استمرار الاحتلال ليس في مصلحة أحد!!

كلمة اليوم:

إنّ البيان الصادر مؤخرًا عن الإمارة الإسلامية نفى جميع الاتهامات الموجهة إليها من قبل الجهات المعارضة للسلام والتي تدعي بانتهاك الامارة الإسلامية لاتفاقية الدوحة، وأثبت بالدلائل الواضحة أن الطرف الآخر هو الذي نقض الاتفاقية مرارًا، لا الإمارة الإسلامية.

لو نظرنا؛ فإن الطرف المقابل ليس لديه دليل مُقنع يُثبت عدم التزام الإمارة الإسلامية بتعهداتها. سواء كان إطلاق سراح ألف أسير أو بدء المحادثات الأفغانية أو خفض العمليات العسكرية. فإن الإمارة الإسلامية أوفت بوعودها في جميع المجالات ، أما الطرف الآخر فشل في جميع الجوانب.

وبعد التوقيع على الاتفاق التاريخي في التاسع والعشرين من شهو فبراير أظهرت الإمارة الإسلامية على الفور استعدادها لبدء المحادثات بين الأفغان وكانت الإمارة الإسلامية مستعدة للإفراج عن ألف أسير للعدو خلال عشرة أيام وفقًا لاتفاق الدوحة، لكن الجانب الآخر تماطل ستة أشهر في إطلاق سراح 5000 معتقلٍ للإمارة الإسلامية، وهذه المماطلة من قِبل إدارة كابول وأمريكا قد تسببت في تأخير التوصل إلى تفاهمٍ حول مستقبل البلاد ووقف إطلاق النار وقضايا مهمة أخرى.

مع استكمال عملية الإفراج عن السجناء، دخلت الإمارة الإسلامية في المفاوضات الأفغانية، وكانت أمريكا قد تعهدت بإطلاق سراح جميع أسرى الإمارة الإسلامية في غضون ثلاثة أشهر بعد بدء المحادثات الأفغانية، ورفع أسماء قادة الإمارة الإسلامية من القائمة السوداء، لكننا نرى أنه بعد أشهر من بدء المحادثات بين الأفغان لم يتم الوفاء بأي من هذه الالتزامات حتى الآن، وعدم تنفيذ هذه التعهدات هو في الواقع يشكل عقبة أمام تقدم المفاوضات الأفغانية.

أما بالنسبة لتخفيض مستوى العمليات؛ فكيفي أنه بعد توقيع الاتفاقية مع أمريكا ، لم تعلن الإمارة الإسلامية “على الرغم من قدرتها” عن عملياتها السنوية كالمعتاد، ولم تنفذ هجمات ضخمة للسطيرة على المدن الكبرى وفتح مراكز المدريات . إن نظرنا إلى الوضع العسكري بدقة، يتضح أن جميع العمليات الحالية لمجاهدي الإمارة الإسلامية لها شكل دفاعي،

وإنما تستهدف قوافل العدو التي تدخل مناطق المجاهدين للسيطرة عليها أو تحاول تزويد قواتها المتمركزة هناك، أو أن المجاهدين يستهدفون المراكز العسكرية التي تقيم فيها وحدات خاصة للعدو لشن عمليات هجومية، أو يستهدفون تلك النقاط الأمنية التي يستاء منها المواطنون.

ليست الإمارة الإسلامية وحدها التي تُبرّئ نفسها من نقض الاتفاقية، بل تعترف أمريكا أيضًا بأنه لم يُقتل أيّ جندي أمريكي في أفغانستان في عام 2020 م، كما لم يُقدِم أحد على استخدام أرض أفغانستان ضد الغرب ، ولم يُسمح لأحد بالقيام بذلك. كُلّ هذا يدلُّ على التزام الإمارة الإسلامية الكامل باتفاق الدوحة.

وفقًا للاتفاقية التي تم التوصل إليها في (29 فبراير 2020) ستخرج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو من هذا العام. الآن بالإضافة إلى الانتهاكات الأخرى ، هناك احتمال أن تنتهك الولايات المتحدة وحلفاؤها أيضًا هذا الموعد النهائي. يجب أن يدرك المجتمع الدولي أنه لن يستفيد أحد من انتهاك هذه الاتفاقية التاريخية واستمرار الاحتلال، وليس هذا في مصلحة أحد. إن استمرار الاحتلال سيضعف آمال السلام للشعوب في أفغانستان والمنطقة والعالم، وسيجبر الأفغان على حمل السلاح مرة أخرى للدفاع عن أرضهم وقيمهم.