مجزرة (خان شيخون) وصمة عار في جبين البشرية

عبدالله

 

لم تكن مجزرة خان شيخون أولى مجازر الجزّار ابن الجزّار وأعوانه ولن تكون الأخيرة، فقد سبقت قبلها مجازر أخرى تشيب لهولها الولدان، إلا أنّ هذه المجزرة أجبرت “ويكيبيديا” أن تثبت هذه المجزرة بهذا التعريف: (الهجوم الكيميائي على خان شيخون هو هجوم جوي بالسلاح الكيميائي، يعتقد أنه من تنفيذ الحكومة السورية، وقع الهجوم في مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية بريف إدلب، مما أدى إلى وقوع 100 قتيل جلّهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب. تختلف الآراء حول مصدر الغازات السامة بعد وقوع القصف؛ حيث تقول المعارضة السورية أنه تمّ استخدام غاز السارين في القصف والأعراض التي يعاني منها المصابين ترجح ذلك، والتي تتمثل بخروج زبد أصفر من الفم وتشنج كامل. وقد نفت الحكومة السورية استخدام أي سلاح کيميائي معربة أنه ليس لديها أي نوع من الأسلحة الكيميائية منذ تسليم ترسانتها الكيميائية من قبل وبأنها لم تقم باستخدمها سابقا. بينما تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت مستودعاً للذخائر يحتوي على أسلحة كيميائية ومعملا لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة، في حين رفضت فرنسا على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر الرواية الروسية).

إنّ هذه المجزرة ‏لو أنها ارتُكبت بحق أي بشر غير أهل السنة ‏لاهتزت الأرض وقامت القيامة، و‏لكن لأن الضحايا كانوا من أهل السنة ‏فلم تكن الردود سوى الشجب والاستنكار السخيف والقصف الأمريكي الذي أضحك صبيان الكتاتيب حيث أخبروا الروس بأنهم سيقصفون (الشعيرات) ليخبر الروس بعد ذلك أذنابهم! ولم يكن للقصف أي أثر سوى تدمير بعض الطائرات الرابضة التي كانت عبئاً على بشّار.

هذه المهزلة اتضحت أكثر عندما بدأ بشار والروس قصفهم مجدداً من هذه القاعدة مرة أخرى.

وما هو واضح للجميع أنّ هذا الفعل الشنيع، اللاإنساني، اللاأخلاقي، الذي ارتكبه مجرم الحرب، بشار الكيماوي، ابن ابيه أبو المسالخ البشرية، بحق أهلنا في خان شيخون هو وصمة عار في جبين الإنسانية، وامتحان لكل ذي ضمير، وصرخة في وجه المتخفّين خلف الأيديولوجيات القومية والبعثية والممانعية الزائفة الكاذبة، وإن كل من يبرر، أو يخاتل، أو يكذب، أو يتهم أية جهة أخرى غير نظام الإجرام في سورية فهو مشارك في هذه الجريمة.

إن بوتين صاحب الوجه الرخامي، وزعماء الأعاريب الأشاوس، كلهم شركاء في جرائم طاغية قاسيون. ويتوجب على كل حر، على كل ذي ضمير، على كل من يحب سورية الأبية، سورية الحرة، سورية الحضارة، سورية الشعب الأبي المعطاء، سورية المناضلة ضد الظلم والطغيان الأسدي- الطائفي- الروسي- المجوسي أن يقف إلى جانب الحق، إلى جانب هذا الشعب الذي ذاق الويلات والكل صامت، أو مخادع، أو منافق.

 

وقد وصف الشاعر الفلسطيني صالح إبراهيم الصرفندي هذه المجزرة بوصفٍ دقيق عندما أنشد:

مذبحة خان شيخون

بعد كل مؤتمر

لا أتوقع منها مبشرات

كلها مفاجآت

خان شيخون بأطفالها يذبحون من

يواسيها

بغاز السارين الخانق من

يداويها

وشعوبنا تطالع الأخبار وخان شيخون بالقنابل

نلقيها

نلوم من؟ أسدنا أم من بات بالكلمات

يرثيها

لكِ الله يا خان شيخون وإليه نرفع

شكاويها

أطفال رضع تخنق كالفراخ ومن

يعزيها؟

أصبحنا بلا دم وبلا حياء وكلامنا لن

يجديها

عار ثم ألف عار على كل قادر ولم

يفديها

هي أقداري ألقتني في دروبكم

في حروبكم

في تنوع جحيمكم

ومن يقاضيها

خان شيخون ستبقى وصمة عار على جباهكم

في تاريخكم

في نومكم

وصحوتكم

وسكوتكم

يفنيها

يا شام يا أرض السلام والمحبة خاب من

يدميها

غداً تعود أم المدائن

نناديها

أقبل رأس كل شهيد وسلمت جراح

أياديها