الجهاد ماض طالما الاحتلال موجودا

لا تملك الولايات المتحدة الأمريكية شيئا من الالتزام بالتعهدات والوعود في قاموسها، بل ويمتلئ تاريخها بالغدر والخدعة والخيانات والظلم والقتل الجماعي والاحتلالات والحروب الغاشمة.

أخدعت الناس بالوعود الجوفاء وكاتهم. وتكذب على الصديق والعدو على السواء وخدعت شعبها أيضاً وكانت تتحدث إلى شعبها والعالم عن وجود الأسلحة النووية أثناء حربها الغاشمة على العراق ولكن ثبتت الحقيقة خلافاً لما كانت تدعيها أمريكا.

وتوجد أمثلة غدرها وخيانتها مع حلفائها وأصدقائها: فقد كان حسني مبارك في مصر، و زين العابدين في تونس، ومعمر القذافي في ليبيا يتمتعون بتلقي خطابات الإشادة والترحيب من أمريكا أثناء حكمهم في بلادهم مثل أشرف غني وعبدالله وكانت تعتبرهم أصدقاء معتمدين ولكنها لم تساعدهم أثناء الأزمات في بلادهم فقط بل وهيأت الأجواء للإطاحة بهم.

والآن أضاف الأمريكيون حلقة أخرى لسلسة أكاذيبهم وخداعهم وعملوا بشأن أفغانستان خلاف ما تعهدوا به أمام شعبهم والعالم والشعب الأفغاني على السواء.

وكان الرئيس الأمريكي أوباما وزعماء الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي دوما يؤكدون في تصريحاتهم الرسمية أمام شعوبهم على أنهم سيسحبون كافة قواتهم العسكرية من أفغانستان بحلول نهاية العام 2014م وينهون الحرب غير الشرعية في هذا البلد؛ ولكن حين اقترب موعد الانسحاب الكامل للقوات الغازية من البلاد غيروا خارطة طريقهم وأثاروا مسألة إبقاء قوات عسكرية قليلة بذريعة تدريب قوات الجيش الأفغاني وتعليمها حسب تعبيرهم، وخرقوا تعهداتهم السابقة بإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان وجددوا تأكيداتهم للإبقاء على القوات العسكرية في أفغانستان وداسوا آمال شعوبهم في إنهاء هذه الحرب.

تمدد الولايات المتحدة الأمريكية في إطار قراراتها المتزلزلة حربها على أفغانستان لمدة سنة إضافية أو عشرة سنوات! لكن الشعب الأفغاني يُعيد موقفه الثابت ويكرره كما في السابق، وهو إن إمارة أفغانستان الإسلامية تعتبر إنهاء الاحتلال وإقامة حكومة إسلامية، هما الحل الوحيد للقضية الأفغانية، ومن أجل نيل هذا الهدف تؤكد على مواصلة الجهاد المقدس ضد الاحتلال، وتوصي أمريكا الاحتلالية بإعمال العقل والحكمة حيث إن دوام الحرب ليس لصالح أحد.

 

وعلى المحتلين أن يطالعوا تاريخ أفغانستان، ويجعلوا هزيمة البريطانيين والروس عبرة لأنفسهم ، وليسحبوا قواتهم العسكرية الوحشية من أرض أفغانستان الطاهرة فوراً.