كيف تمكنت طالبان من احتلال الإرادة الأمريكية (2)

للكاتب: أسامة الحلبي

 

إضعاف الطالبان الإمكانيات والاحتمالات

تكلمت في الحلقة الماضية عن الوسائل والكيفيات التي تمكنت بها إمارة أفغانستان الإسلامية من احتلال الإرادة القتالية الأمريكية وتدمير عزيمتها العسكرية وإرضاخها بصغار لطاولة التفاوض والحوار، وذكرت كيف أن من تفاوضهم أمريكا اليوم هم من كانوا قبل أعوام أسرى في سجن جوانتانامو سيء الذكر، وأضيف في هذه الحلقة ما نشره الموقع الإلكتروني لمنظمة “Judicial Watch” الأمريكية نقلا عن وكالة الأنباء الإسبانية الدولية أن فريق التفاوض هذا كان قد وصفه أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بأنهم (فريق الأحلام لطالبان) لما لهم من مراكز ومناصب قديمة وسابقة ذات أهمية كبيرة في حكومة طالبان التي تم إسقاطها عام 2001م.
واعتبر هذا العضو في مجلس الشيوخ الأمريكي أن أكبر زلة للرئيس السابق “باراك أوباما” هي إتمامه لصفقة تبادلية غير متوازية للجندي الأمريكي الأسير بهؤلاء الخمسة الذين وصفهم بـــ(فريق الأحلام لطالبان)، كما اعتبره انتهاكا للقانون الأمريكي والقواعد الرسمية المحددة للبيت الأبيض، حيث قرر مكتب المسائلة الحكومي (GAO) وهو جهة تحقيق غير حزبية في الكونغرس أن الرئيس “أوباما” خرق قانونا (واضحا لا لبس فيه) عندما قام بعملية تبادل الأسير الأمريكي بــ(فريق الأحلام لطالبان) المصنفيين (كإرهابيين بالغي الخطورة جدا) في القانون الأمريكي، وأنهم (الأكثر خطورة بين العناصر الأكثر تشددا في طالبان المناهضة للولايات الأمريكية المتحدة)، كما أضاف أنهم (الأكثر سفكا للدماء الأمريكية ولا زالت تلك الدماء تغطي أيديهم).

كما أشرت سريعا إلى الوضع الحالي للقوات الأمريكية في أفغانستان، وأنهم في مأزق وحال مؤلم لا يحسدون عليه، وقلما يستطيعوا الخروج للتنزه والسياحة من قواعدهم العسكرية المحاصرة من قبل قوات طالبان الأفغانية المتمرسة على شدة البأس في القتال، وأضيف في هذه الحلقة ما صرح به قائد القوات الأمريكية السابق “جون نيكلسون” شهر يناير من العام الماضي 2018م في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” حيث قال: (إن العاصمة كابل تحت الحصار، وإن الجنود الأمريكيين لا يسيرون على الطرقات وإنما يتحركون بالطائرات المروحية).

أما الدمية الكرتونية “أشرف غني” والذي تم جلبها من كابل وصناعتها كعميل في أمريكا مع اللقيط زلمي خليل زاده عام 1966م فإنه (حذر من انهيار الحكومة الأفغانية في ثلاثة أيام في حال سحبت الولايات المتحدة دعمها المالي والعسكري، وأن الجيش والشرطة سينهارون خلال ستة أشهر من الانسحاب).

 

وفي هذه الحلقة الثانية من مقال (كيف تمكنت طالبان أفغانستان من احتلال الإرادة الأمريكية) سأتكلم عن القدرات الأمريكية في إضعاف طالبان فيما لو تعثرت رحلتهم البائسة في البحث عن السلام وبصيص الأمل والنور للخروج من المستنقع الأفغاني، ومدى الاحتمالات والإمكانيات المتاحة للقوى الغربية في إخضاع أو تدجين النهضة الطالبانية للرؤى الغربية لا سيما وأن “زلمي خليل زاده” بعد زيارته لباكستان قبل أيام حاول مرارا الضغط على طالبان للجلوس مع حكومة الدمية أشرف غني على طاولة واحدة ولكن طالبان أصرت على أنها لن تتفاوض إلا مع الأمريكان رأسا وفي مكتبها في قطر خصوصا.

