لماذا نقموا من الطالبان؟!

نظر الشعب الأفغاني إلی فصائل التنظيمات المسلحة  المتناحرة، التي هشت الأوضاع، وسدت السبل، فمقتها عندما رآها ملوثة بحطام الدنیا، فصار توّاقاً لرؤیة عناصر غیر ملوثة بحطام الدنیا الزائفة أو ثقلة الفساد وجبروت الحكم، وكان یعد الأیام بل الدقائق والثواني علی رؤیة جیل قرآني .. جیل نشأ وترعرع في كنف الإله .. جیل لم تغره زخرفة الدنیا ولابریقها ولمعانها .. جیل فاتح قلاع الفصائل الفاسدة.. جیل أمین مخلص یتحفهم الأمن والاستقرار والهدوء.. جیل یتحفهم « دولة الإسلام» التي كانت قلوبهم تهفو إلیها وقد سلبها الفاسدون من مآقیهم، وهذا الأثر لانغفله لشعب مسلم ظل لقرون یثور علی قادته كلما بعدت بهم أقدامهم عن جادة الحق.

أجل؛ إن الشعب الأفغاني المسلم قد كان سئم من الحرب الشعواء بین الفصائل المتناحرة والتي دامت لأكثر من ثلاث سنوات وقضت علی الأخضرإلا الأفیونوالیابس، فقد خلف القصف المتبادل بین حكمتیار ومسعود في كابول فحسب أكثر من 50 ألف قتیل من المدنیین المسلمین الأبریاء، وأدی ذلك إلی تدمیر أكثر من 70% من العاصمة الأفغانیة، وتشرید لاجئین جدد، ناهیك من إعادة الملایین الأربعة المقیمین في أوضاع مأساویة علی الحدود الأفغانیةالباكستانیة، والأفغانیةالإیرانیة.

فجاء هذا الجیل الإیماني الذي كان الشعب الأفغاني في انتظاره وهي الإمارة الإسلامیة، فأعلنت الإمارة إعلانها عن دستور إسلامي یعلي العقیدة الإسلامیة وشرائعها، وهو الدستور الذي تبلور في الكلمة التي ألقاها أمیرالمؤمنین الملامحمد عمرمجاهدحفظه اللهأمام العلماء في قندهار 4/4/1996م

جاء هذه الحركة بأهداف عالیة سامقة نذكرها مجملة ثم نجعلكم أیها القراء فاقضوا أنتم هل ترون شیئاً یخالف الشرع المتین أو ینقض حقوق المدنیة و؟

إقامة الحكومة الإسلامیة علی نهج الخلافة الراشدة.

أن یكون الإسلام دین الشعب والحكومة جمیعاً.

أن یكون قانون الدولة مستمداً من الشریعة الإسلامیة.

اختیار العلماء والملتزمین بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.

قلع جذور العصبیات القومیة والقبلیة.

حفظ أهل الذمة والمستأمنین، وصیانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ورعایة حقوقهم المنصوص علیها في الشریعة الإسلامیة.

توثیق العلاقات مع جمیع الدول والمنظمات الإسلامیة.

تحسین العلاقات السیاسیة مع جمیع الدول الإسلامیة وفق القواعد الشرعیة.

التركیز علی الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جمیع المجالات.

تعیین هیئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جمیع أنحاء الدولة.

قمع الجرائم الأخلاقیة ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.

استقلال المحاكم الشرعیة وفوقیتها علی جمیع الإدارات الحكومیة.

إعداد جیش مدرب لحفظ الدولة الإسلامیة من الاعتداءات الخارجیة.

اختیار منهج إسلامي شامل لجمیع المدارس والجامعات وتدریس العلوم العصریة.

التحاكم في جمیع القضایا السیاسیة والدولیة إلی الكتاب والسنة.

أسلمة اقتصاد الدولة، والاهتمام بالتنمیة في جمیع المجالات.

طلب المساعدات من الدول الإسلامیة لإعمار أفغانستان.

جمع الزكاة والعشر وغیرهما وصرفهما في المشاریع والمرفق العامة.

فأین الانغلاقیة التي توصم بها هذه الحركة الفتیة الـتي یتحدث عن تعلیم عصري، وعن علاقة جیدة مع مختلف الدول الإسلامیة، واستقلال القضاء ... فلماذا نقموا طالبان ولم یزل یحاربونهاهل نقموا إلا لأنهم یریدون إجراء الحدود الربانیة التي تستمد من القرآن والسنة، والتعایش تحت ظلالها الوارف، فنقول بالجملة .

وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ *