موقف الإمارة العادل حيال السلام الدائم في البلاد

يعلم الجميع بأن مؤسسة بغواش العالمية نظمت لقاءات حوارية خلال يومي 23 ـ 24 يناير الجاري في العاصمة القطرية الدوحة بهدف حل مشاكل أفغانستان الحبيب، وقد تم طرح موقف الإمارة الإسلامية من قبل وفد رفيع المستوى من المكتب السياسي للإمارة في 14 صفحة في المؤتمر المذكور.
وقد كان أهم ما جاء في بيان الإمارة الاسلامية ما يلي:
إن السبب الأساسي لمأساة أفغانستان المستمرة منذ أربعين عاما هو التدخل الخارجي والإحتلال الأجنبي، والحرب قد فرضت علينا. إن المشاكل لن تحل عبر البطش والحروب. انهاء الإحتلال وإقامة نظام اسلامي مستقل الهدف الأسمى للإمارة الإسلامية، ايجاد عنوان رسمي للإمارة، شطب قوائم سوادء، وقوائم الجوائز، إطلاق سراح المعتقلين، والاحجام عن الدعايات المسمومة والكاذبة تعد الضروريات الأولية للسلام.
تعتبر الإمارة الإسلامية خدمة الشعب دون التعصب وظيفتها الإيمانية والوجدانية، هي ملتزمة تجاه الفعاليات والأنشطة المدنية، وحرية الرأي، وحقوق النساء في ضوء الأصول الإسلامية والمصالح الوطنية. وتعد توفير فرص التعليم لأبناء الشعب، والمحافظة على التأسيسات الوطنية والمنشآت ذات المنفعة العامة وإعمارها مسؤوليتها، وبشمول مشروع تابي تساند الإمارة الإسلامية جميع المشاريع الضامنة لرقي البلد وازدهاره، وسعادة الشعب ورخاءه. وتسعى لإقامة علاقات حسنة مع كافة دول العالم بما فيها دول الجوار انطلاقا من  مبدأ الاحترام المتبادل
البيان الختامي للمؤتمر الذي صدر من قبل مسؤولي مؤسسة بغواش لم يؤيد موقف الإمارة الاسلامية الشجاع والمعقول فحسب؛ بل اعتبر مطالب الإمارة الاسلامية ضرورية لايجاد السلام الدائم في البلاد، وعلى سبيل المثال فقد جاء في البيان ما يلي:
الفقرة الأولي: السلام ضرورة عاجلة للأفغان، حروب بضعة عقود فرضت على الأفغانالفقرة الثانية: … استقلال أفغانستان، والأمن والسلام يجب أن يكون عبر المحادثات، والقوات الأجنبية يجب أن تنسحب من أفغانستان بشكل كامل. الفقرة الرابعة: يجب أن لا تتدخل الجهات الخارجية في قضايا ومشروع السلام بأي شكل من الأشكال. الفقرة الخامسة: … يجب أن يتم شطب القوائم السوداء وأن يرفع الحظر المفروض على سفر قادة طالبان….وقَبِل الجميع بأن يكون لطالبان عنوان خاص ومكتب. الفقرة الثامنة: نجاة حياة عامة أفراد الشعب ومنع قتلهم و إصابتهم هدف جميع المشاركين في اللقاء… الفقرة التاسعة: … حكومة أفغانستان يجب أن تكون إسلامية، والقانون الأساسي الحالي بحاجة إلى تغير وتعديل، يجب أن لا يكون انحصار السلطة، يجب أن لا يتم التعامل السيء الناس بسبب الإنتماء المذهبي والخلفية الشخصية. الفقرة الرابعة عشر: المدارس، المشافي، البنية التحتية، وما شابهها من المؤسسات الوطنية يجب أن تصان بشكل جماعي وموحد، والذين يتعرضون لهذه المؤسسات بالأذي يجب محاكمتهم. الفقرة السابعة عشر: جميع المشاركين شددوا على توطيد العلاقات مع العالم الخارجي، ورحبوا بالعلاقات الثنائية مع المجتمع الدولي، شريطة تكون قائمة على أساس الإحترام المتباد
في هذا المؤتمر الذي شارك فيه شخصيات أفغانية هامة، ووجوه سياسية، وممثلون عن الدول المختلفة، تم الثناء على الموقف العادل والشجاع المطروح من قبل الإمارة الاسلامية حيال إيجاد السلام الدائم في البلاد، كما تم تقييمه واعتباره كخطوة مهمة نحو حل مأساة أفغانستان المستمرة منذ بضعة عقود.
والآن يتعلق الأمر العالم وخاصة الطرف المقابل بأنه إلى أي مدى يملك الإرادة الصادقة لإيجاد السلام، وإلى أي مدى قادر على أن يستجيب لمطالب وأفكار المجتمع الدولي والمشاركين في اللقاء.