وسأجيب في الختام عن السؤال الثاني الذي وعدت القارئ والتزمت بالإجابة عنه منذ مطلع المقال السابق، عن أصدق وصف لوضع أمريكا الحالي في المأزق الأفغاني.

كذلك سأشير في حلقات قادمات بإذن الله إلى الأدوات السياسية وحسن الأخذ بها في إدارة الصراع بين الطالبان والقوى الغربية المناوئة لها، وكيف أن الطالبان تحمل مشروعا إسلاميا تغييريا ليكون نموذجا للنهوض بالأمة المسلمة من خلال الحراك العسكري والسياسي والاجتماعي المنضبط والمعتدل نظريًّا وسلوكيًّا.

لكن يحسن بنا الأن أن نعرج على ما قاله الرئيس “ترامب” قبل أيام في حديث أدلى به لقناة “فوكس نيوز” حيث قال: (إن الحرب في أفغانستان كانت سبب انهيار الاتحاد السوفيتي، وإن روسيا كانت تشكل الاتحاد السوفيتي يوما ما لكن أفغانستان بالذات جعلته روسيا من جديد، وإن سبب إفلاس روسيا هو القتال في أفغانستان).

فمن خلال هذا التصريح يتحسس القارئ والسامع مقدار الألم والحسرة والإفلاس التي تعيشه القيادات الأمريكية السياسية والاقتصادية بعد مضي 18 ثمانية عشر عاما على الصراع مع الأمة المسلمة وطلائعها المناضلة مما يؤكد لنا صدق المسلمات القرآنية التي وردت في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، كما سيجزم النبيه الكيس الحاذق في استشرافه السياسي بأن عاقبة أمريكا ستكون مماثلة بالضبط إن لم تكن أسوء من عاقبة الاتحاد السوفيتي، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستصبح يوما ما عبارة عن “واشنطن” فقط، وسيجد كثير من أبنائها نجمة واحدة في علم دولتهم بعد فقدان الإثنتي وخمسين نجمة والتي تعبر عن اتحاد ولاياتها الثنتي والخمسين.

إن ما حدث ويحدث اليوم لأمريكا وحلف شمال الأطلسي “الناتو” في أفغانستان هو عبارة عن أسطورة وآية من آيات الله عز وجل في الأرض؛ قد عَمِيَ عن رؤيتها وإقرارها مكابرةً كثيرٌ ممن أعمى وأصم الله أبصارهم وأسماعهم من أهل الإسلام، بينما نجد أحد الصحفيين الإنجيليين الغربيين يصرح ويكتب تقريرا ومقالا في صحيفة فرنسية بعد زيارته لأفغانستان بعنوان: (لقد رأيت الله في أفغانستان)، وما ذلك إلا لأنه رأى من عجائب أقدار الله جل جلاله وآثاره في صيرورة الحرب وسيرها بين الفئة المؤمنة الضعيفة ومناوؤها من الدول المتحالفة القوية، حتى آلت بالطالبان صعودا وأمريكا هبوطا فصاروا جميعا إلى مرحلة (الحديبية)، وما أدركه “ترامب” ومن معه من ساسة أمريكا كما في تصريحاتهم السابقة؛ هو أن الطالبان سيستمرون في صعودهم التدريجي نحو قمة النصر، بينما تهبط أمريكا تدريجيا حتى تستقر في القاع الذي وصل إليه الاتحاد السوفيتي، وذلك في حال لو لم تفلح جلسات (الحديبية) في “قطر” بإحلال السلام على ما تريده طالبان، ولهذا فإن الصحفي الفرنسي كان قد رأى في أفغانستان “بدرا” و”أحدا” و”خندقا” تتكرر في معانيها بشكل آخر حتى وصل الأمر بطالبان وأمريكا إلى (الحديبية) في أحد معانيها الجزئية، وبقي على أهل الاستشراف أن يقرؤوا كيف ستصير الأحداث القابلة في الغد القريب.

