تفوّق الإمارة الإسلامیة في الساحة السياسية والعسكرية

الدكتور بنيامين

 

ليس هناك شك في أن إدارة كابول ليست راضية أبدًا عن اجراء المحادثات بين طالبان والأمريكيين. وبالتحدید بعد الاجتماع الذي دام ستة عشر يوما بين طالبان والولايات المتحدة في قطر في الفترة الاخيره، بلغ القلق ذروته من رؤساء ومسؤولي الإدارة العميلة.

فموقف طالبان من المحادثات هو أن إدارة كابول ليست جانبا حقيقيا للحرب الحالية في أفغانستان، لكن الأمريكيين يستخدمونها كأداة لغاياتهم الاستعمارية.

والحقيقة هي أن إدارة كابول ليس لديها دعم شعبی عام فحسب، لأنها أصبحت عشرات الأجزاء بسبب الصراعات الداخلية. فـ ستة من الشخصيات الرئيسية للنظام (الرئيس ونائبا الرئيس / الرئيس التنفيذي والنائبين) تکرّسوا في ثلاثة أعمدة انتخابية، حیث تنازع كل منها الأخرى. وقد تم عزل عبد الرشيد دوستم (النائب الأول للرئيس غني) عملیا ومحمد محقق (النائب الأول ل عبد الله) رسمياً. لكن الرئیس المسكين للنظام لا يملك القدرة على تنفيذ خطته وقيادته.

سلطات النظام يكیدون بعضهم بعضا ولا يملك أي من الأجزاء المعطلة من نظام كابول الممزقة القدرة للدخول في حوار مع طالبان (الامارة الاسلامية) القوية، واتخاذ قرار بشأن مستقبل البلاد. حیث قال شير محمد عباس ستانيكزاي، نائب المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في قطر، في مقابلة حديثة: “أنت تتحدث عن الحكومة، في رأينا، لا توجد حكومة في أفغانستان على الإطلاق. إن الادارة التي أنشأتها الولايات المتحدة هي إدارة فاسدة لا تمثل أبداً شعب أفغانستان. كما ترون، كلمات أشرف غني ليست فقط مرفوضة من قبل الأحزاب السياسية في البلاد، ولكن أيضا من قبل وزرائه في الحكومة. هذه الادارة لا يستطيع بأي حال التفاوض مع أي شخص باسم أفغانستان”.

طالبان تقول بصراحة إنهم لا يريدون انحصار السلطة ويرفضون الرأي الانحصاریة، بل تريد تشكيل النظام الإسلامي المستقل والشامل والمفتوح لجميع شرائح المجتمع الأفغاني، بما في ذلك الجماعات السياسية والعرقية ولا تحمل أي تميیز أو عصبیة أو تحامل أو غدر.

وفي هذا الصدد، فإن الطالبان أعربوا عن استعدادهم لإجراء محادثات مع جميع الأطراف والشخصيات السياسية في البلد، وقد اتخذوا في ذلك بالفعل خطوات جادة. وقال ستانکزي صاحب في المقابلة التي أجراها ” أستطيع أن أقول بکل ثقة أنه لم يكن هناك حزب سياسي في البلاد إلا إننا تفاوضنا معه حتى أننا نجحنا في حل الكثير من القضایا المعقدة التي تتعلق بمصیر افغانستان”، مؤكدا ثقته في الاتجاهات الداخلية للبلاد، وقد توصلت جميع الأحزاب السياسية والعرقية في البلاد إلى استنتاج مفاده أن أفغانستان يجب أن تكون حرة ومستقلة، ويجب على جميع القوات الأجنبية الانسحاب من أفغانستان، وأن یحکم النظام الإسلامي في بلادنا”.

لقد أنفدت إدارة كابل جهودها بصدد إفشال العملية التفاوضية بين طالبان والولايات المتحدة، لأنها ترى بقاءها في فشل المفاوضات. والحقيقة هي أن الإدارة والممزقة داخلیا بدلا من السعي لاستحواذ شعبیتها في أفغانستان والعالم تتظاهر للمجتمع الدولي نفسها کقوة لا مناص من المفاوضة معها. بينما وضعت منظمة الشفافية الدولية أفغانستان مرة أخرى في قائمة الدول العشرة الأكثر فسادًا في تقريرها السنوي (تم إصداره في 20 يناير 2019).

