حوار صحيفة ( الوقت ) التركية مع (قاري محمد يوسف احمدي) المتحدث باسم الامارة الاسلامية

  1. نري في القنوات الفضائية و الجرائد والصحف ان امريكا تريد الصلح مع طالبان بعد الإحتلال الوحشي في افغانستان. ما شروطكم الرئيسة في المفاوضات او الصلح؟ لماذا  امريكا تريد الصلح معكم بعد سنوات؟

لم تحضر الجيوش الأمريكية إلى أفغانستان لكى تنسحب منها ، بل أرادت تحقيق مصالح إقتصادية وأهداف إستراتيجية دائمة فى افغانستان والمنطقة . ولكن المقاومة الجهادية الباسل

  1. نري في القنوات الفضائية و الجرائد والصحف ان امريكا تريد الصلح مع طالبان بعد الإحتلال الوحشي في افغانستان. ما شروطكم الرئيسة في المفاوضات او الصلح؟ لماذا  امريكا تريد الصلح معكم بعد سنوات؟

لم تحضر الجيوش الأمريكية إلى أفغانستان لكى تنسحب منها ، بل أرادت تحقيق مصالح إقتصادية وأهداف إستراتيجية دائمة فى افغانستان والمنطقة . ولكن المقاومة الجهادية الباسلة للشعب الأفغانى بقيادة الامارة الاسلامية  أوقعت بهم خسائر فادحة فى الأرواح والأموال بحيث أصبح إستمرار إحتلالهم مستحيلا .

والذى يريده الشعب الأفغانى وقيادته من المحتل ليس الصلح بل الانسحاب . فليس هناك شئ إسمه صلح مع الإحتلال أو مع عملائة من الحكام الذين نفذوا سياساته ويدينون له بوجودهم وثرواتم ونفوذهم .

بإختصار وتأكيدا : نحن نسعى إلى التحرر من المستعمر وليس التصالح معه . وشعبنا يعرف جيدا الطريق إلى الحرية بالجهاد المسلح إلى أن يتحقق دحر المعتدين وإرغامهم على الرحيل . وليست تلك هى التجربة الوحيدة من نوعها فى تاريخ شعبنا .

ماهو رأيكم حول علاقة تركيا مع قوات النيتو؟ هل يشارك جيش التركي الي العمليات العسكرية مع قوات النيتو ضدكم؟ ما هو رأيكم  حول وجود جيش التركي في افغانستان؟

حلف الناتو هو تجمع عدوانى إستعمارى مسلح . ومنذ تأسيسه قبل أكثر من نصف قرن فى أعقاب الحرب العالمية الثانية لمواجهة الدولة السوفيتية لم يشارك الحلف فى أى عمل عسكرى سوى عدوانه على أفغانستان دعما للإحتلال الأمريكى . وذلك يوضح أن بلاد المسلمين هى المستهدف الأول لذلك التحالف العدوانى الذى يشكل خطرا على كل شعوب العالم . وقبول تركيا الإنضمام إلى ذلك الحلف كان تفريطا فى أمن وسيادة ذلك البلد الإسلامى العريق . وإذا كان حكام تركيا فى الماضى قد إتخذوا من تواجد الإتحاد السوفيتى على حدود بلادهم حجة تبرر إنضمامهم لذلك الحلف وهى حجة واهية على أى حال فما هى حجة بقائهم فى صفوف ذلك الحلف الآن؟ . والأدهى هو إرسال قواتهم إلى أفغاستنان ضمن قوات الحلف فى مهمة عدوانية تهدف إلى إخضاع الشعب المسلم فى أفغانستان وإسقاط نظامه الإسلامى ، بل والعمل على إقتلاع الإسلام نفسه من تلك البلاد .

قول المسئولين فى تركيا أن قوات بلادهم فى أفغانستان لا تشارك فى مهام قتالية هو قول مرفوض ، لأن الناتو ليس حلفا مخصصا لأعمال الإغاثة الإنسانية ، فهو حلف عسكرى يمتلك أشد الأسلحة فتكا بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا والأسلحة النووية ، وقد استخدم كل ذلك بالفعل ضد الشعب الأفغانى ، فماذا كانت مهمة القوات التركية عندئذ ؟ هل كانت مشغولة بدفن الشهداء الأفغان ؟ أم علاج الجرحى والمشوهين من السكان الأبرياء ؟ أم إعادة بناء القرى المهدمة كى تعيد قوات حلف الناتو تدميرها من جديد ؟ .