فهل سيكون من الممكن بالقوى الغربية إنهاء الحراك الطالباني؟ أم أن أقصى ما يتمناه الغرب إضعاف الطالبان وتدجينها كما دجنوا عشرات الحركات الإسلامية التغيرية من قبلها؟

في قراءتنا للواقع نستطيع أن نجيب على ذلك فنقول: إن إمارة أفغانستان الإسلامية قد شبت عن الطوق وأصبحت مسألة إقتلاع جذورها ومحو كيانها من أفغانستان في هذه المرحلة الزمنية أمرا في غاية الاستبعاد وإمكانية احتماله غير متوقعة البتة اليوم لتعمق جذورها في سكان المنطقة وتأصل مفاهيمها الفكرية في عامة الشعب، ويمكن للمتابع أن يقول بثبات وتأكيد أن قوات إمارة أفغانستان الإسلامية قد احتلت الإرادات الأمريكية وعقيدتهم القتالية، وأرغمتهم وهم صاغرون على الرضوخ لطاولة الحوار مع الطالبان، ولهذا تأكد للمحلل والمتابع أن مجرد المداهمات الليلية والغارات الجوية وشدة البأس العسكري والوحشية الأمريكية لم يعد لها أي جدوى عسكرية في إضعاف هيمنة إمارة أفغانستان الإسلامية، بل كان لها تأثير عكسي كبير جدا وملحوظ على استراتيجية الناتو في أفعانستان، فقد اتسعت دوائر التأييد الشعبي لطالبان في سائر القوميات الأفغانية، وأصبحت مناطق الشمال والغرب كفارياب وبنجشير تؤيد الحراك الطالباني، وأما ما ينشر اليوم من تحسن ملحوظ على الصعيد الميداني للقوات الأمريكية في حربها مع الطالبان فهي أكذوبة الشتاء التي اعتاد إعلام العملاء على تكرارها كل عام في الشتاء فقط بسبب سياسة الطالبان في التخفيض النسبي لسيولة عملياتهم العسكرية في الشتاء لظروف الطقس والعوامل الفصلية، وما إن ينقضي البرد ويذوب الثلج وتبدأ العمليات الربيعية للطالبان حتى يتبين للجميع أن طالبان هي المحتل الحقيقي لإرادات الخصم وعقائدهم، وأن الفاعل الأساسي في أفغانستان هي قوات إمارة أفغانستان الإسلامية.

ولا شك أن وقوف الجنرال “سكوت ميلر” بملابس رياضية لا عسكرية أمام العشرات من جنود حلف الناتو والذين احتشدوا في مقر مهمة الدعم الحازم في كابل، ومشاركته معهم في التدريبات الرياضية الصباحية في الهواء الطلق لمدة ساعة كاملة، ثم تصريحه لهم بأن طالبان تتحدث عن السلام، وأن الحرب على وشك الانتهاء وعليهم الاستعداد للتعامل مع العمليات الإيجابية أو التداعيات السلبية في ظل زخم محادثات السلام بين واشنطن وإمارة أفغانستان الإسلامية يؤكد ما قررناه من أنَّ العزائم العسكرية لأمريكا وإرادتها القتالية تتراجع القهقرى بتسارع عجيب، وهي في سبيلها للتدمير الكامل على الأيدي الأفغانية المتوضئة، فقد كانت تصريحات “ميلر” وخروجه للصحفيين بملابس رياضية توحي بعكس ما كان يريد إيصاله لجنوده المنهكين صحيا ومعنويا، وهذا ما تؤكده لنا تصريحات الكولونيل الأمريكي “ديفيد باتلر” حين قال: (إن العام الجديد سيجلب فرصة فريدة للسلام في أفغانستان) ثم أضاف قائلا: (تصوروا أن هناك إمكانية لإنهاء 40 عاما من الحرب في أفغانستان).

