نورستان. وفي يوم الثلاثاء 20 من مارس، قُتل قائد الشرطة في مديرية جلريز بولاية ميدان وردك.
وفي 21 من نفس الشهر قتل قائد للمليشيا في مديرية أندر بولاية غزني. وفي يوم الجمعة 25 من مارس قتل 10 عملاء بينهم الجنرال خان آغا وأُصيب العشرات في هجوم استشهادي بمديرية دامان.
وفي 28 من مارس، هاجم مجاهدو الإمارة الإسلامية قائد ميليشي ظالم يدعى “نجيب تندر” في منطقة “جلتن” بمديرية بركي برك بولاية لوجر، مما أسفر عن مقتل القائد على الفور.

خسائر الأعداء المادية:
علاوة على ما خسر العدوّ خلال هذا الشهر من الثكنات والقواعد بما فيها من الآليات والمعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة والخفيفة، وكذلك بعض القرى والمديريات التي هرب منها، فإن المجاهدين الأبطال استطاعوا أن يسقطوا مروحيتين للأعداء في 18 من مارس في مديرية نادعلي بولاية هلمند وفي مديرية ناري بولاية كونر في 29 من نفس الشهر، ولقي الجنود الذين كانوا على متنها مصرعهم ولم ينجُ منهم أحد. وعلاوة على ما ذكرنا، أسقط أبطال الإمارة الإسلامية في 30 من هذا الشهر طائرة نفاثة من طراز “اف 16” فسقطت في مطار قاعدة باغرام الجوية، ولم يعترف العدوّ بسقوطها إلا أنهم قالوا بأنّ الطيار قد نجا. وتقدّر هذه الطائرة بـ 100 مليون دولار أميركي.

الانضمام لصفوف المجاهدين وأسر الأعداء:
انضمّ زهاء 343 جندياً من جنود وموظفي الإدارات المختلفة خلال شهر مارس لصفوف الإمارة الإسلامية، ومن أراد تفصيل ذلك، فليراجع التقرير الخاص بهذا الصدد والذي نشره موقع الإمارة الإسلامية.
في يوم الجمعة 11 من مارس، التحق 65 من الشرطة في مديرية خاص بولاية أروزجان – بأسلحتهم وعتادهم – بصفوف المجاهدين. وفي 13 مارس، انضمّ 5 من مليشيا الصحوات في مديرية بركي برك بولاية لوغر بالمجاهدين. وفي 26 من مارس، التحق 10 من جنود الجيش في مديرية شيرزاد بولاية ننجرهار بالمجاهدين.

عمليات العزم:
بدأت عمليات العزم بالشدة وبعزم المجاهدين المتين، وبالمعنويات المرتفعة، وكان لها مكتسبات كبيرة منقطعة النظير طوال سنوات الاحتلال الـ 14 الماضية، ممّا أربك العدوّ وأرعبه. واستطاع المجاهدون الأبطال خلال هذا الشهر أن يبسطوا سيطرتهم على ثكنات العدو و قواعده المحصنة، وأن يغنموا مئات الدبابات والعربات والسيارات من يد العدوّ.
وفيما يلي نأتي على أبرز هذه الأحداث:
في يوم الثلاثاء 1 من مارس، طوّق المجاهدون الأبطال مديرية خارخوردي بولاية أروزجان وجعلوها تحت الحصار، وبعد حصار طويل بسطوا سيطرتهم عليها.
وفي 3 من مارس استطاع المجاهدون أن يطهروا منطقة تريلاق الاستراتيجية بمديرية صياد بولاية سربل من لوث الأعداء. وكذلك الفتوحات والانتصارات كانت على قدم وساق جنوب غربي البلاد، ففي يوم الثلاثاء 5 من مارس سقطت قاعدة كبيرة في مركز ولاية هلمند بيد المجاهدين.
وفي 9 من هذا الشهر شهدت مديرية جريشك بولاية هلمند هجمات واسعة من قبل المجاهدين. وراح ضحية هذه الهجمات 5 من قادات العدو وعشرات الجنود قتلى وجرحى. وفي يوم الثلاثاء 15 من مارس استطاع المجاهدون أن يبسطوا سيطرتهم ثانية على مديرية خانشين بولاية هلمند.
وفي اليوم ذاته، قتل ما لا يقل عن 30 جندياً في اشتباكات المجاهدين مع العملاء في مديرية دهراود بمديرية أرزجان. وكثف المجاهدون في نفس اليوم هجماتهم في مديرية تشارشينوي في هذه الولاية.
وفي 28 من مارس استهدف أبطال الإمارة الإسلامية مبنى البرلمان بالصواريخ. وفي نفس التاريخ، هاجم مجاهدو الإمارة الإسلامية نقطة أمنية للعدو في منطقة اوباشك بلشكرجاه مركز ولاية هلمند، فقتل 6 جنود عملاء وأصيب 5 آخرين بجروح، وغنم المجاهدون رشاشاً ثقيلاً، و3 كلاشنكوفات، وتجهيزات أخرى. وبعدها وصل شرطيين آخرين للمساعدة حيث وقعوا في انفجار لغم، وقتل 5 جنود بينهم القائد “معصوم”، ودمرت سيارتهم بشكل كامل.