ثم يقولون أن القوات التركية متواجدة فى كابل فى مهام غير قتالية  ، أو أنها تدرب القوات الأفغانية العميلة للمحتل . فذلك إذا قتل بطريقة غير مباشرة، وبالتالى هو عمل عسكرى عدوانى .

ودور الجيش التركى فى أفغانستان لا يليق بالماضى العظيم للشعب التركى . ونرجو من ذلك الشعب الشقيق أن يضغط على حكومته كى تسحب قواتها فورا من أفغانستان . ونوجه نفس الرسالة لشعوب الدول العربية الى أرسلت قواتها إلى أفغانستان كى تطالب حكوماتها بسحب تلك القوات فورا لأن ذلك عمل لا يجوز فى العلاقة بين المسلمين . والدعوة موجهة أيضا لجميع الشعوب الإسلامية المحيطة بأفغانستان بأن تضغط على حكوماتها لوقف التسهيلات الممنوحة للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو المعتدية .

رأينا فى بعض مؤسسات الإعلامية أن حركة طالبان الإسلامية ستفتح مكتبا في أنقرة. فهل هذا صحيح أم لا؟ .

تطلق ماكينة الإعلام الأمريكية الكثير من الإشاعات والأكاذيب للتشويش على الشعب الأفغانى ومجاهديه . والكثير جدا مما أشيع عن المفاوضات والأماكن التى تسعى أمريكا إلى عقدها فيها ، كلها أخبار مختلقة . وإذا كان هناك جديد فإن البيانات الرسمية الصادرة عن الإمارة الإسلامية  تبادر بتوضيحه للشعب الأفغانى والعالم . ومن جهتها فإن الإمارة الإسلامية تتطلع إلى إقامة علاقات كاملة وقوية مع تركيا وجميع الدول الإسلامية ودول العالم ( ماعدا إسرائل بالطبع ) .ولا مانع لدى الإمارة  أن تقبل الدعوة لفتح مكاتب تمثلها فى أى دولة إسلامية تمتلك قرارا سياديا  مستقلا عن التأثير الأمريكى .

 

  1. اذا عدتم للحكم .. هل لديكم خططا اقتصادية واجتماعية وتنموية لرفع مستوى معيشة الافغان .. وكيف ستتعايشون مع العالم الخارجي ؟

ليس وصولها إلى الحكم هو الغاية من جهاد نظام الامارة الاسلامية . فهى تقود شعبا مجاهدا هو مضرب الأمثال بين شعوب العالم فى عشق الحرية والدفاع عن الإسلام ، فتلك هى فطرته ورسالته فى الحياة .

وبعد التحرير سوف تواصل الحركة الجهاد مع شعبها من أجل تطهير البلاد من آثار الإحتلال بكافة أشكالها الضارة فى شتى مناحى الحياة ، ثم بناء حياة جديدة يرتضيها الشعب تحت ظلال الشريعة الإسلامية التى توفر أفضل مناخ للتنمية الحقيقية فى ظلال العدل والحرية والمساواة بين البشر . ذلك هو توجهنا العقائدى والإستراتيجى الذى لا نحيد عنه . أما الخطط التفصيلية لذلك فتأتى بعد التحرير وحصر الإمكانات البشرية والمادية المتاحة فى المجتمع والدولة لتحقيق تلك الأهداف على مراحل زمنية متصلة .

ــ أما تعايشنا مع العالم الخارجى فسيظل قائما على مبادئ العدالة والمساواة والسلم المشترك للجميع وعدم التدخل فى شئون أحد ، وبالمثل عدم السماح لأيا كان بالتدخل فى شئوننا الداخلية . وسنبذل غاية الجهد فى التعاون البناء مع كافة الشعوب الإسلامية القريب منها والبعيد ، ومع شعوب العالم بوجه عام ، بما يحقق المنفعة المشتركة والعادلة لكل البشر بعيدا عن الحروب والعدوان .

