زراعة الأفيون في أفغانستان في انحسار

محمد أمين النيمروزي

 

لا أدري هل يجْهل أم يتجاهل البعض بأنّ رجال الإمارة الإسلامية هم رجال القول والعمل، فإذا قالوا شيئًا فعلوه حتمًا، وإن وعدوا بشيء فسيوفون به، وهذا ثابت مرارًا وتكرارًا؛ إلا أنّ أولئك الذين فيهم شيءٌ من العناد ينكرون هذا الأمر.

فقبل أنْ يحتلّ الصليبيون أرض أفغانستان الحبيبة، وفي سلطة الإمارة الإسلامية الأولى، جاء قرارٌ حاسمٌ من قبل أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله بمنع زراعة الخشخاش، فامتنع النّاس عن زراعة الأفيون، واستجابوا لأمر أميرهم. والآن في بادرة طيبة أخرى، أمر شيخ الحديث، أمير المؤمنين، الشيخ هبة الله آخوندزاده بمنع زراعة هذه المادّة الخبيثة التي تفتك بالشباب، وتقتلهم شرّ قتلة. فهل امتنع النّاس عن زراعتها؟ وهل استجابوا لأمر أميرهم؟ تعالوا نقرأ تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة؛ حيث يقول التقرير أن زراعة خشخاش الأفيون في أفغانستان انخفضت بنسبة 95٪ بعد الحظر الذي فرضته سلطات الإمارة على المخدرات. ويضيف التقرير: أنّ إنتاج وتوريد الأفيون انخفض من 6200 طن في عام 2022 إلى 333 طنًا فقط في عام 2023.

ووفقًا للتقرير: انخفضت المساحة المزروعة بخشخاش الأفيون من 233,000 هكتارًا قبل الحظر، إلى 10,800 هكتار في عام 2023.

كما أضافت المنظمة أنّ دخل المزارعين من بيع محصول الأفيون للتجار انخفض من 1.36 مليار دولار إلى 110 ملايين دولار في عام 2023، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 92٪.

وتراجع إنتاج الخشخاش بشكل حاد في جميع أنحاء أفغانستان، وتم القضاء عليه في 24 ولاية من أصل 44، وفقًا لصور التقطتها الأقمار الصناعية واطلعت عليها الوكالة الأممية.

وأدى حظر زراعة الخشخاش إلى زيادة إنتاج القمح الذي له دورة حصاد مماثلة. لكن كمية الحبوب لا تزال غير كافية للتخفيف من حدة انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان.

وإنْ بادر المواطنون بأشكال الإنتاج الأخرى، مثل: زراعة القطن والقمح، إلا أنّها تتطلب مزيدًا من المياه، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد ثلاث سنوات متتالية من الجفاف.