الإمارة الإسلامية تريد تطبيق القرآن والسنة عملياً، لا كونهما مجرد شعارات!

كلمة اليوم:

في الآونة الأخيرة أثار مُطَبِّلُو إدارة كابول المخلوعة والمفضوحة ضجةً في وسائل الإعلام، يطالبون فيها الإمارة الإسلامية بأن تتفاوض في ضوء القرآن والسنة، وليس بموجب اتفاقية الدوحة!!

وليس الهدف من إصرار المسئولين في إدارة كابول -المعادون لإسلام والأفغانية- على التفاوض وفق القرآن والسنة؛ بأنهم حقاً يقدرون الأوامر الإلهية ويذعنون للإرشادات النبوية ويحبونها من صميم قلوبهم، وإنما الهدف من ذلك سعيهم إلى تقويض اتفاقية الدوحة التي تتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف وتستند إلى القرآن والحديث؛

لأن بموجبها سيدق المسمار الأخير في نعش الاحتلال الأجنبي، فهم بإثارة مثل هذه الأعذار إنما يريدون إضافة أيام قلائل أخرى في مدة نظامهم الفاسد المولود من رحم الاحتلال.

إذا كان الإسلام (القرآن والسنة) مهمًا حقاً عند أشرف غني وزمرته، لأنشأوا نظاما إسلاميا حقيقيا مستمداً من القرآن والسنة خلال فترة حكمهم، ولنفذوا حدود الشريعة والأوامر الإلهية، ولقاموا بتطهير جهاز الدولة من الفساد الذي يعمه، حينها كان الأفغان سيقبلون أنهم لا يستخدمون مصطلحات (القرآن والسنة) كشعارات جوفاء، وإنما يريدون تطبيقها في الواقع أيضاً!

لكن الأمر ليس كذلك! فإن أشرف غني هو من يقول بملء فيه وبكامل فخر واعتزاز أنهم يقدمون التضحيات من أجل مصالح نيويورك وواشنطن وأوروبا، ولطالما أظهر المسؤولون في نظام كابول -المهزوم والمحتضر- معارضة شديدة مع قضية انسحاب القوات الأجنبية، وما زالوا يفعلون ذلك، ويسعون بشتى الطرق منع القوات الأمريكية وحلف الناتو من مغادرة أفغانستان.

والسبب الوحيد الذي من أجله تصر الإمارة الإسلامية على اتفاقية الدوحة، هو أن تلك الاتفاقية اشتملت على بُعْدَان رئيسيان لأزمة أفغانستان الحالية، أحدهما: بُعْد خارجي، والآخر: بُعْدٌ داخلي، ونَصَّت على حلول مناسبة لكلا البُعدين، فكما وضع حلاً عقلانيًا للغاية ونقطة النهاية للبُعد الخارجي، سيتم كذلك وضع حل مناسبٍ وبنمط معقول وعزيز للبعد الداخلي المتعلق بالمفاوضات بين الأطراف الأفغانية أيضاً.

لذلك، فلو قبلت الإمارة الإسلامية أية مفاوضات أو لقاءات خارج إطار اتفاقية الدوحة، فهذا يعني أن الإمارة الإسلامية تنسحب من الاتفاقية الموقعة مع المحتلين الأجانب، ومن المؤكد أن ذلك بدلاً من أن تحل مشاكل أفغانستان، فإنها ستخلق المزيد من الصعوبات والعقبات، وتُضَيِّع الانتصار التاريخي للشعب الأفغاني.

وعليه، فإن الإمارة الإسلامية تدعو كافة الأطراف الأفغانية إلى عدم تفويت هذه الفرصة الذهبية للمفاوضات الأفغانية، وبدلاً من إضعاف اتفاقية الدوحة وإيجاد العقبات فيها، عليهم أن يضيفوا إليها مزيداً من القوة والثبات.