الاعتراف بالعجز أمام تصاعد قدرات المجاهدين:
الهجمات المتكررة الأخيرة في البلاد، والهزائم المتتالية للجنود العملاء والشرطة، دلت دلالة واضحة على عجز الإدارة العميلة وضعفها الشديد.
قال وزير الدفاع الأميركي السابق يوم السبت 5 من مارس في حوار مع قناة الجزيرة بأن إمداد القوات الجوية بالوسائل المتطورة أمر مضحك؛ لأن المليارات من الدولارات أنفقت لتدريب وتسليح القوات العميلة بكابول إلا أنها بقت عاجزة عن مكافحة الطالبان.
وضمن سلسلسة الاعترافات بتصاعد قدرات المجاهدين؛ حذّر القائد الأمني لولاية غزني في 12 من مارس من أن الحكومة إذا لم تبعث بالمساعدات فوراً فستسقط بأيدي الطالبان.
واعترف أشرف أخيراً بفشله يوم الثلاثاء 22 من مارس، حيث قال بأنه فشل بالوفاء بعهوده التي وعد بها الناس.
وأعلنت مؤسسة جلوب BBG في أمريكا في 24 من مارس بأن أكثر من 80% من الشعب الأفغاني غير راضين من حكومة كابول.

ضحايا الشعب:
لقد استهدف الاحتلال شعبنا المضطهد منذ أول يوم لاحتلاله البلاد، فتارة بالقصف العشوائي وتارة بالصواريخ وحيناً آخر بالنيران المباشرة وغير المباشرة، فقتل منهم من قتل، وجرح من جرح، والجرائم مستمرة. كما أنه أسرف باعتقال الأبرياء وزج بهم في السجون.
وسنلقي فيما يلي الضزء على أبرز تلك الحوادث، ومن شاء تفصيل ذلك فليراجع تقرير موقع الإمارة الإسلامية.
في 8 من مارس، تداولت وسائل الإعلام مقطعاً تظهر فيه الشرطة في ولاية قندهار يعذبون شاباً ويقومون بسحله على السيارة كي يعترف بأنه مع المجاهدين. ويبدو في الشريط أنّ جندياً آخر يعض بأسنانه ذلك الشاب يريد أن يقطع لحمه.
وفي 11 من مارس قام جنود الجيش بقتل شاب في مديرية قره باغ بولاية غزني، ولما كان من الغد فتح الجنود العملاء نيرانهم على عوام المسلمين الذين كانوا يستقلون سيارة في مركز ولاية هلمند.
وفي يوم السبت 26 من مارس قصف المحتلون مديرية مارجه بولاية هلمند مما أودى باستشهاد العشرات من المواطنين الأبرياء.

في ميدان السياسة:
لقد اكتسبت الإمارة الإسلامية بفضل الله سبحانه وتعالى، بجانب النشاطات العسكرية، مكتسبات عالية وعظيمة في مجال السياسة. ففي هذا الشهر انعقدت جلسة رباعية في اسلام آباد وظنّ الأعداء بأنّ الإمارة الإسلامية تشترك فيها إلا أنهم خابوا وفشلوا بأنّ الإمارة الإسلامية لم تساهم فيها ولم ترسل ممثليها فيها.
فانفعلت أميركا وهددت بأنّه ليس أمام الطالبان إلا طريقين لا ثالث لهما إمّا التفاوض أو الحرب، فنشرت الإمارة الإسلامية عبر موقعها الرسمي

بياناً بأنها لا تخاف أميركا ولا تحذيراتها، وقد جرّبت أميركا قدرتها طيلة سنوات الاحتلال الـ 14 الماضية وأمامها طريق واحد وهو أن تنتهي عن حماقتها وتترك أفغانستان فوراً.
وهذا الموقف السياسي للإمارة الإسلامية أثبت بأن باكستان ليس لها نفوذ على المجاهدين أصلاً، وإلا لأرغمتهم على الجلوس في هذه المفاوضات، واعترف بهذا الأمر بعض السياسيين الموالين للحكومة العميلة ومن بينهم أنور الحق الأحدي وزير المالي الأسبق.

الإدارة العميلة وحقوق المرأة:
لقد ظنّ أدعياء حقوق المرأة بأنهم يحسنون وضع حقوق المرأة مع مجيء هذه الحكومة العميلة في كابول، إلا أن أوضاعهن تزداد سوء يوماً بعد يوم. ففي تقرير نشرته الأمم المتحدة في 8 من مارس بأنّ وضع المرأة في أفغانستان تأزم أكثر بنسبة 37% مقارنة بالسنة الماضية؛ فالتحرش والإيذاء في الجامعات بات أمراً روتينياً في أفغانستان في ظل الاحتلال المشؤوم.

عودة المحتلين:
يدّعي المحتلون أنهم تركوا أفغانستان من ناحية، ومن ناحية أخرى عندما سيطر المجاهدون على بعض المناطق والمديريات، أعلنت أميركا في 3 من مارس بأنها سترسل 1000 جندي آخر إلى أفغانستان. وقال الجنرال كمبل في 15 من هذا الشهر بأنهم بصدد استئناف عمليات القصف على أفغانستان مرة أخرى.
هذا وقد أعلنت إيرلندا يوم الاثنين 14 من مارس أنها أخرجت آخر دفعة من جنودها من أفغانستان.