حول التقرير المنشور من قبل الأمم المتحدة بشأن المدنيين

عقب اظهارات بانكي مون الأمين العام للأمم المتحدة صرح مندوب تلك الإدارة في أفغانستان في تقرير منشور حول الخسائر في صفوف المدنيين، وادعى بأنه قتل في العام المنصرم 2412 من المدنيين حيث قتل الأكثرية المطلقة في هجمات مخالفي إدارة كابل، وأن قليل منهم قتلوا في غارات جوية للقوات الأمريكية وهجماتها. وقد إدعى بانكي مون قبل أيام إدعاءً مماثلاً.

لكن الأمم المتحدة أخفت هذه النقطة بأن أي من المراجع قامت بجمع هذه المعلومات. هل هم سافروا إلى منطقة قروية منكوبة في الحرب! يقيناً أنهم لم يفعلوا ذلك ؛ لأن جميع المناطق القروية في ايدي مجاهدو الإمارة الإسلامية، بحسب خرائط مؤسسة الأمن والتقدم العالمية فإن المناطق القروية تشكل ثمانون في المائة من أراضي أفغانستان. إذاً من الواضح جداً بأنهم رتبوا هذا التقرير في مقر ضيافة (يوناما) في العاصمة كابل، وبحسب المصالح السياسية وضعوا الأرقام فيها وأدانوا الإمارة الإسلامية. ويجب أيضاً ذكره أن ما وقعت من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في الأعوام الماضية عامة ، وبشكل خاص في العام الماضي 2009 أغمض العيون عنها .
لأن الذين استشهدوا من المدنيين بشكل جماعي من قبل الأمريكيين ورفاقهم في الولايات : كنر، ونورستان، ولغمان، وكندوز، ولوجر، وبكتيكا، وهلمند، وفراه واروزجان يفوق عددهم من الاحصائية المذكورة أعلاها.
علاوة على ذلك تقوم قوات الاحتلال كل يوم بإستشهاد مواطنينا في المدن والمناطق القروية ، والطرق العامة، وكذلك في مزارعهم نيتجة غارات جوية عشوائية ، وطائرات بلا طيار، وهجمات برية وقصف مدفعي، ومداهمات ليلة على المنازل.
يقول أهالي مديرية نوزاد بولاية هلمند: استشهد أكثر من (150) فرداً من الأهالي نتيجة اطلاق صواريخ عشوائية من قاعدة شوراب خلال العمليات التي بدأها قوات الاحتلال منذو شهر ونصف الشهر في تلك المنطقة. وهكذا فقط الذين استشهدوا من الأهالي نتيجة مداهمات المنازل وغارات جوية واطلاق صواريخ وهجمات برية في ولاية هلمند وحدها في ضواحي مارجه، وزمينداور، وجرمسير، وجرشك، وناد علي، وناوه، يزيد على أرقام المنشورة ليوناما ولا ينقص.
نحن نذكر مسؤولي الأمم المتحدة وأمينها العام، هل أنتم سافرتم إلى منطقة زمينداور بمديرية كجكي التي احرق فيها الأمريكيون العام الماضي أكثر من 2000 محل تجاري؟ هل أنتم سألتم عن أحوال أولئك الشهداء والجرحى في قندوز الذين أمطروا في شهر سبتمر/ايلول الماضي بقنابل فسفورية، حتى أن مسؤولي الإدارة العميلة في تلك الولاية ما كانت تسمح للمصابين بالسفر إلى كابل للعلاج كي لا يطلع العالم على جناياتهم تلك (أي استعمال مادة الفسفور على عامة الناس).
شاهدنا خلال السنوات الثامن الماضية بأن وسائل الإعلام الغربية تنشر تقارير مغلوطة وكاذبة حول ما تقوم به قوات الاحتلال من استشهاد عامة الناس. وعلى سبيل المثال: نشرت مصادر إخبارية في الصيف الماضي نقلاً عن ناطقي القوات الأمريكية بأنها قتلت (35) عنصراً من المخالفين في “داي جوبان” بولاية زابل، ثم اتضح فيما بعد بأن هؤلاء القتلى جميعهم من عامة الناس المدنيين الذين سقطوا في قصف جوي أمريكي. ولم يذهب أي فرد من موظفي الأمم المتحدة أو أي صحفي من الصحافة العالمية إلى تلك المنطقة لتثبيت الحقائق في تلك الحادث، وكتابة التقرير عنها.
نحن نقول لبانكي مون ومسؤولي الأمم المتحدة الآخرين: بأن هذه التقارير المعدة بلا أساس ، والقائمة على مصالح سياسية لن تجلب لكم شيئاً ولا يثق بكم الآن أحداً.
فقدت الآن الحرب الأمريكية الغير المبررة المسماة بالحرب على الإرهاب اعتبارها مصداقيتها. يعلم الجميع بأن هذه الحرب حرب استعمارية، بدأتها الأمبراطورية الأمريكية في أفغانستان من أجل تسخير العالم والعالمين، وتوسعها رويداً رويداً إلى بقية الدول. يقابلها قوات محبة لدينها، واستقلالها، وعاشقة على بلادها، رفعت السلاح في أيديها لإحقاق حقوقها الحقة. إن المجاهدين طاقة نبعت من داخل الشعب ويعيش في وسطه. يسرون لسرور الشعب ، كما يحزنون لحزنه.
أنتم بعد الآن لا تقدرون محاصرة أذهان العالمين بتقرير لا أصل له ولا أساس، كما لا تقدرون على إعطاء روح المعنوية للجنود الأمريكيين و الناتو المنهارين معنوياً ، الأمر الذي لا يليق بكم القيام به، وأنكم فقط تفقدون مزيدا من اعتباركم وثقتكم الفاقدين أصلاً .

إمارة أفغانستان الإسلامية