السادس والعشرون من شهر دلو يدعو الأفغان إلى الوحدة والصلح فيما بينهم

يعلم الجميع بأن القوات السوفيتية الغازية احتلت الأراضي الأفغانية احتلالا وحشياً وبدون سبب في السادس والعشرين من شهر دلو عام 1358هـ ش الموافق لـ 27دیسمبر 1979 م، وأعلنت عن الحكومة العميلة برئاسة بابراك كارمل آنذاك وبدأت الحرب الغاشمة ضد الشعب الأفغاني وارتكبت جرائم بشعة ضد الإنسانية مثل ما تقوم به أمريكا حاليا،جرائم حرب يقل وجود مثيل لها في تاريخ البشرية.
ولكنها انهزمت بعد 9 سنوات و51 يوماً نتيجة جهاد الشعب الأفغاني المقدس وأرغمت القوات الغازية آنذاك على الانسحاب في السادس من شهر جدي الموافق لـ 15 فبراير عام1989م وجرت ذيل الفشل من بلاد الأفغان بعد أن تكبدت خسائر بشرية مالية فادحة، وفي النهاية انهارت إمبراطورية الاتحاد السوفيتي.
وأثبتت التجارب أن التعاون مع الأجانب والأعداء وصداقتهم تستمر فقط إلى بلوغ الغزاة لمرامهم، وعند هروبهم وهزيمتهم يدفعون زملائهم العملاء نحو هاوية الهلاك، ويوقدون نيران الفتن الداخلية والحروب الأهلية في البلد المحتل ولا يلتزمون بتعهداتهم، وقد تكرر ذلك مرات في بلادنا العزيزة.
وفي ضوء السيناريو السابق فإن المسؤولين في الاتحاد السوفيتي السابق سحبوا جميع قواتهم العسكرية من بلاد الأفغان بنية إنقاذ أنفسهم وصبوا الزيت على نار الفتن والحروب الأهلية التي أشعلوها بين الأفغانيين حتى ينتقموا لفشلهم من الأفغان ويدمرواحلفائهم وأعدائهم في الحروب الأهلية والداخلية وهذه هي عادة المحتلين.
واليوم أيضا تكرر أمريكا المحتلة نفس الاستراتيجية فقسمت الأفغانإلى فئات ومجموعات وأوجدت بينهم عداوات باسم أوبآخر واستثمرت لنشوب حرب أهلية في هذه البلاد، ووزّعت الأسلحة وأنشأت المليشيات لدوامة الحرب والهدف من ذلك هو دفع الأفغانيين نحو الحروب الأهلية بعد رحيلهم وحتى لا يتمكنوا من إيجاد سبيل معتمد ذو اعتبار للمصالحةبسهولة!!.
وفق تعاليم الإسلام المباركة فإننا نحن الأفغانيين مكلفون جميعاً بأن نحبط محاولات ومؤامرات الأعداء ضدنا وأن نأخذ على مسار الاتحاد والوحدة خطوات جريئة ونتحرك بجدية،ونعمل بكل قوتنا وطاقتنا بقول الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران– ۱۰۳) وأن نعمل بما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانا) (متفق علیه) وبدل التصريحات العدائية، واستخدام العبارات التي لا فائدة منها، علينا التحدث حول الخير والأخوة، وبدل إرضاء المحتلين علينا طلب وكسب رضا الله عز وجل، ونطلب من الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد في هذا السبيل. والله الموفق