من الواضح أن ادارة كابول يشتكي وغاضب من عدم رغبة طالبان للحوار معها وفي الواقع تريد السلطات من القوات الأجنبية، وخاصة الأمريكيين عدم الخروج من أفغانستان. كما قال أشرف غني في العام الماضي في مقابلة مع شبكة سي بي إس في الولايات المتحدة: ” لا يستطيعون التأقلم لمدة ستة أشهر بدون مساعدة من الولايات المتحدة”، ما زال الحال هکذا. وتعرف السلطات التابعة لكابول أن قواتها لن تكون قادرة أبدًا على مقاومة حركة طالبان في ساحات المعارك دون دعم الأمريكيين.

بعد أن فشلت جميع الجهود السلبية لإدارة كابول في التفاوض، أرسل أشرف غني رسالة سرية إلى الرئيس دونالد ترامب. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه يوم الثلاثاء 29 يناير أرسل أشرف غني هذه الرسالة من أيدي نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية إليس ويلز. وحث خلالها ترامب على بقاء الجيش الأمريكي فی أفغانستان وعدم مغادرتها تماما.

هذا الرسالة المشينة لأشرف غني توضح تماما أن سلطات كابل لا تتخيل حتى أن الجيش الأمريكي ستتخلى دعمهم یوما ما. لذلك أصبح الأفغان علی معرفة أن ادارة كابل لاترضى باحلال السلام في البلد للسلام وخروج القوات الأجنبية من أفغانستان.

كان هدف إدارة العميلة بكابول التوقيع على اتفاق أمني مع الولايات المتحدة أعني الاحتفاظ بالجنود الأمريكيين في أفغانستان. ولا تزال السلطات على استعداد لتوقيع أي وثيقة مع أي بلد والتعاقد مع أي دولة لضمان بقاء الإدارة الممزقة. لكن جروح كابول أصبحت سرطانية، لا يمكن علاجها من قبل أي بلد.

من ناحية أخرى دونالد ترامب، ليس لديه الكثير من الوقت. ففي العام التالي، من المقرر أن يعود إلى الحملة الرئاسية. ويعرف أنه من خلال إنهاء الحرب الأفغانية، يستطيع أن ينفق حوالي 50 مليار دولار على الرعاية الاجتماعية والتنمية داخل الولايات المتحدة. ويمكن أيضا في فترة رئاسية حاسمة إنهاء أطول حرب فی تاريخ الولايات المتحدة، ویظهر للشعب الأمريكي أنه أوفی بوعوده الانتخابية..

لقد تحدت الإمارة الإسلامية الاحتلال الاجنبي ونظام كابول رغم استخدامهم جميع أشكال البلطجة والوحشية ضد المجاهدين، وقد أدی تواطؤهم إلى الفشل والفضيحة. والإمارة الإسلامية تومن بنصرالله وتواصل دعم جهودها الجهادية بدعم من شعبها المجاهد.

يمتد الكفاح العسكري للإمارة الإسلامية من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال. وجمیع الشرائح يدعمون الإمارة الإسلامية، وتحت إشراف من الإمارة الإسلامية، يواصلون الجهاد ضد المحتلين وإدارة كابل. وهم في جميع أنحاء البلاد يزدادون قوة كل يوم، ويحصلون على مناطق واسعة من السيطرة والغنائم العظیمة. التجمع الكبير من الناس الذين تدعمهم الإمارة الإسلامية يُظهر بمثابة دعم کبیر للمجاهدين.

وفقا لإحصائيات مراكز البحوث المحايدة واعترافات المحتلين، فإن أكثر من نصف أراضي أفغانستان يسيطر عليها المجاهدون، والمناطق لا توجد فيها هيمنة المجاهدین، بما في ذلك كابول، یعرف الکل أن المجاهدین بإمکانهم القيام بعمليات في أي لحظة وفي كل مكان أرادوا. العمليات التي یعترف العدو بدقتها.

کما أنه واصلت الإمارة الإسلامية جهودها السياسية إلى جانب النشاط العسكري الكبير. وقد زار ممثلو الإمارة الإسلامية مختلف الدول خلال الجهود السياسية، وزاروا المؤتمرات الدولية ومختلف الاتجاهات والشخصيات، واستهدفوا حق الإمارة الإسلامية في مختلف الاجتماعات. وأوضحوا لدول المنطقة وللعالم أنهم لا یقبلون وجود الأجانب في البلاد ولا یریدون وضع الآخرين في الضرر.

یظهر من البیانات الرسمیة التی تلقیها الإمارة الإسلامية أنها تحاول بكل الطرق الممكنة إخراج المحتلين من وطنهم وبناء النظام الإسلامي، وهو أحد التطلعات لملايين الشهداء في الدولة العزيزة المجاهدة.