ذروة سنام المجلاّت

بقلم: سيف الله الهروي

إنّها مجلّة الإمارة الإسلامية، أوّل مجلّة لأول إمارة إسلامية تأسست في أفغانستان بعد عقود من الملك العضوض والجبري. إنّها مجلة الصمود، تلك مجلة التي ما صدر، ولا يصدر، ولن يصدر منها إلا الحق والحقيقة بإذن الله تعالى، وهي لسان الفرسان المرابطين، وصوت الأسود المجاهدین، وصرخة الأباة الضياغم في أرض الغزاة والفاتحين!
إنّها مجلة ليست كغيرها من المجلاّت، فهي  تدافع عن ذروة سنام الإسلام، تدافع عن فريضة كتبت لتمضي إلى يوم القيامة، وهي بذلك ذروة سنام المجلّات والجرائد كلّها.
مجلّة صمدت أكثرمن عقد رغم التقلبات والفتن والملابسات والتطورات والنوازل، وثبتت أحد عشر سنة تحمل في طيّاتها لأحرار العالم حقائق وآلاماً وهموماً وأحزاناً وأوجاعاً من ناحية، وبشريات ومبشّرات وانتصارات ونجاحات وتقدّمات من ناحية أخرى.
مجلّة الصمود صمدت خلال هذه الفترة لتذكّرنا بحقائق عن أول معاقل الجهاد العالمي في العصر الحديث، تلك الحقائق التي يُعتّمها الإعلام المنافق، تلك الحقائق التي يسكت عنها الكثيرون في عالمنا المعاصر، تلك الحقائق التي لا يعجب الكثيرين بيانها ولا إعلامها.
إنّ مجلة الصمود صمدت صمود جبال أفغانستان الراسيات الثابتات، لتبيّن لنا قصص وحكايات البطولة والشجاعة والنخوة عن عرائن أسودها، ولتبين لنا أنّ الشعب المسلم مهما كان ضعيفاً، قليل العدد والعدة، سيخرج منتصراً لا محالة على عدوّه الكافر بقوّة إيمانه وعقيدته وتجنّبه المعاصي والذنوب.
ظلّت مجلة الصمود ترفع صوتها عالياً لتلقي في أسماع المجاهدين في أنحاء العالم دروس الاعتدال والوسطية، واجتناب الغلو والتطرف والتصرفات التي لا تقرّها الشريعة الإسلامية. ظلّت مجلة صمود باقية لتحكي لنا الكثيرعن محنة الشعب الأفغاني الأبيّ المؤمن الصامد الذي ما نقم منه المجتمع الدولي إلا أنه آمن بالله تعالى والتزم بالدين ومابدل تبديلاً. لقد صمدت هذا العقد من الزمن لتقول لنا أنّ الكفر ملة واحدة، وأنّ الکفر ذو عقيدة واحدة، وسياسة مشتركة، إذا كان الأمر يتعلّق بالإسلام والمسلمين، وأنّ الأمريكان لم يدعموا المجاهدين في قتالهم ضد الروس كما يتوهّم البعض، بل كانوا شوكة في خاصرة المجاهدين والجهاد إلى يومنا هذا، ولا يقلّون عداوة وكرهاً لنا عن غيرهم من الكفار.
لقد صمدت لتحکي لنا أنّ أسود الإمارة الإسلامية أحيوا فريضة کادت تنسی عبر الزمن، وأنهم لما مُكّنوا في الأرض أقاموا الصلاة وآتو الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وأقاموا الحدود الشرعية، ولم يخافوا في الله لومة لائم. مجلة الصمود بالنسبة لقارئها المؤمن المتدين مجلّة في الظاهر لكنها في باطنها حكاية لماضي الجهاد، وصرخة الحال، وهتاف المستقبل. وستبقى بإذن الله تروي للعالم بأنّ من يتربّون على المبادئ الإسلامية،

ويتخذون الإسلام منهاجاً هم وحدهم من يستطيعون ردّ كيد الأعداء والصائلين والمعتدين. و ستبقى تهتف في مشارق الأرض ومغاربها بأن أمريكا لا تحارب الإسلام بنفسها، وإنما تحاربه عن طريق عملاء خونة باعوا أنفسهم لها. وستبقى تنادي بأعلى صوتها أنّ  الدبّ الروسي والنسر الأمريكي وأذنابهم  كلهم لا يقوون على المجاهدين إن اعتصموا بحبل الله جميعاً، وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا.
وستظل تحكي للعالم بأن الولايات المتحدة التي احتلت أفغانستان ظلماً وجوراً سوف تتفكك كما تفكك الإتحاد السوفيتي، وأن المبادئ التي ترسّخت في أذهان المجاهدين وآمنوا بها يقيناً لا يمكن أن يقضي عليها المحتلّ أو تغيّرها جعجعاته وبعبعاته في الإعلام.
وستبقى تصرخ في آذان الشعوب المسلمة المغلوبة على أمرها بأنّ ما أخذ بالقوة، لا يستردّ الّا بالقوة! وأنّ خصوم الأمة لا يردهم سوى القوة! وأن الخضوع لهم لا يزيدهم إلا عنجهية وغرورا!
وستبقى تقول للعالم، أنّ فرسان الميادين لم يعودوا ينخدعوا بمؤتمرات “جنيف” وغيرها، فهي  مدفن طموحات الشعوب، أما المعارك فهي التي تعيد الحق إلى نصابه. وستصمد “الصمود” بإذن الله تعالى لتبلّغ الرسالة إلى أجيال قادمة وقادمة بإذن الله تعالى.