كما لا ننسى أن “ميلر” صرح قبل شهر واحد عقب نجاته من هجوم قندهار بقوله: (يستحيل تحقيق انتصار عسكري ضد طالبان يجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية) وأضاف قائلا: (إن الحرب في أفغانستان لا يمكن أن ينتج عنها نصر عسكري للقوات الأمريكية).

إن من المحزن جدا لشعب الولايات المتحدة الأمريكية أن يرى ويسمع ما آل إليه أمر أبنائهم من جنود الجيش الأمريكي في ختام حربهم مع ما يسمونه بالإرهاب لا سيما بعد ما تمكنت قوات الطالبان من احتلال عزائمهم وإراداتهم القتالية، وأشد من ذلك وأنكى أن يشاهدوا بأم أعينهم كيف رضخوا هم وروسيا وغيرهم للحوار مع “الطالبان” في “موسكو” قبل أسابيع والتي ظهرت فيها معالم شموخ العزة الإسلامية الأفغانية حينما اعتز مدير المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية “عباس شير ستانكزاي” بأصالته الإسلامية وحضارته الأفغانية حيث شمخ بعمامته “الشملة” عند أخذ الصور التذكارية بجانب وزير الخارجية الروسي “لاغرووف”، وذكرنا موقفه بموقف عزة وشموخ نفس الرئيس الشيشاني الشهيد “زليم خان ياندرييف” مع الرئيس الروسي “يلتسن” عندما أجبره على الخضوع لرأيه وتغيير مكان جلوسه على طاولة التفاوض ندا لند عام 1997م، فليعتبر بائعوا دماء أهل الشام مما حل بهم من هوان “سوتشي”.

بقي أن يجاب عن السؤال الثاني؛ فما هو أصدق وصف لوضع أمريكا بعدئذ؟

لن أجد أصدق من كلمة (جهنم) والتي وصف بها الجنرال الأمريكي “جوزيف أندرسن” وضع قوات جيشه الأمريكي المنهزم في أفغانستان، وهو ما أكدته أيضا الصحافة الأمريكية على لسان الجنرال “سكوت ميلر” بعد استهدافه بهجوم قندهار الناجح بقوله: (لا يمكن الانتصار في الحرب على طالبان)، وما أكده أيضا موقع “سي إن إن” الإنجليزي على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال “جوزيف دانفورد” بقوله في منتدى “هاليفاكس” الأمني الذي عقد مؤخرا في “كندا”: (طالبان لا تخسر شيئا، أعتقد من الإنصاف القول أنهم لا ينهزمون الأن).

كما نشر موقع “تاسك أند بيوربوس” الأمريكي قبل أسبوعين أن وزير الخارجية الأمريكي “بومبيو” سئل الجنرال الأمريكي المتقاعد “ستانلي ماكريستال” عن سبيل الخروج من المأزق الأفغاني، وطلب منه نصيحة حول ما يجب فعله تجاه المستنقع الأفغاني، فأجابه “ماكريستال” بقوله: (لا أعرف.. وتمنيت لو كنت أعرف).

