شعبية الإمارة وخيانة العملاء

12190008 172751376403630 8888555804829504098 n

بقلم: أبو خالد

ما نشاهده الیوم من المأساة الجاریة في أفغانستان سببه العملاء، بدءأ من الذين یعملون لصالح الاحتلال ومروراً بالبرلمان وانتهاءً برئاسة الجمهوریة. فكل أولئك سبب في تفاقم أزمات ومشكلات الشعب الأفغاني.

كما أن الديموقراطیة التي استهدفت أفغانستان كانت منفذاً للأزمات الكارثیة على الشعب الأفغاني، وكل من له أدنی علم بالأوضاع الأفغانية یعلم أن الديموقراطیة اتُخذت دستوراً للحیاة وللتكسّب لاسیما لهؤلاء الساسة الأفغان العملاء.

ولا یمكن لنا أن نحصي كل المشكلات التي كان العملاء سبباً فيها، فضلاً عن الاحتلال، إلا أن أبرزها هي الانتخابات التي شرعت في أفغانستان لتحقيق رئاسة (عبدالله عبدالله وأشرف غني)، وما شاهدناه من كیفیة إجرائها، وإشراف الاحتلال علی إجرائها، حیث انتهت بالتزویر والإرتشاء وانتخاب جمیع المشاركین في الانتخابات لرئاسة الجمهوریة، بينما كانت الأسماء معدة مسبقاً لتنصيب “عبدالله عبدالله وأشرف غني” على كرسي الرئاسة.

أعلن غني، بعد توليه رئاسة البلاد، بأن دوستم سيكون معاوناً ومساعداً له في الحكم. فما كان من هذا الأخير إلا أن قصد منطقة شمال أفغانستان فقتل الكثیر من الشعب الأفغاني، وأعلن لجنوده بأن ثروات الشعب وأموالهم حلال لكم، وأنه لا يطلبها بل يطلب رؤوسهم. والرجل أصبح من رموز الديمقراطیة التي أهداها الاحتلال إلی الشعب الأفغاني بعد بدء حربه العقیم.

أما سیاف وأمثاله في البرلمان فباتوا مشتغلين بإحداث مشروع أو مخطّط ینتهي باضطهاد الشعب وتسمین العملاء. وبات الذین يرون في أنفسهم أنهم ساسة أفغانستان؛ سبباً لمشاكل البلاد، فهم القتلة الذین أیدوا الاحتلال في مجازره وسلب حریة هذا الشعب.

وبمرور كل یوم تطغی تلك الفئة الخبیثة وتسیر إلی انهماكها في السلب والنهب والتشرید، فمثلاً، قبل أیام، تردّدت الأخبار عن أن رئیس مكافحة المخدرات والمواد المنشطة استطاع تهریب أطنان من المخدرات إلی البلاد المجاورة. كما تردّدت أخبار عن أن أحد الذين استطاعوا نهب المیلیارات الأفغانیة من “بنك كابول” تمكّن من العودة إلی أفغانستان مجدداً لیكون من المشرفین علی كیفیة إجراء مشاریع اقتصادیة في أفغانستان، دون اعتراض من الإعلام أو التصدي له.

إننا نواجه عملاء بارعین في إحداث المآسي للشعب الأفغاني، والسعي في تسمین بعضهم بعضاً، ومقتاتين على وجود الاحتلال.

سُئل عجوز أفغاني ذات مرة: هل أنت أوزبكي؟ أم بشتوني؟ أم طاجيكي؟ أم بلوشي؟

فأجاب: أنا جائع!

إن عبدالله عبدالله وأشرف غني لا یریدان أن ینزلا من منبر رئاسة الجمهوریة، فكل منهما یرید أن یدرج أقاربه في الحكم، ولا يرضى أصحابهما بأقل من الوزارة والمناصب العلیا. ولم نر حتی الیوم منهما أدنی مشاركة أو عملیة عادت بالنفع على الشعب الأفغاني، فقد أصبحت أفغانستان بید أقارب عبدالله عبدالله وأشرف غني ومؤیدي الاحتلال.

ولولا جهاد أفغانستان وجهاد أشبال الإمارة الإسلامیة لنُهشت أفغانستان بأنياب الاحتلال وعملائه.

لقد دخلت أفغانستان والشعب الأفغاني في حرب ضد الطغاة ليعيدوا الحریة إلی بلادهم، بينما يعكف العملاء والخونة علی إرضاء الاحتلال الذي دمّر أفغانستان بأكملها ولم یعبأوا بمطالب الشعب؟

ونشیر فيما يلي إلی بعض المواضع التي تدل على أن العملاء والساسة الأفغان تحوّلوا إلی أسباب رئیسیة لمأساة الشعب:

1 – إن سیاسة وتخطیط العملاء لم يؤديان إلی حل مشكلات الشعب الأفغاني التي أحدثها الاحتلال، بل لقد أدى إلی توسیع دائرة المشكلات والنزاع والاضطهاد؛ لأن تلك السياسات والخطط موافقة للرویة والعقیدة التي يتبناها عبدالله عبدالله وأشرف غني، ولذا كانت سیاسة عقیمة فشلت حتی الآن في إنهاء الأزمات الأساسیة التي يعانيها الشعب الأفغاني. ساعد على ذلك أيضاً عدم الاهتمام وعدم الشعور بالمسؤولیة لدى البرلمان ولدى أصحاب المناصب، على سبيل المثال: عندما قامت منظمة باسم (آسا) بالكشف عن بعض المشكلات التي كان سببها الرئیسي سیاسة العملاء؛ لم یهتم أي عمیل بما نُشر.

2 – يصب العملاء غضبهم وحقدهم على الشعب الأفغاني ويقومون بتخریب القری وقتل الأبریاء وقصف المدن والاعتقال الجماعي بشتی التأویلات فقط بسبب تضاعف شعبیة الإمارة الإسلامیة ومنهجها بين أبناء الشعب الأفغاني.

وبحسب بعض الوسائل الإعلامیة الأفغانیة فإن شعبیة الإمارة الإسلامیة تضاعفت في 2015م أكثر بنحو 30% عن عام 2014م مما یبعث القلق في نفوس العملاء والاحتلال. كثيراً ما تفشل الحكومة الأفغانیة في مواجهة الإمارة الإسلامیة على ساحة المعارك؛ فيتضاعف عدد قتلی العدو یومیاً، مما يزيد الشعب الأفغاني يقيناً بأن الإمارة الإسلامیة هي القوة الوحیدة القادرة على ردع الاحتلال، وقهر المیلیشیات، وجلب الأمن والسلام إلی البلاد، والمناطق التي تحررت من العملاء تشهد الأمن والهدوء لولا القصف الأمريكي والمیليشي.

3 – إن الشرطة الأفغانیة أصبحت لعبة بید الاحتلال، والأوامر التي تنفذها الشرطة كلها تصب في صالح الدول الأجنبیة وعلى رأسها أمريكا، وكل ضابط أو قائد في الشرطة الأفغانیة صار أیقونة للرشاوي وممارسة القتل والتشرید، وبات الشعب الأفغاني لا یكره شیئاُ أكثر من الشرطة الأفغانیة التي تمسك السلاح فقط لتقتل من یعترض علی المحتلين أو من حمل السلاح ضد الاحتلال أو من قاوم ضد الفساد والنهب. وقد أعلن أكبر ضباط الشرطة الأفغانیة بأن حیاة الشرطة الأفغانیة إنما تستمد بقاءها من الدول الأجنبیة.

إن الشرطة الأفغانیة هي من أكبر المجموعات التي تعمل ضد المصالح الأفغانیة، وإن سجونها وإداراتها مملوءة بالظالمین الذین یظلمون الشعب دوماً.

لقد تفشی الفساد بأعلی مستویاته في السنوات الأخیرة، حیث أدى إلی نقص شدید في الأساسیات الضروریة خلال فصل الشتاء القارص في البلاد، لا سيما نقص إمكانیات التدفئة الضرورية.

بعد یوم من عملیات المجاهدین باسم عملیات العزم في بعض نواحي ولایة فاریاب، فرت المیلیشیات من (بشتونك) وانضم نحو عشر من الضباط مثل سعیدالله والعقید ملاعبدالرحیم مع مجموعة تتكون من 150 من الشرطة إلى صفوف المجاهدین، واستهدف المجاهدون في ولایة نیمروز ثكنة للعدوّ في منطقة (راكن) في ساعات الصباح وتم قتل خمسة من المیلیشیات واغتنام كمیات كبیرة من الذخائر في دلالة واضحة علی أن قوة المجاهدین اتسعت لتشمل سائر أرجاء أفغانستان.

وفي العاشر من نوفمبر، في ساعات الصباح تزلزلت أركان العدو جراء عدة عملیات للمجاهدین، حیث شن المجاهدون عملیة نوعیة في منطقة سوج وغول من ولایة بدخشان واشتدت المعارك إلى أن تم اقتحام ثكنات العدوّ وهلاك عدد من جنوده وفرار المیلیشیات، وكانت العملیة نوعیة حیث لم یتأهب لها العدوّ ولم یأخذ لها حسبانه وكانت عملیة كبیرة شنها المجاهدون بعد عملیة قندوز قبل أشهر.

ومع تواصل العملیات في شمال أفغانستان؛ یبارك الله للمجاهدین في سائر نواحي أفغانستان بفتوحات وبشائر في كل من هلمند وغور وتخار وغیرها حیث تكبد العدو، في ثلاثة عملیات فقط، نحو 59 قتيلاً من صفوفه، وأكثر من مائة جریح من المیلیشیات. وكانت الإمارة الإسلامیة قد أعلنت أن المجاهدین تمكنوا من إلحاق خسائر فادحة في صفوف العملاء، واستبشرت الإمارة الإسلامیة بانضمام أكثر من 100 جندي من الأمن والشرطة إلی صفوف المجاهدین، ودعت العملاء والخونة إلى التوبة من أعمال العنف والتخویف والتشرید وامتصاص ثروات أفغانستان.

إن مثل هذه العملیات البطولية زرعت الرعب في قلب عبدالله عبدالله وأشرف غني وأدت إلی تعلیق كم كبیر من المخططات المشؤومة للمیلیشات في البلاد، ولم يتسنى للمذكورين حتی الآن تنفیذ مؤامراتهما في أفغاستان بسب كثرة العملیات التي يشنها المجاهدون.

لقد لقّنت فتوحات المجاهدین العدوّ درساً بأن إرادة الإمارة الإسلامیة لا تزال في قوتها، وأنها لا تعرف الملل أو الكلل.

وها نحن نشاهد یومیاً عملیات كبیرة يشنها المجاهدون في كل أرجاء أفغانستان، ممّا يدل علی أن ضربات الاحتلال وخیانة العملاء لم تفلح في كسر صفوف المجاهدین بفضل الله تعالی، حیث تمكنت الإمارة الإسلامیة أن تخرق كل معادلات العدوّ طیلة سنوات الحرب وتنسق عدة عملیات كبیرة متزامنة في شمال أفغانستان وشرقها وغربها.

والمؤشرات تدل على أن حكم العملاء بدأ ینهار، والفتوحات تبشر بصبح قریب، والاحتلال لم یجد ملجأ إلا الفرار والخزي، وبفراره من أفغانستان ستتخلص أرضنا من الویلات والنهب والسرقات. وما ذلك علی الله بعزیز.