واجب الأمة تجاه شعب الأفغان

بقلم: أبوسعيد

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فقد جاء النصر والفتح، وصدق الله وعدَه، وهاهي الأحزاب التي جاءت من جهات تعود، وجنود الإمارة الإسلامية ثابتة مستقيمة على الدرب، والقادة شامخون سالكون طريق الاستقامة والصمود، والشعب أبِيٌّ ينصر الجهاد ويصبر على العدوان.

ولم يشهد التاريخ عدوانا كهذا العدوان، ومكافحة كتيك المكافحة التي لا زالت مستمرة في شعاب الأفغان، وكل ذلك بنصر الله وحوله وقوته. {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: 10]

ومع ذلك فإن الحرب تأتي بالخراب، والمكافحة تترك الكلال والتعب، والمعارك تأخذ الرجال وتجعل الأطفال يتامى، والأمهاتِ ثكالا، والنساءَ أراملا. والتَّعطل يأتي بالجهل والفقر.

وجهاد الأفغان حرب صليبية خالصة، قامت بين مؤمنين مخلصين (علماء وحفاظ وطلاب المدارس الشرعية)- وبين المسيحيين الصليبيين واليهود والمشركين.فكان الجهاد دفاعًا عن الحرم الديني أولا والشعبي ثانيا، وماشعبيته إلا بأنه كان في أرض الأفغان.

لذلك- كان نصر المؤمنين الأفغان واجبًا على الأمة أولا والإنسانية ثانيا.ونتكلم عن أهم الواجبات:

واجب العلماء والدعاة: من واجبهم أنْ يُحَرِّضوا الشعوب على نصرة إخوانهم المجاهدين بكل ما يملكون من الوسائل والطاقات. وأنْ يتكلموا على المنابر والرسائل والمجلات عن مشروعية هذا الجهاد وردِّ العدوان، وتعاون الإمارة الإسلامية. {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]

 

واجب العُباد وأصحاب الليالي: من واجبهم إنْ لاينسوا الإمارة الإسلامية ورجالها، والشهداء واليتامي والأرامل والثكالى في أرض الأفغان في مناجاتهم ودعواتهم الخالصة. فإن هذه الدعوات تصيب عندما تخطئ السهام.

 

واجب المؤسسات العلمية والثقافية: من واجبهم أنْ يتيحوا فرصة لاستقبال الطلاب الأفغان، فإنهم بحاجة شديدة إلى التعليم في جميع مراحله؛ لأن الحرب قد فنت الرجال.

 

واجب التجار وأهل الثروة: من واجبهم إرسال النفقات إغاثة للشعب الجريح، والذي لايخلوا فيه بيت عن يتيم وأرملة، في 29 من شوال 1440ه استشهد صديقنا الأمير القاري سيد آغا في ميدان شهر، وكان خامس الإخوة يستشهد، خمسة شهداء من بيت واحد، وكلهم متزوجون!

وكان صديقنا القاري نياز محمد من ميدان شهر من كبار المجاهدين، استشهد أخوه، وترك اليتامى والأرملة، ثم مات أبوه، فكان هو يتولى البيت، ثم استهد هو أيضًا، وبقي البيت خاليًا، لأخيه الصغير والأم الثكلى مملوءًا عن اليتامى.

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:الساعي على الأرملة والمسكين كالساعي في سبيل الله. وأحسبه قال: كالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر. متفق عليه

عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلالله، كان له بكل شعرة تمر عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. وقرن بين أصبعيه. رواه أحمد والترمذي.

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آوى يتيما إلى طعامه وشرابه أوجب الله له الجنة ألبتة، إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر. رواه البغوي في شرح السنة.

عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني عملا يدخلني الجنة قال: أعتق النسمة وفك الرقبة، والمنحةَ الوكوف، وأطعم الجائع واسق الظمآن. رواه البيهقي في شعب الإيمان.

 

واجب الصحفيين والكُتَّاب والشعراء: من واجبهم تصوير المجاهدين في أعلى وأطهر ما يصور المعارك والأبطال، وتشويه صورة العدوان والظلم في أقبح ما يوصف به القبيح.

عن عبد الله بن مسعود أن النبي قال: من عزى مصابا كان له مثلُ أجره. رواه البَزَّار.

عن أبي بزرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عَزَّى ثَكْلَى كُسِيَ بُرْدًا في الجنة. رواه الترمذي

عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: قل الحق وإن كان مرا “. قلت: زدني. قال:لا تخف في الله لومة لائم. رواه البيهقي في شعب الإيمان.

هذا، ولاتنسوا أنكم مسؤولون عن إخوانكم الأفغان! وعن بيوت هؤلاء الشهداء، وعن أمنيات الاستشهاديين: “ماذا قدّمتم لهم، وماذا فعلتم لأجلهم”!؟