داعشغني

أبو هبة الله الكابولي

 

داهمت قوات الأمن الأفغاني بمرافقة من قوات الاحتلال الأمريكي في 19 من أغسطس الماضي منزل الحاج “محمد رحيم” في منطقة “دادو خيل” بولاية “لوجر” وربطوا ابنه “محمد أمين” الذي رجع حديثا من السعودية وحفيده ابن ستة عشر عاما وأقعدوهما على المتفجرات ثم قاموا بتفجيرهما.

و نريد أولا أن نسرد لكم قصة هذه المجزرة كما حكاها الحاج “محمد رحيم” للصحفيين ثم نأتي لنحلّل مصطلح داعشغني:

يقول أبو الشهيد بصوت متباك وآهات حزينة:

كنا رقودا بنوم حلو إذ جاءت الطائرات، فقالت لي حليلة ابني: استيقظ، فقد داهمنا الجنود، خرجت من الغرفة فإذا الجنود الأمريكيون واقفون في هذه الناحية والجنود الداخليون إلى هذا الجانب.

وقد ربطوا أيدي نجلي وشقيقي وأوقفوهما إلى الجدار فقلت لهم: ماذا تفعلون به؟ فقد رجع قبل عشرة أيام من السعودية؟ وكان ابني عاملا يعمل في السعودية.

فقالت الجنود: لا نؤذيه، فأريناهم جواز السفر والتأشيرة وكانوا يترجمون كلماتنا إلى الأمريكيين، ثم أمرنا الجنود بالخروج من المنزل.

فقلنا لهم: ما هو ذنبنا؟

ولكن الجنود أجبرونا بمؤخرات البنادق على الخروج من المنزل مع النساء، وجعلت صيحات الأطفال وصرخات النساء علينا يوم الحشر، وفي الخارج قلنا لهم مرة أخرى: ما هو ذنبنا؟ اتقوا الله. وأطلقوا سراح ابني وحفيدي، فقد رجع قبل عشرة أيام من السعودية.

وقالت الجنود: سننظر في الأمر، وذهبوا بنا إلى منزل الجار، ويضيف الشيخ بصوت متباك: طال هذا الليل بنا كطول يوم الحشر.

ولما انفلق الصبح خرجنا نحو منزلنا، وسارعت النساء، ولما دخلنا المنزل فوجئنا أن جدران المنزل ملطخة بالدماء ومضرجة بها.

ويجهش الشيخ بالبكاء قائلا: أجلسوا ابني وحفيدي على المتفجرات ثم فجروهما، وكانت أشلاء الشهداء متناثرة على السطوح، وكانت أعضاءهم ممزقة، فانتشلنا لحومهما ولم نستطع أن نميز بين جسديهما ثم قمنا بدفنهما بمساعدة من أهل القرية.

ويصيح الشيخ باكيا: حتى اليهود لن يرتكبوا مثل هذه الوحشية، هؤلاء جميعهم كفرة، هؤلاء جميعهم كفرة، قاتلهم الله أخزاهم الله.

وبعد انتشار صور جدران المنزل الملطخة بالدماء وصور الضحية في وسائل التواصل الاجتماعي ابتكر بعض رواد التواصل الإجتماعي الأفغان مصطلحا جديدا “داعشغني” وأطلقه على إدارة أشرف غني العميل وتنظيم البغدادي الخارجي لأنهما تتشابهان في عدة أمور:

كلتا العصابتين المجرمتين تُقعدان البشر على المتفجرات وتقومان بتفجيرهم وقتلهم بطرق بشعة.

كلتاهما تنتهجان العنف والتطرف وتذيق الشعب الأفغاني ألوانا من التعذيب وتجرب عليهم صنوفا من القتل.

كلتاهما تتغذيان بلبان الاحتلال وتقتاتان على مائدته حسب إعترافات كبار المسؤولين الحكوميين.

تستفيد أمريكا من كلتيهما في حربها ضد المقاومة الجهادية.

كلتاهما فقدتا شرف الخصومة فأتباع داعش يطلقون أحكام التكفير بلا هوادة وأتباع غني يسترسلون في السب والشتم.

كلتا العصابتين تسعيان لتمزيق وحدة الشعب الأفغاني المسلم وتصبّان الزيت على النار، وتذكيان الفتن وتمهّدان السبيل لاستمرار الاحتلال.

كلتا العصابتين تروعان الآمنين وتؤذيان عوام المسلمين، تدمّران منازلهم وتخطفان الشباب وتقتلانهم بدم بارد.

وليعلم العالم أن أمريكا مسؤولة عن جرائم هاتين العصابتين المجرمتين لأنهما تولدتا عن رحمها وترعرعتا في حضنها ووجود كلتيهما مرهون باستمرار الاحتلال، وزوالهما مرهون بزواله، لأن الاحتلال الأمريكي رئة لهما تتنفسان به.