القادمون الخضر

سليم عبدالقادر زنجير

إنهم يطلعـون مـن كـلِّ أفْـقٍ كلُّ وجـهٍ منهم كوجه الشِّهابِ
بجسومٍ فـوق الهضاب صِـلابٍ وقلوبٍ تحـوم فـوق السَّـحابِ
يملؤونَ الوجـود حُبـاً وحـرباً ويجـوبونه بخُضْر الثِّـيـابِ
يتحدُّونَ الجور بالسيف، والموت بإقـدامٍ، والـهوى بالكـتابِ
إنهم قادمون، أحنى من الطّـير وأضرى من اللُّيوثِ الغـضابِ
كالقضاءِ المحتومِ، فالفجر خلف الليل كالشمس من سجوف الضَّبـاب
يرفعون الإسـلام نـوراً ونـاراً في الدُّنـا، بعد غـربةٍ وغـيابِ
فاحضنيهم يا أرض إن شئتِ خيراً وانثـريهم مشـاعلاً في الرّوابي
أو فـصدِّي العُباب، وهـو مُحالٌ أو فميـدي، وآذنـي بالخـرابِ