البراعم التي لم تتفتح بعد!

الشيخ رفيق الخير

 

ما أجمل الربيع وما أروع الحدائق والبساتين في هذا الفصل. وهناك في قندوز في بلاد أفغانستان تفتحت براعم بستان من بساتينها القرآنيه الجميلة بألوانها المختلفه بعضها بيضاء وبعضها خضراء وبعضها حمراء.

كانت روائحها العطره تفوح من كل جانب، ما أجمل بستان الإيمان وما أروع حديقه القرآن!

الأزهار تتعطر والغصون تتحرك، الأنهار تتدفق والطيور تغرد. الأمن والهدوء والسكينة والسلام في كل مكان وكل شيء على ما يرام، ولكن هل الأفاعي والحيات والعقارب والكلاب والذئاب تتحمل هذا الجمال وهذه الروعة؟

وهل الوحوش التي تعوّدت القتل والفساد والتخريب والتدمير والتمزيق تتحمل أن تتفتح هذه البراعم، وتنمو هذه الأشجار، وتنضج هذه الثمار، وتملأ العالم عطراً وجمالاً، علماً وسلاماً، دينا وأخلاقاً؟ لا! أبداً، لن تتحمل الوحوش المفترسة الأمن والسلام في الكون، فجن جنونهم بمشاهدة هذا الجمال وهذه الروعة.

فهاجوا وماجوا وتكلّبوا وتنمّروا وتفيّلوا وتوحّشوا وهاجموا مهاجمة الوحوش إذا حشرت، فأفسدوا وخربوا وقتلوا ومزقوا وأحرقوا وجعلوا كل شيءٍ دماراً.

فها هي مصاحف مزقت، وبراعم قُطّعت، وبساتين اُحرقت فحسبنا الله ونعم الوكيل. ولكن ليعلم رئيس هذه الأفاعي والوحوش “ترامب”وأذنابه، ليعلموا بأنّ أرض أفغانستان وخاصة أرض قندوز العزيزة مخضرة منبتة، ستنبت أشجاراً أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء، وستنجب تلك الأمّهات الثكالى، أبناء بررة مجاهدين ثائرين لدينهم، منتقمين لإخوانهم، محررين لأرضهم، وما ذلك على الله بعزيز.