بيان الإمارة الإسلامية حول الإقدام المسيئ في شأن النبي صلى الله عليه وسلم في فرنسا

قام عدد من السفلة قبل بضعة سنوات بطبع رسومات مسيئة للبني الكريم صلى الله عليه وسلم ، وبالاستفادة السيئة من حرية البيان تم نشرها في فرنسا، مما أدى إلى تجريح مشاعر وأحاسيس جميع المسلمين في العالم، كما كانت كاشفة الستار عن الثقافة الغربية اللادينية.
في الأسبوع الماضي تم هجوم على فاعلي ذلك العمل، فناولوا جزاء أعمالهم الشريرة؛ لكن شوهد اليوم بأنه من نفس العنوان تم الإساءة بشكل مكرر في شأن رسول الإسلام محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، و سمح مرة أخرى لضرب مشاعر وأحاسيس مليار وستمائة مليون مسلم.
نحن ندين ونستنكر هذا العمل المفزز، والخارج عن الدائرة الإنسانية بأشد العبارات، ونعتبر فاعليه، وسامحيه، ومسانديه جميعهم أعداء البشرية.
الإساءة إلى الأديان والمقدسات الدينية جريمة غير مغتفرة ، وهو عمل ينظر إليه جميع البشرية بنظرة الكراهية والإشمئزاز.
نحن على يقين بأن بتنفيذ مثل هذا الإقدام الدنيئ لن يلحق أي ضرر بالمكانة العالية المفتخرة للنبي صلى الله عليه وسلم بصفته ناجي البشرية ولوجاهته المباركة، بل بالعكس انكشفت الوجوه الأصلية لأعداء الإنسانية.
نحن ننادي العالم أجمع وخاصة على قادة جميع دول العالم بألا يسمحوا ليواجه أمن العالم مزيداً من الخراب الارتطام بمثل هذه الأعمال الكارهة، ولا يسمحوا بالإساءة لعقائد مليارات من الناس في العالم، وأن يدخل العالم يوماً بعد يوم في مزيد من لهيب النيران.
وفي هذا الجانب جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية والشعوب لها مسؤولية بصفتهم البشر، لابد أن يستنكروا ويمنعوا بجدية والشدة كل عمل مسيئ للأديان ومقدساتها، ومهين للناس، ومضطر بالشعوب للقيام بأخذ الثأر.
يجب أن نقول بخصوص الدول الإسلامية وقادتها، والنخبة وعامة الناس؛ بأن مثل هذه الأحداث يمكن أن يعد امتحانا حساساً لإيماننا وعقيدتنا، فإن كان المسلمون يسكتون على مثل هذه الحوادث نظراً لبعض الملاحظات، ويختارون موقف الحياد واللامبالاة بين الكفر والإسلام، أو بدلاً من الإسلام يقف بجانب الكفر ويقوم بتوجيه هذا العمل الشنيع للكفار، ويبحث له عن مبررات ودلائل، فلابد أن يخشوا على إيمانهم.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قائد المسلمين فحسب؛ بل مرشد البشرية جمعاء، باني الحضارة الإنسانية، وواضع الخط الفاصل بين مراحل الجهل والنور، وهو صاحب الخلق العظيم، ومبتكر لأي تقدم علمي وحضاري؛ فأدنى الإساءة والإهانة تجاه ذاته صلى الله عليه وسلم ليس فقد أنه نكران للجميل تجاه ذاته المكرمة؛ بل إساءة إلى كافة الإنسانية والحضارة ، فلابد أن يقف جميع المتيقنين والمتمسكين بالإنسانية ضد هذه الأعمال الدنيئة والشنيعة بقوة وحزم.
إمارة أفغانستان الإسلامية
۲۳/۳/۱۴۳۶هـ ق

۲۴/۱۰/۱۳۹۳هـ ش ــ2014/1/14م