 

  1. هل صحيح أن الحركة تعتمد على زراعة الأفيون لتمويل عملياتها بحسب ما يذكره المسئولون الأميركيون؟

الكذب هو المكون الأساسى للسياسة الأمريكية بوجه عام . ومن المعروف أن البنتاجون أنشأ إدارة خاصة للأكاذيب مازالت تعمل رغم الإعلان فى وقت ما عن حلها . وفشل أمريكا فى حربها على الشعب الأفغانى جعل إعتمادها على الأكاذيب يزداد ، فحربها النفسية على الشعب الأفغانى تقوم أساسا على إختراع الأكاذيب وترويج الإشاعات .

واحدة من تلك الأكاذيب الكبيرة هو أن حركة طالبان تعتمد على زراعة الأفيون لتمويل عملياتها . ومن الحقائق التى لم تتمكن حتى بيانات مكاتب تابعة للأمم المتحدة من إخفائها / رغم تبعية تلك المنظمة للمشيئة الأمريكية / هو أن حركة طالبان قد أوقفت تماما زراعة الأفيون عام 2001 ، فكان ناتج زراعة الأفيون يساوى صفرا فى المناطق التى تسيطر عليها ( 95% من مساحة أفغانستان). والكمية التى أنتجت فى ذلك العام وهى حوالى 500 طن كانت من إنتاج مناطق يسيطر عليها تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان والمتحالف مع الولايات المتحدة وعدة دول خارجية . وبعد إحتلال أمريكا وحلف الناتو لأفغانستان تضاعف إنتاج الفيون فى أفغانستان عشرة مرات حتى صار يناهز العشرة آلاف طن !! . وقد طورت الولايات المتحدة تكنولوجيا تصنيع كميات أكبر من مسحوق الهيرويين من كميات أقل الأفيون . وتلك عملية تدار بشكل سرى داخل القواعد الجوية الأمريكية ، التى تستخدم أسطول طائرات النقل العسكرية فى نقل الهيرويين إلى المخازن الرئيسية على أراضى الولايات المتحدة وتوزيع الهيرويين فى أرجاء العالم .      فلو كان هناك إنصاف أوعدالة فى هذا العالم لتم فتح القواعد العسكرية الأمريكية فى أفغانستان أمام فرق دولية للتفتيش عن المخدرات ، وتم تفتيش الطائرات المدنية والعسكرية والقواعد العسكرية الأمريكية حول العالم والبعثات الدبلوماسية للتأكد من نشاطها فى نقل وتوزيع المخدرات .

فالمخدرات كانت الدافع الرئيسى الذى يقف وراء الغزو الأمريكى لأفغانستان ، لأن الحظر الذى فرضته الإمارة الإسلامية على زراعة الأفيون قد أوقف تدفق مئات المليارات من الدولارات على البنوك الأمريكية فأمريكا كانت المستورد والمستفيد الأول من محصول الأفيون فى أفغانستان . فمنع زراعة الخشخاش فى أفغانستان تسبب فى خسارة لم تكن أمريكا لتحتملها أو تسمح بتكرارها مرة أخرى ، فتعجلت بشن الحرب قبل موسم بذار نبات الخشخاش (بين شهرى أكتوبر/ ديسمبر 2001) . وقد كان الغزو قد تقرر سلفا بسبب رفض الإمارة الإسلامية تمرير خطوط نقل الطاقة من دول آسيا الوسطى وفق شروط مجحفة بحقوق شعب أفغانستان . وكان العرض الأمريكى فى الحقيقة يمثل تقريبا رشوة للحاكمين فى الإمارة كى يغضوا الطرف عن مصالح الشعب ويقبلوا بمرور  شبه مجانى للنفط  والغاز المتدفق فى الأنابيب عبر أراضى أفغانستان لصالح الشركات الأمريكية .

إذا مبدأ الغزو كان قد تقرر بسبب تمديد خطوط الطاقة ، أما توقيت الغزو فقد تقرر وفق موسم بذار الأفيون.

ــ   وقد إختلقت أمريكا أسبابا أخرى حتى تعلق عليها دوافع العدوان على أفغانستان ، وتجعل لعملية الغزو أسبابا قانونية وأخلاقية .

