رايتنا الجميلة

سعدالله البلوشي

 

رايتنا الجميلة المنقوشٌ في وسطها شعار ديننا وهويتنا ووجودنا ألا وهو (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، هل تدرين كم أنتِ جميلة عندما نراكِ مرفرفةً فوق السطوح والأبنية والمكاتب وعلى أكتاف الجنود والعلماء والمحدّثين والفقهاء؟!

مرفرفة أنتِ يا رايتنا على سيّارات المجاهدين التي تعبر الشوارع من هنا إلى هناك، بلا منع مانع أو عدوّ.

يا سبحان الله! رايتنا الجميلة! أو تظنّين أنّكِ نصّبتِ هنا وهناك بلا كدٍّ أو تعبٍ، بلا تضحيةٍ وإراقة دم؟!

رايتنا الجميلة عودي شيئًا للوراء، عندما فتحنا مكتب قطر عام ٢٠١٣، ورفعنا راية  التوحيد، راية محمد صلى الله عليه وسلم، راية الحق، راية الخير، فأزالوا رايتنا ومكروا مكرًا خائبًا، واليوم لمّا أرى رايتنا مرفوعة في طول البلاد وعرضها لا أملك شيئًا إلا أن أخرّ ساجدًا أمام القادر الجبّار القوي الذي بيده كل شيء.

اجتمع المتصلفون والجبابرة، وتحالف الصليبُ بقضّه وقضيضه لإزالة هذه الراية البيضاء الجميلة من على ثرى الوطن، ونجحوا بظاهر أمرهم، وأسقطوا الحكومة الإسلامية التي أعلنت تحكيم الشريعة، وقامت بتنفيذ ما أمر الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله من الأوامر الحكيمة والشرائع الرشيدة.

آهٍ يا رايتنا الجميلة! كم فقدنا من رفاق الدرب بين القتلى والجرحى والمعوّقين حتى رفعناك مرّة أخرى على ربوع الوطن، وفي كل صقعٍ من أصقاع بلادنا الحبيبة.

آهٍ رايتنا الجميلة! فقدنا مجدّد الجهاد، محطّم الأصنام، الحاكم الزاهد، أميرنا وأمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله وهو في زاوية من زوايا الوطن، يعيش عيشًا غريبًا في كوخٍ بسيط وبأقلّ الإمكانيات.

آهٍ رايتنا الجميلة! حدثيني عن أمير المؤمنين الشهيد الملا أخترمنصور، ماذا فعلتْ طائرات الصليب بجسمه المبارك، ألم يتنبأ الشهيدُ بمقتله وجسده المشويّ في حياته، فماذا تريدين بعد ذلك؟!

آهٍ رايتنا الجميلة! كم فقدنا من المهاجرين والأنصار كم وكم…..؟!

رايتنا الجميلة! لقد كنتُ أخاف أن أموت قبل أن أرى هزيمة الصليبيين في أفغانستان، وقبل أن أرى ذلك اليوم الذي ترفرف راية الإمارة الإسلامية على ثرى الوطن، فالحمدلله لقد رأيته. رأيت هذا اليوم السعيد، هذا العيد المجيد فمرحبًا بالشهادة بعد الآن حيث ينتظرها سعد ورفاقه بفارغ الصبر.

رايتنا الجميلة! أتمنى والله هو الموفق أنْ أخدم هذا الدين بإخلاص بعدما أراكِ خفاقة في سماء وطني الحبيب مرفوعة، حتى آخر نفس من حياتي بفكري وقلمي ولساني وقلبي وكل قطرة من دمي، حتى ألقى الله وهو عني راضٍ فيغفر لي ذنوبي ويدخلني مع الأبرار.