تصريحات راين كراكر المغرضة

لقد زادت التصريحات الصحفية الأخيرة للسفير الأمريكي في كابل (راين كراكر) الشكوك نحو السياسة الأمريكية في أفغانستان والمنطقة. فقد سعى المذكور خلال حديثه مع وسائل الإعلام مرة أخرى كما في السابق  بإيجاد جو من الرعب والخوف وملائمة الرأي العام لأهدافهم الاستعمارية؛ فقد ذكر المذكور بأن القوات الأجنية لو تستعجل في الإنسحاب من أفغانستان فيمكن أن تتكرر حادثة مثل حادثة 11 ستمبر، وحسب قوله بأن هذه المرة لن تحدث في نيويارك و واشنطن بل ستكون في إحدى الدول الأروبية.

الجمعة، ۲۱ جمادى‌الأولى ۱٤۳۳

الجمعة, 13 أبريل 2012 18:06

لقد زادت التصريحات الصحفية الأخيرة للسفير الأمريكي في كابل (راين كراكر) الشكوك نحو السياسة الأمريكية في أفغانستان والمنطقة. فقد سعى المذكور خلال حديثه مع وسائل الإعلام مرة أخرى كما في السابق  بإيجاد جو من الرعب والخوف وملائمة الرأي العام لأهدافهم الاستعمارية؛ فقد ذكر المذكور بأن القوات الأجنية لو تستعجل في الإنسحاب من أفغانستان فيمكن أن تتكرر حادثة مثل حادثة 11 ستمبر، وحسب قوله بأن هذه المرة لن تحدث في نيويارك و واشنطن بل ستكون في إحدى الدول الأروبية.

وجدير بالتأمل بأنه كيف يعلم المذكور بدقة أن الحادث هذه المرة سيقع في إحدى الدول الأروبية بدل أمريكا؟ ويجدر بالتأمل أيضا أن كراكر يصرح بهذه التصريحات بعد خروج مأتين جندي من الجنود الفرنسيين من أفغانستان؛ لكن كراكر أسقط عن باله ما صرح به وزير الدفاع الأمريكي الحالي الذي كان رئيس لـ ( سي آي إي) جهارا لوسائل الإعلام أنه لا يوجد في أفغانستان سوى 50 شخصاً من تنظيم القاعدة وبالكاد لن يتجاوز عددهم على المائة.

وبعد استشهاد الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله صرح المسئولون الأمريكيون مرارا بأن القاعدة الآن في المجموع لا تشكل خطرا على أمريكا، كما أن معظم عناصرها مستقرين في الدول الأفريقية. والمحير أن المسئولين الأمريكيين يقولون من جهة بأن عناصر القاعدة قليلون جدا في أفغانستان ومعظمهم تواروا في الدول الأخرى، ومن جهة أخرى يدعي السفير الأمريكي بأن القاعدة يمكن أن تشن هجوما كبيرا على إحدى الدول الأوروبية من أفغانستان، في حين أن إمارة أفغانستان الإسلامية أكدت من خلال بياناتها المتتالية و من خلال رسائل سماحة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد حفظه الله  بمناسبة الأعياد بأن الإمارة الإسلامية ليست لها إرادة ولا سياسة إلحاق خسائر بأحد، ولا تسمح لأحد أن يستخدم صعيد أفغانستان ضد أحد.

وبعد هذه التصريحات والبيانات كلها، يتبين أن كراكر يريد إيجاد جو الفزع والخوف بشكل اصطناعي أو بعبارة أخرى يريد أن يعكر الماء وليصطاد فيه إن صح التعبير، كما يتضح أيضاً بأن أمريكا بالمكر والخداع تسعى أن تبقى الدول المتحالفة معها المنهارة عزائمها متورطة في حرب أفغانستان.

والسؤال الذي يطرح نفسه ألا يمكن لمن يريد إشاعة الخوف والفزع عمدا أن يقوم لإثبات ادعائه خلق وقائع وأحداث إرهابية كي تكون معركة الاستعمار في العالم التي ترأسها أمريكا متواصلة كما هي؟

لذا فعلى العالم ألا يحمل كل شي على المسلمين بأعين مغمضة بل قبل هذه الالزامات عليه أن يتثبت بألا تكون للحلقات الاستخبارات الأمريكية يد وراء مثل هذه الوقائع؟

الحقيقة أنه مادام جو الخوف والفزع الذي أوجدته أمريكا مسيطر على العالم فستكون الحرب الاستعمارية باسم الحرب على الإرهاب مستمرة، وتسلب حق الحرية والاستقلال من الشعوب المستقلة ستكون سلامة أراضيها ومعادنها الطبيعية تحت التهديد ويكون مصيرها السياسي رهينة في قبضة واشنطن.

والآن يعلم كل أفغاني صاحب ضمير حي، بأن تلك الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها القوات المحتلة وزعماء الاحتلال الذين يدعون في الظاهر زعامة الحرب ضد الإرهاب في مدننا وقرانا ستظل دائما وسمة عار في سجل تاريخ البشرية.

كما أن المحتلين يلوحون أمام الشعب والتقدم والتطور والرخاء في أفغانستان؛ لكن ليحددوا على سبيل المثال أي مشروع تطويري أساسي قاموا به خلال السنوات العشر الماضية بل على العكس أسسوا سجونا وقواعد عسكرية كثيرة وأشعلوا نيران التعصبات القومية وأشاعوا الإباحية الثقافة الفاسدة فهذا لا يعد تطورا ولا بنية اقتصادية.

لذلك فإننا نقول لراين كراكر وأمثاله من المسئولين الأمريكيين بأن اتركوا بعد الآن سياسة المكر والكيد، فمن أجل هذه الأهداف الاستعمارية الدنيئة والمنفورة أثقلتم كواهل شعبكم وأغرقتموهم في الديون والقروض لطختم شعوبا مظلومة أخرى بدمائها.

إن الأفغان لم يلحقوا ضررا بأحد ولا يلحقونه الآن، وليس ذلك من سياسة الإمارة الإسلامية بل إن العالم بتصريحاتك وتصريحات أمثالك من المسئولين الأمريكيين يحترق في لهيب المعركة وتحولت الحضارة الإنسانية إلى الوحشة والفزع وعدم الاطمئنان!!

Read more http://www.shahamat-arabic.com/index.php?option=com_content&view=article&id=19633:2012-04-13-13-36-33&catid=3:weekly-comments&Itemid=5