 

  1. القوات الأميركية أكثر من مرة ذكرت إنكم تتلقون دعما من إيران فيما يتعلق بتقنية العبوات الناسفة على الأقل وأنكم تطورتم كثيرا عما قبل ؟

الشعب الأفغانى خاض جهادا طويلا وقاسيا ضد الإحتلال السوفيتى قدم فيه حوالى مليونى شهيد ، فأكتسب بالتجربة والدم خبرات قتالية هامة ، إستخدمها فى جهادة ضد الإحتلال الأمريكى . وفى تلك الحرب الجديدة إكتسب الشعب المزيد من الخبرات لأنه واجه تحديات لم يقابلها من قبل . وكل ذلك أمر طبيعى لأن شعبنا مجاهد وشجاع ويتمتع بقدر عال من الذكاء والقدرة على الإبداع ، وهو ليس جديدا فى ميدان الحروب والجهاد ، بل أنه صاحب مدرسة عريقة فى ذلك النوع من الحروب ممتدة منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان . وليس فى تاريخ  المنطقة والعالم من له تجربة مماثلة أو حتى قريبا منها ، لا من حيث طول المدة ولا من حيث عنف التجربة ولا من حيث عظمة النتائج التى ترتبت عليها وغيرت وجه المنطقة والعالم . إن  ما يقوله الأمريكيون هو محاولة لتعليق فشلهم على شماعة خارجية ، فمرة يقذفون بالإتهامات على باكستان ومرة أخرى على إيران ، ونحن نقول للأمريكى المعتدى : إنهم الأفغان أيها الغبى . فتأمل التاريخ وخذ العبرة ممن سبقوك على طريق التهلكة فى أفغانستان ، من بريطانيين وسوفييت ، ولتعلم أنها مقبرة للغزاة على مر التاريخ . فذلك الشعب لم يخضع قط ولم يسجد سوى لخالقة . أما الغزاة فمستقرهم ومستودعهم مزبلة التاريخ .

 

  1. ما هو رأيكم حول مجاهدى المهاجرين بعد الاحتلال؟ هل ترسلونهم الي ممالكهم او سيبقون معكم في افغانستان؟ .

أفغانستان بعد التحرير سوف ترحب بكل مسلم يقيم فوق أراضيها مراعيا قوانين الإمارة الإسلامية ومحافظا على مصالحها ومحترما عادات شعبها .

 

  1. كيف علاقتكم مع مجاهدو القاعدة و بقية المهاجرون؟

علاقتنا مع الجميع تحددها قوانين الشريعة وحقوق المسلم على أخيه المسلم .

 

  1. ما هو رأيكم خروج الرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردغان في مؤتمر دافوس ضد اسرائيل؟

كان خروج رئيس الوزراء التركى من مؤتمر دافوس عملا جيدا ، والأفضل من ذلك لو أنه أخرج قواته من أفغانستان .

 

  1. ما هي رسالتكم الي الشعب تركيا؟

إن شعب أفغانستان ، يكن كل إعزاز وتقدير للشعب التركى نظرا لتأثيره العميق على مسيرة الحضارة والتاريخ الإسلامى . ونتطلع إلى عودة ذلك الشعب إلى ممارسة دوره الريادى فى مسيرة الأمة الإسلامية .

ماذا تطلبون من حكومة و الجيش التركي؟

نطلب من الحكومة التركية سحب قواتها من أفغانستان فى أسرع وقت ممكن حفاظا على روح الأخوة بين المسلمين . ونطالب الجيش التركى بأن ينظر إلى شعب ومجاهدى أفغانستان كأخوة فى الدين مستعدين ليس فقط للدفاع عن أفغانستان بل والدفاع عن تركيا وأى بلد مسلم آخر ضد أعداء المسلمين .

و رسالتكم الاخيرة الي قراء صحيفتنا؟

نحن نقدر ونمتن كثيرا لإهتمام جريدتكم بأمور إخوانكم المسلمين فى أفغانستان . كما نرسل برسالة مودة وشوق لقراء جريدتكم ، متمنين أن يوفقهم الله في كل خير .

Read more http://www.shahamat-arabic.com/index.php?option=com_content&view=article&id=19663:2012-04-14-03-01-10&catid=5:interweivs&Itemid=8