السادس من شهر جدي بداية مآسي الشعب الأفغاني أم بداية لنهاية المحتلين

 

   لا شك بأن يوم السادس من شهر جدي لعام 1358 هـ ش يعتبر بداية مآسي الشعب الأفغاني، حيث في هذا اليوم شنت القوات السوفيتية المحتلة عدوانا غاشما على أرض أفغانستان الطاهرة خلافا لجميع القوانين والأصول العالمية والإنسانية، وتسبب هذا الاحتلال بمآسي وتشريد الشعب الأفغاني.

نعم! لقد استشهد وأصيب الملايين، وأجبر ملايين آخرين من الشعب بالنزوح والهجرة، ودمرت المدن والقرى والمنازل، لكن مع كل ذلك استمر هذا الشعب الغيور المسلم في جهاده المقدس بكل شجاعة، ودافع بكل قوة عن قيمه الدينية والوطنية، وعن أرضه، ولا زالت أفغانستان باقية مع شعبها الأفغاني البطل، وقد أعزهم الله بدحر وهزيمة القوات السوفيتية الحمراء بأيديهم.

لكن من جهة أخرى، كان السادس من شهر جدي في الحقيقة بداية لنهاية وزوال المحتلين الظالمين، ومع تكبد الشعب الأفغاني مصائب وويلات كبيرة، لكنه بفضل الله تمكن في آخر المطاف من هزيمة طاغوت العصر آنذاك ومحو أثره بالكامل من وجه الخريطة، تلك الإمبراطورية العظيمة التي كانت قوى العالم المجهزة بأحدث الأسلحة متخوفة منها جعلها الله جزءا من التاريخ بنصره وفضله ثم نتيجة تضحيات الشعب الأفغاني المجاهد.

العدوان على الشعب الأفغاني في الحقيقة لعب بالنار وسبب لزوال وانهيار المعتدي؛ ولذلك على المحتلين الحاليين أن يدركوا الأمر فلا زال هناك وقت وفرصة لإنهاء الاحتلال، وترك الشعب الأفغاني ليقرر مصيره، وإلا فإن تغلب الحق على الباطل أمر حتمي، وأرض الأفغان مقبرة للغزاة المحتلين.

ولا يخفى بأن الشعب الأفغاني مثلما أنه صامد في وجه الظلم والاحتلال، فإنه في الوقت نفسه يؤمن تماما بإمكانية حل المعضلات والمشاكل عن طريق الطرق السلمية والحوار، بل وتعتبر ذلك الخيار الأفضل.