تصريحات ( بانكي مون ) حول مقتل المدنيين في أفغانستان

ألقي الأمين العام للأمم المتحدة ( بانكي مون) في تصريح له مؤخّراً مسؤولية مقتل عشرين بالمئة من ضحايا الحرب المدنيين على جنود قوات التحالف الصليبي، كما ألقي مسؤلة متقل ثمانين بالمئة منهم على قوّات الإمارة الإسلامية في أافغانستان .
يصدر هذا التصريح في الوقت الذي تستمرّ فيه مسيرات احتجاجية حاشدة ومظاهرات تنديد غاضبة ضد إجرامات أمريكا و حلفائها الصليبيين في مدن البلاد بسبب المجازر التي ترتكبها القوات الغازية ضد المدنيين في قرى وأرياف أفغانستان .
إنه لمن المؤسف أن يتنكر الأمين العام للأمم المتحدة الحياد المزعوم لإدارته العالمية !!!؟ لإرضاء مجرمي الحرب من حكام البيت الأبيض، و يتحدث لصالح الغزاة المحتلين ضد من يدافعون عن دينهم و بلادهم في الحرب التي فرضت عليهم في ديارهم . ولكي نلفت نظر الأمين العام إلى رؤية الواقع نذكره ببعض الوقائع من بين مئات الوقائع الأخرى، و نسأله من الذين قتلوا طلاب المدارس الإبتدائية و المتوسطة في مديرية (نرنگ) بولاية (كنر) قبل أسبوع ؟ و من الذين قصفوا القرى العامرة بأهلها في ظلام الليل وقتل فيها العشرات من النساء و الأطفال و الشيوخ العزّل في ولاية (فراه) و( شين دند ) و( كندز ) و( ننگرهار ) و( لغمان ) و(دهراود) وغيرها من المناطق الأفغانية؟ و من الذين يرفضون الخضوع لإجراء أيّ نوع من التحقيقات العدلية والقضائية ضدّ جنودهم في المجازر التي يرتكبونها ضدالمدنيين في العالم؟
إنه يحب على (بانكي مون) أن يطل برأسه إلى أروقة (البنتاجون) ليشاهد بأم عينيه الأقسام التي أنشئت فيها للتدريب على ترويع الأمنين وإشاعة الحرب النفسية، وفنون صناعة الموت واختلاق الأكاذيب، و تعمل رسمياً في إطار وزارة الحرب الأمريكية، و تدّرب مجرمي الحروب على إذعان الناس لحكمهم، والسيطرة على بلادهم وإسكاتهم عن التفؤه بذكر مظالم الأمريكيين تارة عن طريق القتل والقهر والتعذيب، و تارة أخري عن طريق التعتيم الإعلامي ونشر الأكاذيب المضللة ضد مخالفيهم في وسائل الإعلام بأكبر قدر ممكن . وفي هذا المنهج يرون سرّ انتصارهم في الحروب. إنّ مثل هذه التصريحات تبعث التساؤل حول عمل (بانكي مون) للمثل هذه الإدارات الحربية من حيث يدري أو لا يدري .
إننا نذكر الأمين العالم للأمم المتحدة مرّة أخرى بالتقرير الذي أصدره خبراء الحرب الأمريكييون ومفاده أن قيادة طالبان سحبت المبادرة من أيدي الأمريكيين بإصدارها لائحة بإسم المجاهدين ترشدهم إلى حسن التعامل مع المدنين والإحسان إليهم . ولذلك لا يستطيع الأمريكيون أن يؤلبّوا الشعب ضدّ المجاهدين. و أوصي التقرير الصادر من خبراء الحرب القيادة العسكرية الأمريكية بتحميل المجاهدين مسؤلية قتل الضحايا المدنيين من الشعب بهدف ايجاد الفجوة بين الشعب الأفغاني وأبنائه المجاهدين و لزرع الأحقاد في صدور الناس تجاه المجاهدين.
إننا نوصي الأمين العام للأمم المتحدة أن ينظر إلى حوإلىه بعينين مفتوحين ليري المخططات والمكائد التي تحاك من قبل سادته ضد الشعوب المقهورة. وليعلم (بانكي مون) و أولياء أموره أن الشعب الأفغاني يمتلك الآن التجربة الكافية في معرفة ألاعيب صنّاع الموت و تجّار الحروب، و قد صقلته حروب العقود الثلاثة التي أمضاها في مقارعة الغزاة والمحتلين . ولا ينخدع شعبنا المؤمن الآن بمثل هذه الترهات الصادرة من قبل أعدائه. و ليعلم ( بانكي مون ) أن مثل هذه التصريحات المنحازة تضرّ بمنصبه الذي يجب عليه أن يحافظ على حياده. و أنّ مكانته ستسقط من أعين الناس في العالم أجمع ومن أعين الشعب الأفغاني المنكوب بشكل أخص .