يوميات جندي من جنود الإمارة الإسلامية

قاري يحيى تكل

اخذ رشّاشه ولفّ حوله رداءه الكبير الشتوي ثم قال: أخيّ أحمد!

انتظرني الليلة 11 مساءً عند اقتراب موعد الحراسة ، فهناك سنلتقي معًا، ثم استأذن اميره وقال له !

أيها الأمير! مضت ليال ولم أزر أمي، لو سمحتَ أذهب الليلة وأمكث عندها ساعة اوساعتين … ثم ارجع الى الاخوة وقد اخبرت الأخ حمد بأن ينتظرني الليلة وأطمأنكم بأنني سأوصل بنفسي لموعد حراستي.

فهم الأمير قصده، فأدخل يده في جيبه وبحث عن شيء، فلم يجد سوى 50 أو 100 روبية أفغانية فا اعطاها اياه.

فركب درّاجته النّارية وأسرع نحو البيت، وتتحرك شفتاه بالنشيد.

عند ما وصل البيت، قبّل يدي الأمّ الحنونة، وبعد لحظاتٍ قليلة قدّمت الأمّ العَشاء وكان البطاطس واللبن الرائب، فتناول قسطه من الطعام بلذّة فائقة.

وبعد تناول العَشاء، تجاذب مع أمه أطراف الحديث من هنا وهناك، ثم استسمحها للذهاب، فركب درّاجته النّارية واتّجه نحو الموعد.

التقى بأخيه احمد وصلّوا صلاتهما بالجماعة، ثم قال لأحمد بنبرة حزينة:

أخي أحمد!

قالت لي أمي: لا نملك في البيت شيئًا، لا الدقيق ولا الزيت، وديون حانوت الحيّ قد أثقلت علينا حيث لا يعطينا أكثر من ذلك. أمّا أخي الذي ذهب للعمل إلى خارج البلاد، منذ فترة انقطع اتّصاله بنا…

يا الله ما أعظم البليّة وهذه المصيبة! انظر إلى وظيفة الجهاد من جهة، ومن جهة أخرى المصائب المتراكمة التي تقصم الظهر، والله لا أدري ماذا أفعل!

فواساه أحمد بقوله: لا تحزن حبيبي!

ثق بالله وكن جازمًا بأنّ الله سيغّير الأمور لصالحكم، ويقضي حوائجكم.. وسأخبر عمّي كي يساعد أسرتكم بشيءٍ من المال.

وهكذا باتا يحرسان المجاهدين، ساهران لم يغمضا جفونهما للنّوم، ولكن في الجانب الآخر من القرية كان حفل فخم.

كان سيّد القرية يرطن:

بأنّ الطالبان عملاء استخبارات المنطقة والعالم، ويتقاضون لأجل ذلك أموالًا باهظة.

وعلى موائد عائلاتهم ألذ الأكلات واللحوم المشويّة.

هذه صورة وصفية عن يومية مجاهد طالب الذي لم يسلم من طعنات النّاس الجائرين والجاهلين!