ماذا لو تأخر انسحاب المحتلين؟!

كلمة اليوم:

أوصت مجموعة تقييم الكونجرس في الولايات المتحدة في أحدث تقرير لها عن أفغانستان، بأن تمدد إدارة بايدن توقيت انسحاب القوات من أفغانستان، واتهمت الإمارة الإسلامية بعدم الالتزام بتعهدات اتفاقية الدوحة و…

وقد ذكر التقرير قضايا وأمور عدة، وأظهرت قلقها حيالها، رغم أنها غير واقعية أصلا. وتشير أوجه التقصير في التقرير إلى أن فريق التقييم لم يقيم الوضع في أفغانستان بشكل صحيح، بل أعطى الأولوية للمصالح الشخصية على المهمة التي وكلت إليه.

إن وجود أشخاص مثل الجنرال دانفورد في فريق تقييم الكونجرس أمر جدير بالملاحظة، حيث إنه تجرع كأس الهزيمة عندما كان قائدا للقوات الأمريكية في أفغانستان، ولذلك فإنه يتعامل مع قضية عن دافع الحقد والكراهية والانتقام.

لا ينبغي أن يُنْظر إلى اتفاقية الدوحة من منظار الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة وراء الحروب والقتال، ويعرقلون المصالح العامة للشعوب!! إذا انتهكت اتفاقية الدوحة -لاسمح الله- فإنها ستكون لها عواقب وخيمة، ويكون الطرف المقابل مسؤولا عنها.

إن اتفاقية الدوحة ثمرة جهود ومشاورات وتقييم قام بها فريقا التفاوض للإمارة الإسلامية والولايات المتحدة، وهي الطريقة الوحيدة المعقولة والمستدامة لحل القضية، ولو تلاشت ستؤدي إلى اندلاع حرب كبيرة تقع مسؤوليتها على عاتق أمريكا.

يجب ألا تتعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع اتفاقية الدوحة عاطفياً، وأن لا تواصل الاستثمار في أمراء الحرب والفاسدين واستمرار الحرب في أفغانستان. لقد أثبتت الإمارة الإسلامية التزامها باتفاقية الدوحة، وطبقت جميع البنود الواردة في الاتفاقية، وترى أن حل الأزمة الجارية في أفغانستان تكمن في التنفيذ الكامل للاتفاقية.

لذلك يجب تجنب الأفعال والتصريحات التي تعيدنا إلى الوضع (الحربي) السابق؛ لأن ذلك الوضع لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا الشعب الأفغاني.