عملية المفاوضات لا تعرقلها الذرائع الزائفة!

كلمة اليوم:

لقد لجأ المسؤولون القساة الظلمة في إدارة كابول، إلى اختلاق أعذار وتنفيذ حوادث مزورة وحجج واهية مصطنعة من أجل إيجاد مزيد من العتبات في مسير مفاوضات السلام وعملية الحوار الجارية بين الأفغان.

وفي سلسلة هذه الأعذار الواهية والأحداث المدبَّرة لعرقلة عملية التفاوض، أقدمت السلطات العميلة في نظام كابول مرة أخرى عن طريق مسلحي عصابة داعش بشن هجوم دموي على مركز علمي باسم “كوثر” في منطقة “داشت برتشي” في العاصمة كابول، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين. وقبل ذلك بيومين استهدفت المليشيات المتوحشة التابعة لإدارة كابول مسجداً جامعا في مديرية بهارك بمحافظة تخار، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا من حفظة كتاب الله ودارسيه.

وقد أدانت الإمارة الإسلامية الهجوم على مركز الكوثر التربوي في كابول بكلمات واضحة وعبارات صريحة ونفت أي صلة به.

لكن الناطقين الوقحين باسم إدارة كابول تحدثوا مع وسائل الإعلام حول كلا الحادثتين بتفصيل وإسهاب، وحاولوا إقحام الإمارة الإسلامية في الهجوم على “مركز كوثر التربوي”، وكذلك أغمضوا أعينهم على حادثة مسجد تخار الدموية، ومقتل عشرات البراعم من حفظة القرآن الأبرياء، فاعتبروا المسجد قاعدة عسكرية، واعتبروا تلاميذ القرآن وحفظته مجاهدين مسلحين.

وقال المتحدثون باسم إدارة كابول الكذّابون لوسائل الإعلام: إن طالبان لا تحترم الاتفاقية مع الولايات المتحدة وصَعَّدَت هجماتها.

لكن الحقيقة هي أن العالم والشعب الأفغاني يفهمون ذلك ويدركون أن إدارة كابول واقفة على شفا الانهيار وحافة الزوال المحتوم، وأنها مهما نفذت خطط التزوير والاحتيال والخداع فلا أحد يصدقها.

تلتزم الإمارة الإسلامية بكل ما تقوله، وتدافع عنه بحزم شديد، فعلى سبيل المثال: قبل أيام قليلة في ولاية تخار، تمت محاسبة أكثر من 100 جندي من القوات الخاصة “الكوماندوز” على أفعالهم، الذين كان قد تم تدريبهم وتجنيدهم لقتل وتعذيب ومضايقة الأفغان، وكانوا قد خرجوا لتنفيذ عمليات ضد الفئات المظلومة من المدنيين العُزّل، وتحمَّلت الإمارة الإسلامية مسؤولية تلك العملية، ودافعت عن القضاء عليهم ببسالة وشجاعة، مؤكدة أنها ما دامت لم يكن لها أي دور في حادثة “معهد الكوثر التربوي” في كابول، فأعلنت بصراحة أنها لا صلة لها بها.

ليعلم أعداء الدين والوطن هؤلاء، بأنهم بعد الآن واقفون على حافة المحو والانقراض، وأن جميع ما لديهم من شِباك الحيل والخداع قد انقرضت وولّى زمانها، وتبرأ بالفعل أسيادهم من دعمهم وتمويلهم، فلا ملجأ ولا منجى لهم في أوساط الشعب الأفغاني المظلوم،

وإذا كانوا يعتقدون أنهم بعد هذا سيجذبون مرة أخرى تعاطف أمريكا والغرب والدول الأخرى عن طريق هذه التمثيليات والحيل والجرائم المزيفة التي يرتكبونها بواسطة مسلحي عصابة داعش، أو أنهم سيحصلون على بعض الدعم من الأفغان، فإن ذلك مجرد حلم وأمنية مُستحيلة المنال، ولن يستفيدوا منها شيئا.

لذا من الأفضل لهم أن يكفوا من الآن فصاعدا عن معاداة الشعب الأفغاني، وأن يتوقفوا عن ارتكاب المجازر بحقه، وأن يتعظوا من مصير أسيادهم ويعتبروا بحالهم.