بيان الإمارة الإسلامية حول تحولات السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر ابريل

قبل ثمانية وثلاثين عاماً في عام 1978م في السادس والعشرين من شهر ابريل، قام الشيوعيون بانقلاب في أفغانستان حيث كان بداية لدمار وويلات البلاد.
شرع عملاء الخارج من حزبي الخلق والبرشم (الراية) بمساعدة من الاتحاد السوفيتي في جنايات تاريخية ضد عقيدة الشعب الأفغاني المسلم، والمقدسات والقيم الدينية، بغية تطبيق الآيديالوجيا الإلحادية والتي لم تكن لها مثيل في تاريخ أفغانستان.
وقد انتفض شعبنا المسلم المجاهد ضد ظاهرة الشيوعية وآيديالوجيتها المقززة، وتوكل على الله وشرع في الجهاد المقدس بفتوى علماء الدين الأجلاء، حيث استمر أربعة عشر عاماً.
في النهاية ليس فقط أن الشعب الأفغاني أمحى الفكر الشيوعي في أفغانستان؛ بل دمر الحلف الشيوعي على مستوى العالمي، وخلص نصف العالم من شر الشيوعيين.
لاشك بأن في هذا الجهاد تحمل الشعب الأفغاني المسلم خسائر كبيرة جداً حيث استشهد قرابة مليون ونصف المليون أفغاني، وأصيب عدد عائل من أفراد الشعب، كما هاجر الملايين من الناس وتحملوا المشقات والصعاب.
بعد كفاح وجهاد استمر أربعة عشر عاماً تمكن هذا الشعب الغيور بفضل الله جل وعلى من إزاحة آخر حكومة شيوعية في أفغانستان، وحرروا البلاد.
وكان السابع والعشرين من شهر ابريل عام 1992 يوم انتصار واستقلال ونجاة لهذا الشعب، كان هذا هو التاريخ الذي أثمرت تضحيات الشعب، نجى الشعب من الكفر، ومحي أفعى الشيوعية الشريرة.
لكن للأسف خان عدد من الوجوه المتكبرة والمغرورة، وعديمة التقوى مع أماني هذا الشعب المغوار والمجاهد، فبدلاً من أن يُضع الضماد على جراح الشعب، ويُشكل له النظام الإسلامي، وتجف دموع اليتامى، وتواصى الأرامل، تم جر البلاد نحو مزيد من الويلات والأزمات، واشتعلت نيران الاقتتال الداخلي، وانعدم الأمن في كافة أرجاء البلاد، السطو، والنهب والظلم والوحشية والقتل، نقاط الأتاوات على طول الطرق، وأمراء الحرب عرضوا حياة الناس للخطر المحدق، ولصقت بقعة سوداء على رداء الجهاد الأبيض وفوجئ الشعب مع يوم أكثر تعساً.
في هذه الأثناء قام مرشدو الشعب والجهاد الأصليون من علماء الدين الكرام بناءً على مسئوليتهم الشرعية والدينية بالقيام مرة أخرى، وتشكلت حركة إسلامية باسم طالبان، وفي مدة قصيرة جداً ثنت هذه الحركة بساط الظلم والفساد من أكثر مناطق البلاد بشكل عملي، ووضعت بشكل عملي حجر أساس النظام الإسلامي، وتمكنت من إيجاد الصلح ، وحافظت على عزة وشرف الناس، ووقفت في وجه تقسيم أفغانستان وانهيارها، وبقيمة تضحياتها الغالية استعادت عزة هذا الشعب وسمعة جهاده، وبدء دور إسلامي ساطع.
بما أن القوات العالمية الكفرية كانت لها يد مباشرة في جميع مصائبنا وأزماتنا، قام هذه المرة الغول الأمريكي عوضاً عن الاتحاد السوفيتي بغزو بلادنا والهجوم عليها.
حيث قاموا بإزالة النظام الإسلامي في البلد، واستهدفوا الأفغان بقصف نيرانهم ووحشيتهم، وقتلوا الشريحة المنسوبة إلى الدين ( العلماء، وطلاب العلم، والمسلمين الصالحين) وسجنوهم وأجبروهم للهجرة.
وسلط الأمريكيون مرة أخرى عدد من الوجوه الليبرالية المتربية على الروح الكفري في الغرب، وبجانبهم العصابات التي عليها لعنة الجهاد، بالإضافة إلى قسم كبير من الشيوعيين السابقين سلطهم على الشعب، الذين واجهوا مصيرنا مع الخطر، وقمعوا القيم الإسلامية، أخرجوا الدين بشكل عملي من الساحة السياسية، وطبقوا الديمقراطية الكفرية، ومهدوا الطريق للثقافة السافرة، واللا دينية، واللا أخلاقية واللا مبالاة تجاه عقيدة الناس.
ومرة أخرى قام الأبناء النجباء لهذا الشعب المجاهدون الحقيقيون، والعلماء الكرام وطلاب العلم الشرعي بالجهاد الشامل ضد هذه المظالم والوحشية، وها هم منذ أربعة عشر عام مشغولون في الحرب مع الاحتلاليين الغربيين، حيث اقترب الأوان بأن يقبل الكفار هزيمتهم، ولله الحمد حرر المجاهدون أكثر ساحات البلد، ولازالت مواجهات الجهاد متواصلة بكل قوة وتدبير في جميع أرجاء البلد.
وليس ببعيد بأن يواجه هذا الشعب عملاء الغرب بمصير بقايا الاتحاد السوفيتي انقلابيي السادس والعشرين من ابريل الشيوعيين، ويؤرخ في التاريخ ليوم مشرق آخر مثل السابع والعشرين من شهر ابريل، لكن مع الفارق بأنه لا يتم الخيانة هذه المرة مع أماني مجاهدي البلاد والشريحة الدينية إن شاء الله، ولا يسمح لأحد بأن يقوم بالمساومات، ولا يسمح لإيجاد مجموعات والتلاعب من خلالها، ويمنع من التعامل الخفي والعلني مع الكفار باسم الجهاد والإسلام، ولا يسمح بأن تتحرك البلاد نحو فتن القومية والعصبية والمنطقوية والأثنية واللسانية، بل يتم تشكيل نظام إسلامي خالص في الواقع العملي، يحصل الناس على حقوقهم من واقع الدين والشريعة، ولا يسمح لأحد بالترفع والظلم على الآخرين.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية تعتبر وصول الشيوعيين الجناة في السادس والعشرين من ابريل آنذاك إلى سدة الحكم في أفغانستان جناية شائنة وقابلة للتقبيح، وفي الوقت نفسه تقدم تهانيها لجميع المواطنين والأمة المسلمة بمناسبة يوم انتصار المجاهدين في السابع والعشرين من ابريل، وتسأل الله العلي القدير بأن يقيم في أفغانستان نظام إسلامي خالص نتيجة تضحيات الشهداء المعززين، آمين يا رب العالمين.
إمارة أفغانستان الإسلامية
۱۴۳۷/۷/۱۹هـ ق
۱۳۹۵/۲/۷هـ ش ــ 2016/4/26م