كلمة عن بطل الإسلام

أستاذ الحديث والتفسير الشيخ حبيب الله سمنجاني

 

كان عهد محمد داود خان عهد ازدهار الشيوعيين وقمّة نشاطاتهم، وكنتُ أدرس آنذاك في جامعة دار العلوم حقانية وأدرس دورة الحديث (السنة الثانية من الشهادة العالمية)، وكان الشيخ حقاني سبقني بـ 3 سنوات حيث تخرّج قبلي من هذه الجامعة العريقة، وبدأ كفاحه منذ ذلك الزمان أمام فتنة الشيوعيين.

والتحق حقاني في عهد الجهاد ضدّ الروس بتنظيم الفقيد الشيخ يونس خالص، وكان من سمات حقاني البارزة أنه كان يمقت العصبية ولا يتعصّب لتنظيم أو جماعة دون أخرى، وكنّا أنا وإخواني آنذاك في جماعة حركت إنقلاب إسلامي بقيادة المولوي محمد نبي محمدي، وفي بداية سنوات الجهاد ضدّ الروس ذهب أخي لدى الشيخ حقاني رحمه الله وما كان يعرف أخي سابقًا إلا أنه كان يعرف بأنّه في جماعة محمدي ومع ذلك ساعده وأعطاه دوشكا رشاش سوفييتي ثقيل مضاد للطائرات، وكان هذا الرشاش أول رشاش ثقيل امتلكه مجاهدو ولاية سمنجان ضدّ السوفييت والشوعيين.

واشتغل حقاني وأسرته طيلة 4 عقود متتالية بالجهاد والكفاح، وكانوا سبّاقين في كل عهد وزمان، ولم يعاملوا الشرقيين ولا الغربيين في جهادهم النقي الصافي، وقد تكبّد كفار الشرق والغرب منه خسائر فادحة، وفي السابق تكبّدت الروس منه أفدح الخسائر، والآن أمريكا وحلفاؤها تتلقى منه أبشع الخسائر.

وكانت خدمات حقاني في عهد الإمارة الإسلامية نابعة بالإخلاص الكامل لا يشوبها أي كدر، وإنّ جهوده وتضحياته تجاه إخوانه المجاهدين ولا سيما العرب المهاجرين بعد هجوم الصليبيين وانسحاب الإمارة الإسلامية جدير بالتقدير والعرفان، وفي زمن عصيب وأحلك الظروف كان يحافظ ويربي أبناء المجاهدين بكامل الجرأة، ثم ضحّى بالنفس والنفيس والمال والأولاد وقدّم فلذات كبده في سبيل الله.

لا شك بأنّ أبناء هذه الأسرة الذين هم على قيد الحياة غزاة، والذين رحلوا شهداء في سبيل الله، نسأل الله أن يعلي ويرفع شأن حقاني في الآخرة كما رفع رأسه في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.