العميل يبرر جرائم أسياده

قبل يومين – يوم الجمعة – وبينما كانت سيارات المسافرين الأبرياء تسير في منطقة تل عزيز خان بمديرية قرغيو بولاية لغمان على طريق (ننجرهار – كابل) السريع، إذ ألقى المدمنون من القوات المحتلة قذائف ناريةً عشوائية على أربع سيارات النقل المدني، ما أدى إلى اندلاع النيران في السيارات الأربع، ودكانَيْن بجانب الطريق، وإصابة خمسة من المواطنين الأبرياء.

قال شهود عيان وضحايا الحادث لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، بأنهم عندما رأوا أضواء الليزر للقوات الأجنبية، انحرفوا بسياراتهم عن الشارع الرئيسي، وفجأة أطلق جنود الاحتلال نيراناً مكثفة، وقذائف النارية على الزجاجات الأمامية للسيارات، مما تسبب في اشتعال النيران في السيارات المستهدفة.

عادة ما يزعم المحتلون وعملاؤهم في إدارة كابل بعد استهداف المدنيين بأن المجاهدين كانوا يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، ويحتمل أن يُّصَابَ المدنيون نتيجة النيران المتبادلة حسب مزاعمهم؛ لكن الحادث المذكور كالعديد من أمثاله وقع في حين لم تُطلق طلقةٌ واحدةٌ على سياراتِ المحتلين، ولم يُلاحَظْ أيُ خطرٍ آخرَ في مكانِ الحادث، ولم يطلقَ الغزاةُ المحتلونَ القذائف النارية على سياراتِ النقل المدني إلا لأنها فقط اقتربت من موكبهم الإجرامي، وبسبب هذا الذنب؟! جُرِحَ العديد من المدنيين وأُحْرِقَتْ سياراتُهم.

إن كان هذه الواقعة الأليمة تثبت لنا مدى وحشية وخوف الغزاة المحتلين والقوات العميلة؛ فإن ما ترتكبه هذه القوات المشتركة الغاشمة من الجرائم بشكل يومي في المناطق النائية والتي تقع تحت سيطرة المجاهدين من قتل المدنيين، ونهب ثرواتهم، وإحراق بقالاتهم وسياراتهم، ومداهمة مساجدهم، ومدارسهم ومستوصفاتهم، وتدميرها وفقاً مخططات ممنهجة، لهو أشد انتهاكاً وإجراماً وعدواناً.

ويحاول المسؤولون المحليون -الدُّمى- في ولاية لغمان بالإدارة العميلة تبرير الجرائم الوحشية الأخيرة لسادتهم، فقد صرحوا لوسائل الإعلام: “بأن القوات الأجنبية طلبت التوقف من السيارات المدنية؛ لكنهم لم يلتفتوا إلى أوامر القوات الأجنبية، لذلك اضطرت القوات الأجنبية إلقاء قذائف نارية عليهم، ما تسبب في إصابة اثنين من المواطنين”.

فما مدى الوقاحة التي بلغت بالعملاء، حيث رغم كل الإجرام الذي حصل يلقون اللوم على المواطنين المظلومين، ويحاول تبرير أسيادهم الوحشيين.