المقدسات خط أحمر

   في خطوة عدائية واستفزازية للغاية تجاه الإسلام والمسلمين وزعت الطائرات الأمريكية الصليبية مناشير مسيئة للدين الإسلامي الحنيف في إقليم باروان شمالي كابول ، حيث ركبت فيها كلمة التوحيد “لا إله إلا الله” فوق صورة كلب أبيض اللون وهو يفر من أسد.

مكتوب تحتها “استردوا حريتكم من الكلاب الإرهابيين وتعاونوا مع قوات التحالف حتى يتمكنوا من استهداف عدوكم والقضاء عليه“.

إن جرائم الاحتلال لم تعد قاصرة بحق الأنفس والدماء بل تجاوزت وطالت من الدمار والتقتيل والتنكيل إلى العقائد والمقدسات .

و ليست هذه هي المرة الأولى التي يرتكب فيها عباد الصليب المحتلون إساءة إلى مقدسات دين الإسلام، فأمريكا التي تدعي احترام الحريات و الأديان هي أكثر إساءة لمقدسات الدين الإسلامي الحنيف في العالم ، وهي أساءت إلى مقدسات الإسلام مرارا خلال احتلالهم لأفغانستان .

وليس كما يدعي هؤلاء المؤذون المستهزئون بدين الإسلام أن “تصميم المنشور تضمن بالخطأ صورة مسيئة بشدة للمسلمين وللدين الإسلامي”. متعللين بأن جنودهم ينحدرون من ثقافات غير إسلامية .

كذب هؤلاء المستهزئون المتطاولون ، إنهم لا يجهلون قدسية الكلمة وكرامتها عند المسلمين ، لكنها محاولة تجريح لمشاعر مليار مسلم بكل خسة ورعونة .

كذبوا إنها البغضاء التي قد تبدو من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر .

كذبوا إنهم لم يخطئوا في تصميم صور مسيئة فلقد كان بإمكان الوحوش المحتلين إيصال رسالة بصورة أبلغ وشكل أفضل لكنهم تعمدوا إيذاء المسلمين والشعب الأفغاني لأن الشعب الأفغاني شعب مسلم غيور ، يتألم ويثور عندما يشاهد مقدساته تنتهك ، وأعراضه تدنس .

كذب المحتلون الصليبيون إنهم لا يكنون الاحترام لدين الإسلام ، وانتهاكاتهم المتكررة ثم تسارعهم إلى الاعتذار الطفولي تسفيه للعقول ورش للملح على الجرح .

وقد أصدرت الإمارة الإسلامية بيانا حول هذه الجريمة أوضحت فيه دافع هذه الجريمة ألا وهي عداوتهم الواضحة و الأبدية للإسلام والمسلمين، وأضافت أن المنشور أوضح “أن هذه الحرب هي حرب بين الإسلام والكفر“.

ولم تكتف الإمارة بمجرد الشجب والتنديد بل توعدت بالثأر والانتقام وصرحت بأن الشعب الأفغاني الشجاع يعد الدفاع عن العقيدة والإسلام وكملة التوحيد والوطن من واجباتهم الدينية،  وأنهم مستعدون لبذل كل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن هذه المقدسات ، وأنهم يواصلون جهادهم المبارك ولا يملون عنه تحقيقا لهذه الغاية النبيلة .

وقد أنجزت الإمارة الإسلامية وعدها واستهدفت المحتلين الأجانب وأنكت فيهم أيما نكاية وألقت فيهم عشرات القتلى والجرحى في بضعة أيام فسبحان المنتقم الجبار الذي وفق عباده الطالبان لاستهداف شياطين الإنس الذين آذوا الله ورسوله .

على المحتلين المعتدين المستهزئين بدين الله أن يدركوا جيدا أن المقدسات خط أحمر ، و إن انتهاكها لن يمر بلا حساب ، بل إننا سنحاسبكم على هذه الجرائم المشينة إننا لا نرضى بالضيم ، وإننا لن نجلس مكتوفي الأيدي أمامكم بل إننا سندافع بكل ما في وسعنا عن مقدساتنا وأنفسنا وأعراضنا وأراضينا .

ووالله لتدفعن ثمنا باهضا لهذه الجرائم والانتهاكات ، فالشعب الأفغاني يرى المقدسات خطا أحمر ومستعد لتقديم التضحيات الجسام في سبيل الدفاع عنها ، فلا خير في عيش تنتهك فيها المقدسات وتستهزئ فيه بالدين.

نعرض للسيوف إذا التقينا … وجوهاً لا تعرض للطام

إِنا لنُرخص يوم الروع أنفسنا … ولو نسام بها في الأمن أغلينا

واعلموا أنكم مهما تحصنتم ومهما اختبأتم ومهما بغيتم وطغيتم ومهما تجبرتم وتكبرتم سوف نستهدفكم بهجماتنا البطولية ولن تنجوا منها حتى داخل قواعدكم المحصنة ، وسنطردكم عن وطننا الحبيب وستتحطم أسطورة أمريكا وستنتهي عجرفتها وتكبرها على صخرة صمود الشعب الأفغاني بإذن الله .

وأنتهز الفرصة لأنادي مسلمي العالم وأقول لهم ، كلمة التوحيد هي كلمة المسلمين جميعا ، ولا يصح إيمان المرء حتى يقر بها ، وإن المقدسات هي مقدساتكم جميعا .

وإن الاحتلال الأمريكي المفسد للدين والدنيا لا يزال جاثما على صدر الشعب الأفغاني، وهو يستنجد بكم، نعم! بكم ، حكومات وشعوبا ، ويستنصركم .

وأنهم يواجهون عدوا لدودا وقحا لئيما لا يشمئز عن ارتكاب أي جريمة ، وكل شيء له مستباح .

أفلا يستحق هذا الشعب الأبي الذي يدافع عن حرمات الأمة ويذود عن حمى الدين ومقدسات الإسلام، أن تواكبوه في مسيرته الجهادية المباركة وتساعدوه بالأموال والأنفس والدعوة والدعاء في سبيل الخلاص عن الاحتلال الهمجي الوحشي؟ فمتى ستهبون لنصرته؟.