ويقول “روبرت كابلان” – وهو أحد البارزين في مركز الأمن الأمريكي، وأحد كبار مستشاري مجموعة “أوراسيا”، ومؤلف لعدة كتب في مجال الحرب والاستراتيجية وما يتعلق بالمصالح الأمريكية – في مقال له بعنوان (قد حان الوقت للخروج من أفغانستان) في صحيفة “نيويورك تايمز” في أول يوم من أيام عام 2019م: (دعونا نكون صادقين مع أنفسنا؛ لقد حان الوقت للخروج من أفغانستان وتركها.. فإنه لا يوجد أي احتمال فعلي لانتصار عسكري على طالبان كما أن الفرصة ضئيلة جدا لترك ديموقراطية قائمة بذاتها في أفغانستان، وهذه حقائق لم يتمكن المجتمع السياسي في واشنطن من فهمها وقبولها)، وأضاف قائلا: (أمريكا تنفق ما يتجاوز إمكانياتها الاقتصادية في مهمة قد تساعد فقط منافسيها الاستراتيجيين، والجنود الأمريكيون في أفغانستان يبقون خلف الجدران الخرسانية المدعمة بالفولاذ لحماية أنفسهم من السكان الذين يفترض أنهم يساعدونهم)، ثم ختم مقاله بقوله: (عندما يتعلق الأمر بأفغانستان فإن واشنطن تكون مدينة تختبئ خلف أسوارها من العار والإحباط.. يمكن أن يوفر الانسحاب المفاجئ من أفغانستان رمزا جديدا لتراجع القوة الأمريكية الصلبة وانكفائها.. ومنافسونا يبنون إمبروطورياتهم الخاصة على ظهر اقتصادنا المتراجع).

ويحسن بعدئذ أن أترك المجال للقارئ الحر في التفكير العميق ليجيب عن السؤال التأريخي: كيف استطاع الأفغان بصبرهم الجميل وصمودهم الأبي من تركيع الرأي العام لسائر الإمبروطوريات عبر التأريخ ولا سيما الحكومات والشعوب الغربية المشاركة اليوم في الحرب على الإسلام؛ فقد أصبح القوم أشد سخطا على نتائج حملاتهم العسكرية على الأمة المسلمة، ولا أدل على ذلك من استطلاع الرأي الذي أجري بين عموم الأمريكيين مؤخرا، إذ عبر فيه 72% من المستطلع آرائهم عن رفضهم للحرب واعتبارها بلا قيمة.
كما صدرت قبل أيام قليلة دراسة جديدة عن معهد “واتسون” الأمريكي وأوضحت الدراسة أن تكلفة حروب أمريكا في الشرق الأوسط وأفغانستان منذ عام 2001م وصلت إلى 5.9 ترليون دولار، وأن أمريكا أنفقت على علاج المصابين من جيشها ما مقداره ترليون دولار.
ولا ننسى أن البيت الأبيض أعرب يوما ما عبر متحدثه الرسمي في يناير عام 2015م عن رفضه اعتبار “الطالبان” كحركة إرهابية، وهذا تصريح واضح، واعتراف أمريكي فاضح؛ بأن “طالبان” قد احتلت الإرادة القتالية الأمريكية وأنها أقوى فاعل في الساحة الأفغانية الحالية، وأنهم مجبرون على محاورتها وهم صاغرون رغم كونها مع حلفائها في مصاف أكبر وأسبق الطلائع الإسلامية العسكرية التي تفتك بالجيش الأمريكي منذ عقدين من الزمان، وأهم من ذلك كله أن يعلم المسلمون أن أفضل علاج للخروج من قائمة “التصنيف بالإرهاب” هو الدواء الطالباني الأفغاني بممارسة المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال.

ختاما.. فهذه هي بيانات بعثة “الدعم الحازم” في حلف “الناتو”، وها هي تصريحات قيادة الصليب، ودراسات مراكزهم الفكرية والاستراتيجية والإخبارية، وكتابات الساسة فيهم، والصحافة التابعة لهم.. يقرأ فيها المحلل والمتابع معالم الفضيحة والارتباك والحيرة والإحباط فلا يجد سوى انتظار إعلان انتصار الطالبان والإقرار بالفشل المخزي للأمريكان وعملائهم، وأرشفة هذه التجربة الفاشلة في طيات صفحات تأريخ الغزاة والمحتلين ليعتبر ويدكر من كان له عقل وقلب، أو ألقى السمع لأخبار الطالبان وهو شهيد.