آه يا قندوز

أبو صهيب الحقاني

 

يا الله كم كانت الكارثة شديدة وبربرية ووحشية!

كم كانت مؤلمة ومحزنة ومؤثرة!

كم كانت مفجعة ومفطّرة للقلوب!

نعم؛ هنا قندوز أرض المسلمين، بلاد يُسلخ أطفالها بجريمة أنهم مسلمون.

هنا أفغانستان وقندوز التي تبدّلت إلى عويل وصراخ وألم.

ارتفع هذا العويل وذلك الصراخ إلى العرش الإلهي، ولا أشك أو أتردد بأنّ ملائكة الرحمن يذرفون الدمع على حال هؤلاء الأطفال المعصومين في قندوز وعلى شهداء هذا الوطن المظلومين.

بأي ذنب؟

وما نقموا منهم إلا إسلامهم وحسب.

من القاتل؟

أمريكا الجانية.

أمريكا السفّاحة للدماء.

أميركا التي لدولاراتها عبيد كثيرون، لا يملكون ذرّة من الغيرة، فتلطّخ الأطفال بدمائهم المضرّجة لم يليّن قلوبهم القاسية الغافلة أو يهزّها.

لعنة الله على أمريكا.

ولعنة الله على الذين يذعنون لأمريكا ويقفون معها في جميع جرائمها وخياناتها، ويشعرون بالأمن والأمان إلى جنبها.

يقتّل أبناء المسلمين ويذبحون، ولكن رؤساء الإدارة العميلة غارقون في لذيذ عيشهم، وفي تقاسم السلطة، وبعيدون كل البعد عن هذه المأساة الدامية والكارثة الفظيعة.

سمع العالم الإسلامي كله نداء هؤلاء المظلومين وصراخهم في أقصى العالم واستنكر هذه المجزرة بأشدّ العبارات ولعن مقترفيها، لكن عبيد أميركا وأحذيتها لم يسمعوا شيئاً، فخرسوا تجاه ذلك.

وواضح للجميع بأنّ أمريكا يهمّها مصالحها لا نفوس الأبرياء، ولا عويل الأطفال وصراخهم وأنينهم، ولا أنين الأمّهات الثكالى وأنين الآباء الذين فقدوا فلذة أكبادهم.

ما أفجع هذه الكارثة وأوجعها! كأنّ ضمير البشرية قد مات، وماتت الضمائر إلى حدّ أن تمزق الأطفال الرضّع جراء القصف الأمريكي الوحشي لم يحرك ساكنا فيها.

والبعض حتى الآن ينكرون الجهاد.

من المسؤول عن هذه الكارثة؟

بأي ذنبٍ يُقتل الطفل البريء في قندوز، وكيف يكون هذا الطفل الرضيع إرهابياً في رأي الأمريكان، مع أنه لم يتعلم بعد طريقة الرضاعة بعد؟

وهل فوق هذه الذلة والخسة ذلة وخسة أخرى؟

أيها المسلمون! إنّ هؤلاء الشهداء هم أطفال مسلمين، قُتلوا وذُبحوا وحُرقوا.

ومنذ فترةٍ بدأت أمريكا سياسة جديدة في التدمير والتنكيل بالأفغان مثلما كانت تفعله في عام 2001م.

اللهم انصرنا بفضلك يا الله، لا إله لنا سواك، ولا ناصر لنا غيرك، وإنا لله وإنا إليه راجعون.