الـ 19 أغسطس .. وأهداف حرب الحرية

يعرِّفنا تاريخ أفغانستان بأن يوم 28 من شهر أسد حسب التقويم الشمسي بأنه يوم الحرية والاستقلال، وكان الأفغان عشاق الحرية يحتفلون بهذا اليوم في مراسم حاشدة كل عام قبل الاحتلال السوفيتي وذلك بسبب أن البريطانيين انهزموا في الحرب الأفغانية البريطانية الثالثة هزيمة بشعة وفي نهاية هذا الفوز الكبير أعلن الرئيس الأفغاني الراحل أمير أمان الله خان اليوم الـ من شهر أسد في 1298هش الذي يوافق اليوم 19 أغسطس عام1919م بأن هذا اليوم يوم الاستقلال وكان العدو مضطراً للاعتراف بيوم حرية أفغانستان.
ولم يكن الأفغان معتدين في كل هذه الحروب الثلاثة وإنما حملوا على الحرب وأرغموا عليها من قبل الأجانب وفي النتيجة هرع أجدادنا البواسل بهدف الدفاع عن حرماتهم وبدؤوا الجهاد ولقنوا العدو درس العبرة وأرغموهم على التراجع من الحدود الأفغانية ولكنهم أظهروا الصبر والتحمل إلى جانب الشجاعة وأوقفوا الحرب ولم يمدوها إلى المناطق الأخرى خارج الحدود الأفغانية.
وقبل 36 عاما من الآن وفي العام 1358 حسب التقويم الشمسي اعتدى الاتحاد السوفيتي السابق على بلدنا ودخلت الكثير من الوحدات العسكرية الروسية إلى الأراضي الأفغانية وخاضت حروبا ضارية مع المجاهدين لفترة قرابة تسع سنوات بينما كان الشيوعيون العاتون يحلمون البقاء الأبدي وعدم الزوال ولكن المجاهدين البواسل أهزموهم وألحقوا بهم خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات وفي 26 شهر دلو في العام 1367هـ ارتحلوا من أراضينا العزيزة وشطب اسم الاتحاد السوفيتي السابق من أطلس العالم وتمكنت كثير من دول آسيا الوسطى من الحصول على الحرية ولكن الأفغانيين لم يقوموا بالانتقام ولم يمدوا الحرب من وراء الحدود الأفغانية.
وفي الـ 7 من أكتوبر عام 2001م شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية حملته الغاشمة على أفغانستان وأطاحوا بنظام طالبان الإسلامي الذي أقامه الأفغان برغبتهم وحمل الشعب الأفغاني على قبول حكومة فاسدة البالغة ذروتها في الفساد بقوة السلاح وحملوا الحرب غير الشرعية على الأفغان وأرغموا الأفغان على حمل السلاح ضد الظلم والدفاع عن الدين ومقدساته ألحق المجاهدون البواسل العدو- لله الحمد- في فترة قرابة 14 عاماً هزيمة مخزية واقتربوا إلى ساحل النصر تحت قيادة الإمارة الإسلامية المكتملة.
وقد عينت الإمارة الإسلامية أهدافاً لجهادها المقدس ولها الاستراتيجية الداخلية والخارجية والتي أعلنت عنها مرات وبكل صراحة في السابق والتي تتمثل في إنهاء الاحتلال وإعادة الحرية والاستقرار وإقامة حكومة إسلامية وهي من أهم أهداف الجهاد ونحن على يقين أن أفغانستان بيت مشترك لجميع الأفغانيين ولجميع القبائل الشقيقة، ويحق لكل أفغاني أن يسهم في ضوء مؤهلاته في إعادة بناء البلاد وهكذا فإن مكافحة الإمارة محددة في داخل حدود أفغانستان وليست لنا أهداف خارجية ونحترم في ضوء الاحترام والمساواة المتقابل العلاقات الخارجية مع العالم الخارجي ولا نتدخل في شئون الآخرين ولا نضر بهم ولا نهدد مصالح الآخرين وليس ذلك من سياستنا ولن يكون. والله الموفق