أمّ القنابل التي أصمّت آذاناً وأبكمت ألسنة!

سيف الله الهروي

 

ألقتْ الولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس على أفغانستان أكبر قنبلة غير نووية، تُعرف باسم أمّ القنابل.

وذكرت تقارير رسمية أن القنبلة المذكورة تعتبر أقوى قنبلة تقليدية غير نووية تحتوي على ٨٤٨٣ كلغ من مادة أتش الشديدة الانفجار، ويبلغ طولها ٩.١ أمتار، وقطرها يصل ١٠٣ سم.

وادّعت الولايات المتحدة الأمريكية أنها استخدمتها في تدمير أنفاقٍ وكهوف في ننغرهار شرقي أفغانستان، حيث يختبئ مقاتلو تنظيمٍ يشتهر إعلاميا بداعش.

من المعلوم للجميع أن هذا التنظيم سيء السمعة ليس له شعبية في أفغانستان، وقد صرّح المتحدث للإمارة الإسلامية في أفغانستان في بيانه الأخير بأنّ مقاتلي حركة الإمارة الإسلامية كانوا قاب قوسين من دحر التنظيم المذكور إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية قامتْ في كلّ مرّة بقصف مقاتلي الإمارة وإنقاذ مقاتلي التنظيم المذكور!

وبالمقابل ذكرتْ تقارير أن الجيش الروسي يمتلك قنبلة تفوق قوتُها أمّ القنابل الأمريكية بأربعة أضعاف وسمّتها أبا القنابل، واختبرتْها القوات الجوّية الروسية عام ٢٠٠٧م.

ألقت الولايات المتحدة أمّ القنابل في أفغانستان بذريعة وهمية اختلقتها، وأين سيلقي الروس أباهم؟ بالتأكيد أنهم إذا ألقوها -بعد التشجّع بفِعلة نظرائهم الأمريكان- فسيلقونها على رؤوس أبرياء بلد مسلم آخر، فالروس من عادتهم الفطرية الشريرة قصف الأبرياء والمدنيين العزّل بلا أدنى رحمة.

هكذا أصبحت البلاد الإسلامية نتيجة هوان حكّامها وتفرّقهم وغباء بعض التنظيمات المتطرفة التي تدّعي الجهاد؛ مُختبراً لاختبار أنواع القنابل الضخمة للقوی الاستكبارية!

 

وقبل مدة أطلقوا يدَ مجرمٍ أسوأ منهم ليقصف بالكيمياوي المدنيين العزّل. كان ذلك خُطّة منهم لاختبار ما عندهم من قنابل وصواريخ لم يستخدموها من قبل.

اختبرت الولايات المتحدة قنبلتها على أراضي أفغانستان، وافتخرت بها في وسائل إعلامها، بينما ظل الصمت مهيمناً على وسائل الإعلام الذي يطبّل دائماً ضد المقاومات الجهادية المشروعة وضد العلماء والمدارس الدينية.

كأنّ قوة تفجير أمّ القنابل التي اختبرتها الولايات المتحدة شديدة جداً، وكأنّ صوتها كان قوياً، وكأن دخانها كان كثيفاً؛ إلى الحدّ الذي أصيبت فيه آذان الإعلاميين ومدّعي حقوق الإنسان والحيوان والأطفال والنساء بالصمم، رغم أن هذه الآذان كانت تسمع قبل هذا كل خبر كاذب عن العلماء والمراكز التعليمية ومقاتلي الإمارة الإسلامية فتنشره، لكنها اليوم لا تسمع شيئاً.

وبكُمت ألسنة الناشطين السياسيين والاجتماعيين التي تسلق الإسلام والمسلمين في كل قضية مفبركة أو مبيّتة، لكن هذه الألسن اليوم خرساء لا تتكلم ولا تستنكر ولا تشجب.

وعميت أبصار الغربان مدّعي الحرية والديموقراطية والتي كانت ترى أدقّ أنواع الحوادث في أبعد مناطق أفغانستان وتستكشف تفاصيلها وتزيد عليها ما اشتهت أنفسهم، لكنّها اليوم لا تبصر هذا الحدث الضخم الهائل.

باختصار إن أم القنابل الأمريكية التي اختبرها مجرمو الغرب، أصمّت آذان المنافقين في الشرق وفي عالمنا الإسلامي وأبكمت ألسنتهم وأعمت أبصارهم.