16 سنة من الصمود والبطولات أمام الاحتلال 

   في السابع من شهر أكتوبر الجاري (2017 م) اكتملت 16 سنة على احتلال أمريكا الغاشم على بلادنا الحبيبة أفغانستان،  حيث ارتكب الأمريكيون المحتلون وحلفاؤهم أبشع الجرائم البشرية والانتهاكات خلال هذه الفترة تحت عنوان مكافحة ما يسمى بالإرهاب. لم تبقى جريمة إلا وارتكبتها أمريكا وحلفائها في هذه البلاد، فقد قصفوا وبشكل مكرر محافل الزفاف، ومراسم الجنائز، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات، والقرى، وخيام البدو ولم يسلم أحد من جرائمهم. وزجوا أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الأفغاني في السجون. وشكلوا مليشيات مرتزقة لاضطهاد هذا الشعب المظلوم، وأهانوا مقدساتنا الإسلامية مرارا، وربوا حكاما طغاة وسلطوهم على شعبنا حيث أن لكل من هؤلاء الحكام الطغاة سلطات خاصة فوق القانون. كما نسخوا القانون الأساسي من قانون الغرب وترجموه، ثم حملوه على الأفغان ومع ذلك كانوا بأنفسهم أول من نقضوه. وخير مثال لنقض هذا القانون الغربي الحكومة العميلة ذات الرأسين، وبرلمانها الغير القانوني المنتهية صلاحيته، ووزرائها الغير القانونيين. واتضح نفاقهم أكثر في البيان الذي نشروه في الـ 21 من شهر أغسطس للعام الجاري حول إستراتيجيتهم الجديدة حيث صرحوا فيه بأن هدفهم في أفغانستان القتل وليس الإعمار، لكن لا يُعتبر إرهابهم الواضح هذا إرهابا في قاموسهم بل يسمونها ديمقراطية ويصفق لهم بعض العملاء الأفغان بكل سفاهة من دون حياء.

لقد أظهر المحتلون وحلفاؤهم خلال السنوات الـ 16 الماضية صورتهم كهذه للشعب الأفغاني، ويريدون في المستقبل أيضا إحراق أفغانستان والشعب الأفغاني الأبي في لهيب البارود من أجل مصالحها الخاصة.

معظم مسئولي إدارة كابل يحملون جنسيات غربية، ويرون مصالحهم وبقائهم في وجود الاحتلال ومصالحها، لكن سبيل الشعب الأفغاني المجاهد ومصالحه تختلف بشكل كامل مع هؤلاء.

آن الأوان بأن يتحد جميع أطياف الشعب مع بعضهم. فالعدو مفتت من الداخل ويصارع ويبذل قصارى جهوده الأخيرة من أجل البقاء، فلو اجتمعنا جميعنا على مشتركات ديننا وبلادنا حينئذ لن يتمكن العدو من الصمود أكثر وسيزلزل الأرض من تحته، ومرة أخرى سيسجل الشعب الأفغاني نفسه في التاريخ بإذن الله على رأس الشعوب المطالبة للحرية حيث ضحت بالغالي والنفيس من أجل استعادة الحرية. وما ذلك على الله بعزيز.